الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إعدام الحرية بإسم الدين

محمود الزهيري

2007 / 11 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


حينما تشعر بأنك تتنفس غاز سام , أو كأنك في منامك يواتيك كابوس يلاحقك بأن السيف البتار سوف يفصل رقبتك عن جسدك , ويفرق بين روحك , وبين هذا الجسد الإنساني الضعيف ,وحينما تستشعر بأنك مراقب في كل حركاتك وسكناتك , في هذا الوقت تري أنه ليس عليك من حرج إلا إتباع من يقولوا بأن هذا هو حكم الله , وأن هذه هي شريعته , وفي هذه الحالة لا تستطيع أن تناقش , فأحكام الله وشريعته الغراء ليست محل نقاش , ولامجال معها للجدال , إذا أردت أن تسير علي الأشواك حافياً , هروباً من الفقر في وطنك , ومن عذابات الأسرة التي تركتها ورائك في وطنك , والتي تلاحقك بمطالب الغذاء والدواء والكساء ومصاريف التعليم ,فإياك والكفيل , فطاعته واجبة , والإمتثال لأوامره فرض عليك كما الصلاة والصيام , فإذا أردت أن تهرب من وطنك هرباً من غول البطالة وأزمة السكن , وسافرت هرباً من عذابات , إلي عذابات أخري لتوفر مبلغاً من المال لتشتري بيتاً في وطنك , حتي إذا داهمك المرض وأكل عليك وشرب , واقتربت نهايتك وتخوفت من نهايتك , فماعليك إلا أنت تهرب من الخوف من الآخرة ومن عذاباتها وآلامها المنتظرة لك , فما عليك إلا أن تسافر لمملكة الرحمن , مملكة الإله الواحد الأحد الفرد الصمد , حيث ستجد العذابات من لون آخر , فقد تدوسك الأقدام يوم عرفة , أو أثناء رمي الجمرات , وإياك إياك أن يبدر منك مايخالف الشرع في كبيرة أو صغيرة , وعليك بطاعة جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , فلها هيئة , تشرف علي صيانة الدين وترعي حدوده , وتحافظ علي حرماته , وإذا أقمت وطالت مدة إقامتك فإياك والمقدسات الثلاث , الله , والرسول , والملك , فالله والرسول في مفهوم النظام في المملكة يعني إتباع محمد بن عبد الوهاب , وأسلافه , فما عليك إلا أن تكون وهابياً سلفياً مسلماً , ولا بد أن يسبق إسلامك الوهابية , ثم السلفية , ثم الإسلام , وقل دائماً : آمنت بمنهج بن عبد الوهاب , وأسلافه , وادعو في صلاتك وقل , اللهم اجعلني وهابياً سلفياً مسلماً واجعل إمامي في الإسلام الملك المفدي خادم الحرمين الشريفين , وبارك اللهم في سعود وأسرة آل سعود , وأدم مملكتهم , وأعز بهم المملكة والإسلام وأمة الإسلام , حيث جعلوها أمة آل سعود , وقل : التبرك بالرسول من الكبائر والشرك بالله , قل : أن نظام الحكم في المملكة نظام يرتضيه الله ورسوله , وأن نظام المملك نظاماً شرعياً دينياً إسلامياً , يحكم فيه بشرعة الله , وأن هذا النظام في الحكم والسلطة هو الذي يحقق الأمن والأمان , ويجعل الأوطان رخاءاً , ثغاءاً , آمنة مطمنة , والله سيرعاك وسيرعي الملك ,وسيرعي أسرة آل سعود , ومن ثم سيرعي أمة الإسلام , وإياك والتحدث في البدع والمنكرات , وإياك أن تتحدث عن المرأة وقيادتها للسيارة , والحذر كل الحذرمن قيادة زوجتك أو إبنتك للسيارة , وإلا سيقام عليها حد ركوب السيارة , فقد حرم قيادتها الشيخ الفقيه عبد العزيز بن باز , وتبعه في ذلك ,أئمة الهدي ونباريس الظلام , ولاتتحدث بالله عليك عن لحي الملوك , والأمراء حال كونها مطابقة للسنة , أم لا , بل إستمع للمنادين بتطبيق السنة في اللحي والجلباب والسواك , وزجاجة المسك ,وإياك إياك , أن تتحدث عن التزيع العادل للثروة القومية لمملكة الجاز والقار , وإياك أن تطالب بحكم أو سلطة , أو تتقول بمقولات الكفر كالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان , وفي النهاية , إذا أردت أن تصحو من نومك من هذا الكابوس , فهذا ليس بإراتك , لأنك نائم , والنائم مرفوع عنه القلم , وليست لديه إرادة , ومن ثم ستظل حياً في رحاب الكابوس , إلي أن تلبس روحك الإرادة ويعود إليك القلم المرفوع عنك !!
إن الفجيعة الكبري , أن نظام المملكة السعودية يريد أن يجعل الناس تعتقد أنهم يطبقون الإسلام وملتزمون بالشريعة الإسلامية , بالرغم من أنه لايوجد نص تشريعي أو قانوني تتضمنه مدونة قانونية تنسب إلي الشريعة الإسلامية ,بمعني أن الشريعة تطبق حسب المفهوم من الشريعة في عقول القائمين علي أمر تطبيق الشريعة فقط , ومع ذلك يتقول النظام السعودي بأنه يطبق الشريعة الإسلامية , ولكن تطبق فيمن , وعلي من , وماهو المصدر الذي يستند إليه النظام الملكي السعودي في تطبيقه للشريعة الإسلامية ؟!!
إن الأمر ليس متعلقاً بتعذيرات , وأمور مالية يجوز فيها الرد والدفع والتغريم , ولكنها أمور متعلقة بأروح بشر , تنسف روؤسهم بسنان السيوف , وتهدر دماؤهم وتراق بإسم إرادة الله العليا , وتحت مسمي تطبيق شرعه الموكول إلي أناس تم إختيارهم بواسطة الأسرة الحاكمة ليكونوا هم المشرعين والموقعين عن الله .
لقد أفجعني عدد الروؤس التي تطايرت بالسيوف من أبناء آدم , بإسم الإسلام وشريعة الإسلام في ظل نظام المملكة العربية السعودية الحاكمة بمسمي الإسلام وتطبيق شريعته !!
ولقد أفجعني الخبر المنشور بجريدة البديل في 3 11 2007 , فيما تنقله عن وكالة الانباء السعودية أن المملكة أعدمت أمس الاول رجلا مصريا بعد إدانته بممارسة "السحر والشعوذة" وامتهان القرآن الكريم وممارسة الزني. وقالت الوكالة إن حكم الإعدام نفذ في مصطفي ابراهيم في الرياض في قضية مثيرة للجدل، لاقت انتقادا من ناشطين في مجال حقوق الإنسان. وأضافت الوكالة أن أحد المقيمين الأجانب اتهم إبراهيم بممارسة السحر للتفريق بينه وبين زوجته ، وقالت إنه عثر في منزله علي عدد من كتب السحر والشعوذة وشمعة لف عليها عملاً سحرياً، كتب بخط يده وفيه " استغاثة بالشياطين " ومجموعة من الأعشاب في قوارير ماء " رائحته خبيثة ".
وقالت الوكالة إن الرجل اعترف بالزني بإحدي النساء وامتهان القرآن الكريم بوضعه في دورة المياه . وكانت وسائل الإعلام السعودية قد أثارت القضية في ابريل ، قائلة إن المصلين في أحد المساجد شكوا من أن صيدليا في بلدة « عرعر الشمالية » وضع نسخا من القرآن في دورات المياه ، لكن لم تصدر إشارات وقتها إلي اتهامه بالزني .
ويأخذ رجال الدين في المملكة العربية السعودية الاتهامات بالشعوذة مأخذ الجدية وعقدوا في الآونة الأخيرة مؤتمرا في الرياض حول كيفية التصدي لهذا الامر. وقال علي الأحمد الناشط الحقوقي المقيم في واشنطن وهو من الأقلية الشيعية بالمملكة العربية السعودية " هذا يوم حزين للعدالة في السعودية . هذا الإعدام دليل واضح علي طبيعة النظام القضائي في السعودية الذي يعود الي العصور الوسطي . " وأضاف الأحمد قائلا إن هذا الرجل قتل بدم بارد في الوقت الذي يوصف فيه العاهل السعودي الذي يزور أوروبا حاليا بأنه إصلاحي ، موضحا أن هذا الرجل حكم عليه بالإعدام دون أي دليل واضح يبرهن علي ما اعتبر انتهاكاً للقانون. وتنفذ أحكام الإعدام في السعودية عادة بقطع الرأس بالسيف في جرائم القتل والاغتصاب وتهريب المخدرات والسطو المسلح. وتقول السلطات السعودية إنها تطبق الشريعة الإسلامية التي تكفل جميع الحقوق للمسلمين وغير المسلمين. ولعائلات الضحايا الحق في التنازل عن حكم الإعدام والمطالبة بدلا من ذلك بفدية مالية. لكن الملك عبد الله أعلن الشهر الماضي في اعتراف علي ما يبدو بحجم المشكلات عن خطة لإصلاح النظام القضائي والذي قالت لجنة حقوق الإنسان الحكومية إنها ستتضمن وضع قانون العقوبات كتابة. وبحكم الإعدام الذي نفذ أمس الاول يرتفع عدد أحكام الإعدام المنفذة هذا العام إلي ما فوق 120 حكما مقارنة، مع مستوي قياسي بلغ 192 سجلته وكالات الانباء في 1995 بكامله. وقالت منظمة " ارفعوا أيديكم عن قابيل " المناهضة لعقوبة الإعدام ومقرها روما إن عدد الاعدامات بلغ 119 في الأشهر الستة الاولي من 2007 ولم يعدم إلا حوالي 38 شخصا في 2006
والسؤال الأخير :
هل نظام الحكم في المملكة العربية السعودية موافق للإسلام , ومتوافق مع شريعة الإسلام ؟!!
الإجابة متروكة للجميع وخاصة القائمين علي تطبيق أحكام الشريعة في المملكة العربية السعودية ورجال الدين من الوهابيين السلفيين !!
وإلا فالحريات جميعها سيستمر إعدامها بإسم الدين !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إبراهيم عبد المجيد: لهذا السبب شكر بن غوريون تنظيم الإخوان ف


.. #جوردان_بارديلا يعلن عزمه حظر الإخوان المسلمين في حال وصوله




.. رأس السنة الهجرية.. دار الإفتاء تستطلع هلال المحرم لعام 1446


.. 162-An-Nisa




.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - رئيس الوزراء يهنئ الرئيس السيسي و