الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا تدق تركيا طبول الحرب الآن

أحمد السعد

2007 / 11 / 2
القضية الكردية


يبدو هذه المرة أن العسكريتاريا التركية بدأت تتململ فى مواجهة حكومة يمين الوسط الأسلامية بزعامة اردوغان وباتت تحرك الأجواء فى استعراض للقوة العسكرية ملوحة بأجتياح الأراضى العراقية فى أقليم كردستان متهمة القيادة الكرديه بأيواء مقاتلى حزب العمال الكردستانى وتوفير الملاذ الآمن لهم والسماح لهم بفتح مكاتب فى المدن الكرديه وهو ما نفته القيادة الكرديه ونوهت الى أن تركيا تحاول ضرب التجربة الكرديه فى العراق وتجهضها لكى تغلق الطريق على طموحات اكراد تركيا فى أن يكون لهم كيان يتمتعون فيه بحرية العيش وممارسة الحقوق القومية التى حرموا منها .
تركيا المعروفة بتاريخها الطويل فى قمع القوميات الآخرى وسيرها على خطى العثمانيين والتى ثارت ثائرتها مؤخرا عندما أعلنت لجنة فى الكونغرس الأميركى ان ما قامت به تركيا بحق الأرمن أيام الدولة العثمانية كان نوعا من الأبادة الجماعية ، بينما كانت تركيا وطيلة الفترة من سبعينيات القرن الماضى حتى تسعينياته تعمل على تكريس دوله الأتراك فى قبرص ونجحت فى شطر الجزيره الى شطرين تركى ويونانى وهددت بأجتياح الجزيرة المسالمه بينما تنكر على الأقليات القومية الرازحة تحت سيطرتها وحكمها حقوقها القومية وتمارس ضدها نفس السياسة البائسه المتخلفه التى مارستها على العرب وهى سياسة التتريك وطمس الهوية القومية للشعوب الأخرى .
ويبدو أن نجاح تجربة أكراد العراق قد أثار مخاوف تركيا وغير تركيا من دول الجوار العراقى من أن يمتد تأثير هذا النجاح ويثير طموحات الشعب الكردى فيها على ان تمتد التجربة العراقية اليه فيستيقظ لديه حلم كردستان الكبرى وهو حلم كل الشعوب فى العالم بممارسة حقها فى تقرير المصير حسب ما تنص عليه المواثيق الدولية . لقد أختارت تركيا هذا الوقت الذى بدأت فية قوات الأحتلال تدريجيا بتسليم الملف الأمنى للقوات العراقية غير المؤهله للدفاع حتى عن نفسها لكى تتنصل بشكل نهائى عن التزاماتها بحماية حدود العراق وهى المسؤولية التى لم تضطلع بها منذ الساعات الآولى للآحتلال البغيض وعملت طيلة السنوات الأربع ألماضيه على عرقلة نمو القدرات العسكرية والتسليحية العراقية وعقدت بالنيابة عن الجيش العراقى عقودا لشراء البنادق التى تركها مقاتلو الصرب فى البوسنه والتى استولت عليها قوات حلف الأطلسى فى حربه على الصرب ولم تنجح محاولات الحكومات العراقية المتعاقبه فى تنويع مصادر تسليح الجيش العراقى وتجهيزة بالمعدات المتطورة رغم وجود الأمكانيات الماليه .
وللأسف تصطف بعض القوى العراقية والعربية مع الموقف التركى وتنكر على الكرد حق الكفاح لأسترداد الحقوق أو انتزاعها وهو حق طبيعى لكل شعوب الأرض بأن يكون لها كيان قومى تمارس ضمنه حقها فى الحياة والتعليم وأن تقرر هى –أى الشعوب – ما اذا كانت تريد الأستقلال ام البقاء ضمن الدول المتواجدة فيها . بعض القوى العراقية تحمل القيادة الكردية مسؤولية التصعيد وتتفق مع الطروحات التركية متناسية ان توجه السؤال الى الحكومة التركية لماذا لا تفتح حوارا مع القوى التى تمثل الأقليات القومية لديها ؟. لقد تحاورت بريطانيا مع الجيش الجمهورى الأيرلندى السرى IRR من خلال جناحه السياسى Shin Fin رغم أنها كانت تعتبره منظمة ارهابية فلماذا ترفض الحكومة والعسكريتاريا التركيه المتغطرسه هذا الحوار مع الفصائل الكرديه ومن ضمنها حزب العمال الكردستانى وتفضل ممارسة الضغط العسكرى وتلوح بأجتياحات وحرب ؟ ولماذا تلصق أغلب الجهات العربية وغير العربية صفة الأرهاب على هذا الحزب التقدمى سائرة فى ذلك خلف الولايات المتحدة وبريطانيا ؟ ونتذكر جميعا كيف تحالفت دول عديده وتآمرت وساعدت فى أعتقال المناضل الكردى عبد الله أوجلان مؤسس الحزب وأمينه العام قبل سنوات وكيف قامت المخابرات الأيرانيه بأغتيال مناضل كردى آخر هو عبد الرحمن قاسملو وسط صمت عالمى مخز. هل يمنح العالم للدول الحق فى ان تفعل ما تشاء وتنكر على الشعوب المطالبة بحقوقها ؟
كانت قضية الشعب العراقى برمته قضية منسيه فى المحافل الدولية ففى الوقت الذى كان الشعب العراقى يسام الهوان والأضطهاد والقمع الصدامى ويغيب ابناؤه فى السجون والمقابر الجماعيه كان العالم يصمت ويتفرج وكأن أمر الشعوب لا يعنيه .
العامل الموضوعى الذى يؤجج الصراع فى المنطقة الكرديه من تركيا يتمثل فى الحرمان الكلى من أية حقوق انسانية فالمدن الكرديه تعانى الأهمال والفقر والبطاله ، ومنذ عهد أتاتورك مورست سياسة مفادها أن لالغة ولا ثقافة سوى اللغة والثقافة التركية ورغم الثورات والأنتفاضات التى قامت بها الشعوب غير التركية والتى قمعت بقوة ووحشية ( مثل ألأنتفاضة التى قادها سعيد بيران) الذى اعدم هو ورفاقة فى 30 آيار 1925 وبعدها مورست على الشعب الكردى اعنف حملة قتل وأباده حتى بلغ عدد القتلى من الكرد المليون حسب الأحصاءات الغربية . ولعل العامل الآخر هو الأمل الذى أنبثق فى شمال العراق لأكراد تركيا وأيران وسوريا وأيقض الحلم الكبير بأقامة دولة للكرد الذين يتجاوز عددهم فى الدول الأربع الـ 40 مليون فى الوقت الذى تقوم دول معترف بها وعضوة فى الأمم المتحده بها عشر هذا العدد من السكان 0
أن اكراد العراق مسؤولون مسؤولية تاريخية وقوميه فى دعم أخوتهم الكؤرد فى كل مكان من أجل الحرية والحقوق القومية وهم لن يتنصلوا عن هذه المسؤولية مثلما لن يتنصل العرب عن دعم قضيتهم فى فلسطين لأنها قضية أخلاقية ومصيرية فكيف يطلب من الأخ أن يتخلى عن أخيه ,اذا كان التلويح التركى بأجتياح الأرض العراقية وضرب التجربة الكرديه بل والتجربة العراقية ذاتها يلقى القبول من بعض الأطراف فهو سيلقى الهزيمة على أرض كردستان العراق لأن الكرد العراقيين
لن يتخلوا عن تجربتهم وأنتصارهم حتى لو كلفهم ذلك حياتهم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسيرة إسرائيلية توثق عمليات اعتقال وتنكيل بفلسطينيين في مدين


.. لحظة استهداف الاحتلال الإسرائيلي خيام النازحين في رفح بقطاع




.. مبادرة لمحاربة الحشرات بين خيام النازحين في رفح


.. تونس.. معارضون يطالبون باطلاق سراح المعتقلين السياسيين




.. منظمات حقوقية في الجزاي?ر تتهم السلطات بالتضييق على الصحفيين