الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأجوبة لا تكشف الظلام وانما الأسئلة

شهد أحمد الرفاعى

2007 / 11 / 6
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


(الاجوبة لا تكشف الظلام وانما الاسئلة)..مقولة قرأتها يوماً للكاتب ايجين لونسكو ، جعلتنى أفكر فى مضمونها ، ولمَ لا ؟ !
فنحن بالفعل بداخل كل منا بعض الكهوف المظلمة او لنقل ذكريات قلقة ، أوطان الغربة تكتظ بالضجيج الصامت يغلفها نسج العنكبوت ، عزلة انسانية حزينة وربما شاكية بلا دموع ، غير مرئية فى الظاهر لكنها فى الباطن واللاوعى بها ما لا تستطيع ان تبوح به ، انه برزخ خفى غير مرئى نهمشه قدر المستطاع الى ان يأتى من ينبش ويفتش فى هذه الامكنة الغير مرئية والغير مكتشفة فنصبح نفوس عارية امام الاخرين بما فى داخلنا من مقبول ولا مقبول مفروض ولا مفروض من عمق فى ظاهره القول وفى باطنه الفعل يختلف.

فى اعماقنا سرداب يتوسطنا، اشبه ما يكون بالقبو ، منفى للذكريات الحائرة يطويها قبر النسيان ، ننسى الامكنة والازمنة ومعها الامسيات المظلمة واقنعة الوجوه الباردة ، نتجرع الالم نخب ما نملك وما لا نملك ، نحترق من الداخل ومن الخارج الوجوه والملامح تضاريس وردية،،،،وندفن فى القبو مشاعرنا وآمالنا وآحلامنا كما يدفن النافق من الطير ، ومعه ندفن ضمائرنا ،لکن« یتبقى وخز الضمیر.

ولكن ما هى الاداة التى تعرينا هكذا ؟ ،،،،،، انه السؤال,,,,,, نعم انه سؤال وجواب وما بينهما يكمن النور والضياء.

قد يكون على منوال ،،،، ماذا تريد؟ من انت؟ ,,,, ما امنيتك لك ولغيرك؟ ،،،، احلامك ماذا عنها؟ ,,,, هل انت متغافل ام متسامح ؟ وعن من ولماذا؟ ،،،، الصدمات ماذا عنها وعن تعاملك معها فى حياتك؟ ,,,, كيف تتعامل مع كلمة الخيانة ؟وكيف تواجهها او تتعامل معها؟ ،،،، لماذا ترفض الناس احياناً؟ ,,,, المرآة ،، والمرأة او الرجل ،، فى حياتك هل ستصدق/ ين فى الكلام عنها؟ ,,,, تعمل /تعملين من اجل الظهور والتميز أم بحب نابع من داخلك لإفادة الاخرين؟ ،،،،علاقتك/ ى مع الله دون رتوش؟ ....ووو...والكثير الكثير من الاسئلة المضيئة لدهاليز النفس الباردة.

يكون السؤال و يكون الجواب و تحرك لبركان خامد قد حركه السؤال.

وهنا تكمن براعة السؤال ، مفتاح اللغز ،والسائل فى وضع السؤال فى الشكل الملائم والقدرة على رؤية وتحسس نقاط الضعف والغموض فى المتلقى وفى أيضا ً استخراج الاجابة ، فيكون كمن يستخرج الدر من البحر وهو كامن ، فاذا بحجر يحرك الراكد من الماء الاسن ، مفتاح اللغز .

وقد كان سقراط يعتمد فى ذلك فى حواره مع الاخر وطرح أسئلته عليه حتى يتمكن من الوصول الى اغوار واعماق محاوره وتفنيد معتقداته وافكاره وهو ما سمى بالسؤال السقراطى القائم على الفحص، ايضا نجد ان كانط كان يعتمد على النقد فى السؤال حتى يصل الى المعرفة الممكنة من المحاور ، وما سمى بالسؤال الكانطى القائم والمعتمد على النقد.

ولحرفة السؤال دور كبير فى إلقاء الضوء على القبو المظلم فى داخل كل منا فيكون بمثابة ابحار فى الظلمات ،،،،، قد يكون السؤال سطحى فلا يمس او يلمس اوتارنا الخفية ، ولا ينجب سوى الخوف من الغد او سجان فيزيد عدد الحراس المدججين على اعتاب اللاوعى فيجعلك من الامس نافرا ومن الغد هاربا ، سؤال ذابل يزيدك وحشة مع النفس.

وقد يكون من الاسئلة التى تتمتع وتزدان بل وتتدرج فى شدتها وعمق تأثيرها بمراتب القوة الحسية والخيالية والعقلية والفكرية والقدسية فيضىء بحروفه ما يقع عليه ويلمسه من وجدان او فكر او مشاعر وخلافه ، ويضعك فى برزخ الاحياء.

فيكون بمثابة ضوءا متعدد الموجات ينتج منه ما يشبه الاشعاع والذبذبات التى تنتشر بل وتتوغل فى وجداننا ، قد تكون هذه الذبذبات عمودية الاتجاه فتلمس اوتار معينة داخلنا ، قد اخفيناها عن الجميع ، وقد استقطبها السؤال ، قد نمتص فى اللاوعى عمق السؤال اى نمتص صدمة السؤال وقد نرتد به على السائل،وذلك يكون تبعا لعمق او ضغط السؤال المطروح .

قد يمنحنا السؤال نورا نهتدى به فى حياتنا ، قد يبدل افكارنا ، وقد يبدد الظلمات بالضياء والنفاق والخيبة والحيرة بالهداية،وقد يكون سراجا وهاجاً تنير الاجسام المعتمة بداخل كل منا ، فتنبت اشجار وعينا وتثمر ،وتفجر ينابيع الخير فى داخلنا ، فنكون من الفائزين وللسائل الاجر والثواب عند الله.

وهناك من يلقى عليه السؤال فيمتص نور السؤال ولا يرتد عليه منه شيئا فيظل على ضلاله ولايزيده السؤال الا ظلمة اشد مما هو عليه من ظلمة داخل النفس، وكأنهم (صم بكم عمى فهم لا يرجعون ) ،فيكون جزاؤه هذا المتشبث بظلمة النفس كشفه للناظرين.

فالرسالة الموجهة الينا من السؤال انما تكون لمحات تبين لنا سبيل الحق والخير من سبل الباطل والشر ، كمن يقول لنا امامك سكة السلامة وسكة الندامة ، وماعليك سوى الاختيار ، فما هو الا مبشرا وسراجا منيرا لعتمة او ذكرى موحشة او حزن والم يمتلكك ويتملكك، فما انت متمسك به قابع فيه ما هو الا وباء سيولِد بداخلك ما هو اكثر وباءاً وستظل اسير هذه الظلمات سواء كانت ظلمات من الجهل او الفكر او الضلال او الحيرة او الخيانة او التدليس او المكابرة او او او.......

فتلمس الخير والتغيير من نور السؤال الذى اتاك كمشكاة منها يشع النور الكثير ، ملاك منير ولا نور الا نور الله سبحانه وتعالى وهو يهدى لنوره من يشاء.

ولا تدع تأثيره ظاهرى ولكن دعه يتوغل فى داخلك ، فيعطيك البركة ويمنحك هوية جديدة تسافر بها عبر الباقى لك فى غابات الحياة المكتظة بنفط الافكار والمشاعر والضمائر..ووو... فلا تجعل من نفسك عودا ًمن الكبريت يعجل بتسطير نهاية العالم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عواقب كبيرة.. ست مواقع بحرية عبر العالم يهددها خطر الاختناق


.. تعيش فيه لبؤة وأشبالها.. ملعب غولف -صحراوي- بإطلالات خلابة و




.. بالتزامن مع زيارة هوكشتاين.. إسرائيل تهيّئ واشنطن للحرب وحزب


.. بعد حل مجلس الحرب الإسرائيلي.. كيف سيتعامل نتنياهو مع ملف ال




.. خطر بدء حرب عالمية ثالثة.. بوتين في زيارة تاريخية إلى كوريا