الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأسباب النفسية للسُمنة عند النساء في البلدان العربية !!

ناهده محمد علي

2007 / 10 / 30
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


إن المشاكل النفسية لدى المرأة في البلدان العربية كثيرة ومتنوعة أولها الإحباط وأنواع الفوبيا والمخاوف من الفشل مثلاً وعدم القبول والإستحسان من قِبل المجتمع , لذا تعتبر المرأة في العالم العربي من أكثر نساء العالم إهتماماً بأدوات المكياج وإقتناء الملابس والحُلى لأجل الحصول على الإستحسان والقبول من أفراد المجتمع , ويشكل هذا ايضاً تعويض أو بديل عن الإحساس لمتعة النجاح في الحياة اليومية والعملية , وحينما تفشل هذه الأدوات في وضع البديل للإحساس بألراحة النفسية والسعادة تبدأ المرأة بألبحث عن أدوات اُخرى تساعد في التخفيف من حدة الإحساس بألفشل أو الإهمال وألتهميش , وأول هذه الأدوات هي الشعور باللذة والمتعة النفسية من خلال الطعام , وتبدأ المرأة بتناول أنواع كثيرة من الأطعمة الدسمة وبكميات كبيرة , حيث يكتفي الإنسان العادي بنسبة معينة من الإحساس بلذة الطعام قد تصل إلى 60 % , أما المرأة المدمنة على الطعام فقد تصل نسبة الإرضاء لديها بلذة الطعام إلى
99% , وتصل إلى مايسمى ( بألتُخمة ) , ويتكيف وضعها النفسي لهذا كما يتكيف جهازها الهضمي وتتضخم منطقة البطن لديها ويبقى إحساسها بألجوع متوفزاً طوال اليوم وحتى أثناء ساعات النوم , وكثيراً ما تستيقظ المرأة المدمنة باحثة عن الطعام ليلاً , وتختار أنواع من الطعام ذات السعرات الحرارية العالية , وتبدأ لديها المُعاناة من أمراض مثل ضغط الدم العالي وإرتفاع نسبة السكر في الدم , وبمرور الوقت تزيد المرأة في طلبها لمتعة الطعام , وبعد أن تظهر علامات السُمنة الشديدة لديها تتصادم الرغبة في الطعام والرغبة في الحصول على قبول وإستحسان المجتمع , فتتجه إلى طرق مُلتوية لتحصيل متعة الطعام والحرص على عدم الإستفادة منه وهضمه , فتصاب بـ ( البوليميا ) , وتبدأ بإفراغ الطعام من معدتها بعد تناوله مباشرة عن طريق التقيأ وبأساليب مختلفة , كوضع الإصبع في الفم أو إستخدام أدوية معينة , وقد تلجأ إلى أدوية ( منع الشهية ) , أو الـ ( Dait ) وإستخدام أنواع من الأدوية المغذية والحاوبة على الفيتامينات والأملاح للتعويض عن الوجبات اليومية , وكذلك إستخدام عمليات إزالة الشحوم من الجسم , وقد تتجه هذه المرأة الى النوادي الرياضية لتخفيف الوزن , وتقع مابين متاهة الإدمان على الطعام وبين الرغبة الشديدة في قبول المجتمع لها وإستحسانه لشكلها الخارجي .
إن التقاليد والأعراف القديمة كانت تستحسن المرأة البدينة وتضعها بمصاف الجميلات وبنات العوائل الموسرة , وقد كان جسم المرأة النحيل دليل على قلة المستوى الجمالي والمادي , وأن العُرف العربي يضع للسمنة قيمة جمالية وصحية ويُعطيها القُدرة على العمل البيتي والإنجاب , إلا أن الحقيقة العلمية هي عكس ذلك , فإن البدانة تؤدي إلى سرعة الإحساس بألتعب وكذلك إحدى عوائق الإنجاب .
إن قيَّم العصر الحالي قد دفعت المرأة في البلدان العربية إلى التخلص من السمنة القيمية القديمة لتستطيع التحرك بحرية وطلاقة في مجال المجتمع والتشبه أحياناً بألقيَّم الجمالية الأُوربية .
إن الإحباط النفسي والذي لديه ركائز كثيرة مثل الإحباط الزواجي والإحباط العلمي والمعرفي والجمالي , وكذلك العلاقات العائلية المتفككة , كل هذا يدفع إلى إستخدام الطعام كحَبات المُسكن أو المخدر , لتخدير مواضع الألم والكآبة وصدمات الحياة اليومية والعائلية , وتناول الطعام له فترات محددة , أما لدى المدمن على الطعام فلا وقت محدد لديه ويكون على مدى 24 ساعة , لذا يختزن الجسم الفائض وتزداد طبقة الشحوم لدى المرأة . وقد نتساءل لماذا المرأة في البلدان العربية بألذات ؟ وهناك الكثير من النساء الأمريكيات والأُوربيات يتميزن بألسمنة , أقول إن السمنة الزائدة ترتبط دائماً بألرغبة في التعويض , أي تعويض الألم والمرارة لمتعة الطعام وخاصة السكريات , وتتميز المرأة في البلدان العربية بمختلف مستوياتها العلمية والمادية والإجتماعية بمستوى عالٍ من الإحباط بسبب الظروف الإجتماعية الصعبة التي تقف عائقاً أمام الطموح والنجاح , وكل التجارب العلمية تثبت أن النجاح سواء كان علمياً أو إجتماعياً ومنها العلاقات العاطفية يدفع إلى الإعتدال في الطعام والإقلال منه أحياناً , إذ تحل المُتع العلمية والأدبية والروحية محل المتعة الخطرة وهي مُتعة الطعام , وقد يقول قائل إن المجتمع العربي متميز بفقره رغم غناه فمن أين تأتي شحوم المرأة إذاً !؟ , أقول إن السُمنة لا تأتي من الأطعمة الغنية بألفيتامينات أو المرتفعة السعر , بل تأتي من اطعمة مثل النشويات والخبز والرز والمكرونة والمعجنات البيتية .
الحلول لهذه المشكلة
إن دفع المرأة الى داخل الدائرة العلمية والعلاقات الإجتماعية المتنوعة والناجحة هو أهم الحلول لعلاج الإدمان على الطعام المرضي , حتى يكون وقت المرأة مشحوناً بالعمل والأطلاع الثقافي والحركة المستمرة خارج البيت وداخله وستفقد عندها الرغبة تلقائياً بتناول الوجبات الدسمة والمتكررة خلال اليوم , لأن لديها التعويض الكافي عن مُتعة الطعام .
إن الفرح اليومي للنجاح العملي أو القدرة على الإبداع والأنتاج الثقافي والفني والمهني , وفي مهن مختلفة , مثل النسيج أو الخياطة أو المهن التي تحتاج الى مستوى عالي من المهارة في المجال الصناعي وحتى الزراعي , يساعد هذا كثيراً في خلق البدائل للبحث عن مُسببات اللذة الغذائية الخطرة والمؤدية الى التشويه الجسدي والروحي للمرأة .
وتبقى هناك أسباب اخرى للسمنة مثل الأسباب الوراثية والهرمونية وهذه تُعالَج طبعاً بالمعالجة الدوائية والعلاج النفسي أيضاً للإقلال من إستخدام الأغذية الدسمة وذات السعرات الحرارية العالية , حيث يُحوِّل جسد هذا النوع من النساء الغذاء المتناول الى شحوم وبشكل سريع للأسباب التي مرَّ ذكرها , ويساهم العلاج النفسي والدوائي من الإكثار من تناول الخضراوات والفواكه وإدخال هؤلاء النساء في برنامج صحي ورياضي وإجتماعي مع محاولة علاج المشاكل النفسية المترتبة على السُمنة وأولها فقدان الثقة بألنفس والخوف من مواجهة المجتمع , والتركيز على الشكل الخارجي وإهمال البناء الداخلي والذي يساعد الطبيب النفسي على بنائه البناء الصحيح .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يترأس اجتماعا بمشاركة غالانت ومسؤولين آخرين


.. متحدث باسم حماس لـ-سكاي نيوز عربية-: إسرائيل ما زالت ترفض ال




.. بعد فشل الوساطات.. استمرار التصعيد بين حزب الله وإسرائيل| #غ


.. المراكب تصبح وسيلة تنقل السكان في مناطق واسعة بالهند جراء ال




.. الشرطة الهولندية تعتدي على نساء ورجال أثناء دعمهم غزة في لاه