الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزمة المصداقية الفكرية وإشكالية المثقف العربي..

عروة حمدالله

2007 / 10 / 30
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


إن أزمة الفكر التي هي حالة عامة أصبحت تتجاوز أفراد المجتمع العادي لتصيب وتترسخ بوضوح في حالة المثقف العربي المعاصر الذي يعاني من جمود فكري أو ضعف القدرة على التأثير في الواقع من حوله على عكس المنتظر منه في نقد الواقع والخارج لقلب المفاهيم ومحاولة تقديم الحلول الواقعية المناسبة.

إن هذه الأزمة تكاد إن تكون صفة عامة لملامح الفكر العربي في هذه المرحلة ,فهي التي نشأت جراء فقدان الخطاب الأيديولوجي السياسي مصداقيته و انهيار مشاريعها السياسية وانتقال هذه الخطابات إلى مرحلة الضياع والارتباك الفكري ودخولها الى مرحلة العقم الفكري والإنتاجي ونتيجة عدم وجود حالة فكرية خاصة ذات معايير واقعية تبحث في جذور المشكلة التي نعاني منها كوضع اجتماعي خاص بعيدا عن الواقع السياسي والاقتصادي الذي يطول الحديث عنه ...مع إني وبصورة عامة أرى إن هذه الساحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية هي حالات مترابطة وكل واحدة تنتج عن الأخرى في حال وجود توازن داخلي ضمن أجندة وافق استراتيجي واضح للدولة , لكن هذا لم ولن يحصل في دولنا العربية بل يقترب الموضوع الى الكارثة على صعيد كل المجالات .

إن محاولتنا المتواضعة لنقل النقد من الواقع العام الى الواقع الخاص الذي يعيشه المفكر او المثقف العربي والممارسة الحقيقية لمفهوم نقد الذات لتقويم الوجهة وتغيير نمط التفكير يستدعينا جميعا الى النظر في جذور هذة المسألة والبحث الجدي عن أسباب هذا الجمود الفكري الذي يعم كافة مجالات الحياة , سيساعدنا هذا ولو قليلا على التحلل الفكري من الفكرة ذاتها والابتعاد عن التعلق بالفكرة في قالبها وشكلها العام ..أنها محاولة لغزو هذة الوثنية وقلب المفاهيم بما يناسب واقعنا المتجدد لا اقصد بذلك إن نسلك هذا الطريق المعتم او إن نتماشى مع صخب الحياة التي تسقطنا في واقع مليء بالتناقض بل اقصد إن نخرج جميعا من هذة القوقعة الفكرية التي أصبحت شعارات او مقولات ينبغي تحقيقها فقط, بل إن دور المثقف الحقيقي هو فهم الواقع وتجسيد المشكلة وتسخير الأدوات لتحقيق رؤيته الخاصة في الحل فلا يكفي الإشارة الى واقعنا وترديد شعارات هي صحيحة لكن لا تملك أي مصداقية واقعية .

ان النمطية المسيطرة على الخطاب الأيديولوجي ساهم بشكل او بأخر في انهيار المجتمعات العربية وتراجع مصداقيتها أمام جمهورها العام فتحولت شيئا فشيئا الى مركزية عمياء بدون مغزى وقد أصاب هذا المرض المثقف العربي الذي بدوره أصبح يحرس حصنه الداخلي خوفا من السقوط قي الواقع والتشابك معه لكن في حقيقة الحال إن هذا هو السقوط بعينه ..فلم يعد دور المثقف هو نسج علاقات متطورة مع الحقيقة لينتج واقع جديد يفرض نفسه على المجتمع بل توقف دور المثقف عند الدفاع عن أفكاره الخاصة وكل ما حوله يسقط وينهار بصورة قبيحة لتصبح أزمة فكر حقيقية تتجلى في مجتمعاتنا العربية بكامل تناقضاتها التاريخية والمستقبلية

إن ازمة المثقف العربي هي ازمة المثقف نفسه او ازمة الفكرة بالذات فلا حدود اوسع من المشكلة لكن من أي يبدأ الحل تظهر المشكلة ..ان المفاهيم الجديدة التي تدعونا الى قراءة الواقع مرات عديدة وتشخيص الحالة العامة تبدأ من نقد المثقف لذاته ليكون هو النقاش بذاته وليس محط النظر والاهتمام .أني ادعو الجميع في النهاية الى التحرر من كل المطلقات والشعارات والبحث في الواقع الخاص للمثقف العربي عن حلول لزحزحت المشكلة والتحول الى كل ما هو مجدي لأن كل مثقف سيكون محط مساءلة و نقد في المرحلة القادمة لذلك يجب المحافظة على روح الحقيقية للمثقف الباحث عن التجديد في المواقف التي تكون فيها افكاره نابعة من التحليل الدقيق والمتابعة المستمرة هي الأفق المسيطر على سماء الساحات المختلفة والواقع ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تحذر من أن المعاهدات لن تمنعها من الحفاظ على أمنها القوم


.. وزير الدفاع الأمريكي: يمكن شن عمليات عسكرية بفاعلية بالتزامن




.. نقل جثامين الرئيس الإيراني الراحل ومرافقيه من تبريز لطهران ا


.. استشهاد 4 وإصابة أكثر من 20 في قصف إسرائيلي لمنزل عائلة الشو




.. هل تسير مجريات محاكمة ترامب نحو التبرئة أم الإدانة؟ | #أميرك