الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التحالفات الجديدة تعيد الى الاذهان

عبدالله مشختى

2007 / 11 / 2
القضية الكردية


ان الازمة الاخيرة التى افتعلتهاالبرلمان والحكومة التركية تحت ضغوط القوى العسكرية والاحزاب القومية المتطرفة فى تركيا والتى اجازفيها البرلمان التركى القوات التركية باجتياح الاراضى العراقية من خلال اقليم كردستان بحجة محاربة واستئصال حزب العمال الكردستانى وتصفية قواعدها الموجودة داخل الاراضى العراقية ، والتى تبغى من ورائها اساسا تقويض تجربة اقليم كردستان ووقف حركة الانماء الواسعة فيها والذى ينبع اساسا من عدم السماح للكرد بان يتبؤا مكانتهم الحقيقة بين شعوب المنطقة.
ان الزيارات التى قام بها مسؤولى الدولة التركية الى دول تناصرهم وتؤيد توجهاتهم مثل ايران ومصر واللقاء الى جرى بين الرئيس السورى والحكومة التركية تعيد الى الاذهان احداث عام 1963 والتى اتفق بموجبها كل من العراق وتركيا وسوريا على عقد اتفاق انذاك لمحاصرة الثورة الكردية فى كردستان العراق ومن ثم القضاء عليها والتى تحطمت بفعل صمود وارادة الكرد انذاك ، واليوم يعيد التاريخ نفسه فها هم الايرانيون يعلنون عن دعمهم لتركيا الدولتين المتناقضتين فى كل التوجهات وايران التى كانت حتى بالامس القريب تؤوى الحزب العمال الكردستانة وتدعمهم وسوريا التى اوجدت فى الاساس قواعد ومقرات ومعسكرات تدريب لهذا الحزب والتى تبارك اليوم الاجتياح التركى للعراق من خلال اراضى اقليم كردستان ، وموقف وزير الخارجية المصرى الذى يكره وجود اقليم كردستان ويحمل صدام مسؤولية قيام هذا الاقليم الذى يعتبره غير مرغوب به اضافة الى مواقف بعض من العرب العراقيين الذين يرحبون بالخطوة التركية متناسين انهم اصحاب الشعارات مثل صيانة وحدة وسيادة العراق .
ها هم اعداء الكرد عادوا ليجربوا حظهم العاثر فى تهديم ما حققه ابناء الاقليم من تقدم وتطور فى العديد من المجالات ، ان اتهام كرد العراق بيأييد والتعاطف مع كرد الدول الاخرى المجاورة انه لامر ظالم ومحير حقا الا يحاول العرب فى كل مكان ان يدعموا حركاتهم التحررية والعراق نموذجا ولكن التعامل معه سئ جدا والاتراك يمنحون انفسهم الحق بالتعاون ومساعدة التركمان فى العراق وكذا ايران وغيرها فكيف يمنعون الكرد بان يتعاطفوا مع اخوة لهم محرومون من ابسط الحقوق الانسانية والثقافية فى بقية اجزاء كردستان ويعانون الظلم على ايدى حكوماتهم .
ان الاتفاقات والمعاهدات والتحالفات بين اعداء الكرد مهما تعددت وتكاثرت فلن تتمكن من محو الكرد من على ارضهم او من الوجود كما يريدون فليجربوا هذه المرة ايضا حظهم العاثر كما فعلوها بالامس فى الستينات وحتى نهاية القرن الماضى وانه لمن السابق الان التنبأ بما سيحصل لهذه الاحلاف والاتفاقات التى تقام ضد الكرد ولكن علينا جميعا الاتعاظ من التاريخ فكم من الجيوش والاسلحة الفتاكة جربوها للقضاء على جذوة الشعور القومى الكردى وكلها باءت بالفشل ان الكرد اليوم ليسوا ككرد الامس حيث كان اعداءنا يستعمل سياسة فرق تسد بيننا / اليوم الكرد جميعا احاطوابكل المخططات والخرائط التى اعدها اعدائهم وباتوا اليوم يدا واحدا وكلمة واحدة امام اعدائهم الذين يريدون اذلالهم وتحريمهم من حقوقهم القومية والمدنية ، نحن على دراية كاملة بان الدول الاقليمية لن تروق لهم قيام اقليم كردستانى فى المنطقة لان وجود هذا الاقليم حسب تقديرهم ستنشط المطالبين الكرد المطالبين بالحقوق فى الدول المجاورة ، وقد يمكن الجزم بهذا الامر ولكن لماذا لا تقدم هذه الدول بحل مشاكل الكرد داخل دولهم بالطرق الممكنة والاسهل خسارة وهو طريق الحوار والتفاهم ومنح ابسط الحقوق الانسانية لكردهم الين يبلغون حوالى 25 مليونا فى تركيا وجوالى 10 ملايين فى ايران و2 مليونان فى سوريا وكثير منهم محرومون حتى من حق المواطنة مثل سوريا حيث هناك الكثير من كردهم لا يملكون الجنسية السورية ولا تمنح لهم فقط كونهم من الكرد و بالتالى لا يعتبرونهم مواطنين سوريين .
ان كرد العراق وبتجربتهم الديمقراطية الغنية فى الاقليم لم يمنحوا انفسهم منذ 1992 حق التدخل فى امور دول الجوار وكانت دوما تود وتطمح فى اقامة افضل العلاقات الجيرة مع دول الجوار العراقى ولكنها كانت دائما تنظر بعين الشك والحذر لاى بادرة من هذا القبيل من جانب سلطة الاقليم او كان يجابه بالرفض والنظرة الاستعلائية لهذه الدول والنظر الى الاقليم وكانه موطن اناس لا يستحقون العيش الا ان يكونوا اذلاء لهم او عبيد او منفذين لخططهم فى المنطقة ولكن ليكونوا على يقين بانهم لن يجدوا ذلك ولن يكون الكرد يوما عبيدا او مرتزقة بيد اى من هذه الدول لتنفيذ مأربهم وسياساتهم وان الكرد يؤمنون بخيارين لا ثالث لهما اما الموت بشرف او الحياة بكرامة وقد ولى ذلك الزمن من الجهل والتخلف الذى كان الكرد يتقاتلون مع بعضهم تنفيذا لمخططات اعدائهم ولنرى الاحداث وما ستتمخض عنها وليكن فى علم الجميع الذين يكنون الحقد والكراهية لهذا الشب المسالم بانه قوى عند الشدائد ولن يركع لاية قوة كانت علما انه لا يحب سفك الدماء والحرب مع اى شعب من شعوب التى تجاوره وتتعايش معه .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحيفة لومانيتيه: -لا وجود للجمهورية الفرنسية دون المهاجرين-


.. السلطات الجزائرية تدرس إمكانية إشراك المجتمع المدني كمراقب م




.. جلسة مفتوحة في مجلس الأمن لمناقشة الوضع الإنساني في غزة وإيج


.. أحداث قيصري.. اعتقال المئات بتركيا وفرض إجراءات أمنية إثر اع




.. المغرب.. المجلس الأعلى لحقوق الإنسان يصدر تقريره لعام 2023