الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


براءة الأبرياء

نشأت المصري

2007 / 11 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أستهل مقالي هذا بالتهنئة للسادة الأبرياء المتهمون وليسوا هم متهمون لأنهم ليسوا بمجرمين أو نصابين أو جواسيس أو خونة لأوطانهم ,, وهم الدكتور/ عادل فوزي والأستاذ/ بيتر عزت..
وكما أنتهز الفرصة لتهنئة القانون المصري لأنه حكم فعدل.
براءة الأبرياء
البراءة كلمة تقال من منصف! ولها فرحة عارمة لمن تم اتهامهم جزافا بتهم تمس أخلاقياتهم ويمكن أن تؤثر على مستقبلهم ,, أو يمكن أن تودي بحياتهم , لأنه واضح كل الوضوح أن الاتهام في مصر أسهل من شرب السيجارة , وربما منتشر أكثر من شرب الماء.
فتجد من لديهم السلطة يستعملونها بطريقة أو بأخرى في قهر من وقع تحت أيديهم,, وليست هناك أدنى أهمية لسمعة المتهم أو سمعة أهله , ولا أي أهمية حتى لو أخذ حكما يقضي على مستقبله او يقضي على حياته ,, ومن الأمثال الشعبية في مصر (ياما في السجن مظاليم)
إن توجيه أي اتهام لأي فرد في المجتمع هي قمة انتهاك حقوق الإنسان, وبالأخص أن هناك مقولة قانونية تقول أن المتهم برئ حتى تثبت إدانته, وبالأخص إذا تمت إجراءات الاتهام من تحديد حرية , كالحبس على ذمة التحقيق أو الحجز بدون حكم قضائي أو التفتيش المشين الذي يحدث فيه إتلاف لكافة ممتلكات المتهم, وكشف خصوصياته,او القهر النفسي بالاعتداء عليه باللفظ والضرب وغيرها من أساليب القمع , وبعد براءته لا يجد من يقول له آسف.
كل هذا راجع لأن مصر تخضع لحكم دكتاتوري, وكل ما يقع تحت أيدي السلطة يمارس فيه أبشع الممارسات لقهره وقهر من تسول له نفسه أن يعادي السلطة التنفيذية,, وراجع أيضا لغياب كامل للسلطة الشعبية للمجالس الشعبية , ومجلسي الشعب والشورى, لأن من غير الأخيرة لا يحدث توازن مجتمعي بين السلطة الشعبية والتنفيذية.
كل ما سبق في إطار القانون المدني , ومخالفاته , وقضاياه العامة وقانونه الذي يخضع له الجميع, لا فرق إطلاقا بين مواطن ومواطن ..ولا فرق بين مسيحي أو مسلم الكل تحت طائلة أصحاب السلطة.
أما الشيء المؤسف أن يكون الاتهام عنصري أي يتهم المسيحي لأنه لا يدين بالإسلام أو يتهم المسيحي لأنه خالف عقيدة الإسلام ,أو يتهم المسيحي بالتبشير لدين غير دين الإسلام!!! فأي منطق هذا ؟ وبأي قانون يحاكم مثل هؤلاء ؟ أو بأي دستور يعامل , لا أعتقد أنه يوجد قانون مدني يعاقب المواطن لكونه خالف دين الإسلام.
فمن لا يصوم رمضان من المسيحيين فهو مخالف لدين الإسلام.
ومن لا يحج أو يتصدق أو يصلي الصلوات الخمس فهو مخالف لدين الإسلام .
ومن يتزوج على شريعة غير إسلامية فهو مخالف لدين الإسلام.
كل ما سبق مخالف لشريعة الإسلام,, ولا يوجد معترض أولا يوجد من يتهم بمخالفة الإسلام!!وهذا لا يختلف شيئا عمن يبشر بأي دين آخر غير الإسلام فهذه أوامر دينه ,, أو من يدافع عن عقيدته وعقيدة أجداده برد الحجة بالحجة والسؤال بالجواب الحسن,, أو من يدافع عن حقه وحق الأقليات المنتهكة حرياتهم ومنتهكة حقوقهم , بأن يرفع صوته لينادي أصحاب السلطة رفع الظلم عنه وعن عشيرته وعن أهله ,, وهذا ما يفعله الأقباط عندما ينادون:
أرفعوا الظلم عنا وأوقفوا التمييز .
ففي هذه الأحوال لا يوجد متهم لأن المتهم هو من ترى فيه السلطة أنه يمكن أن يكون خالف القانون المدني للبلاد,, وليس من خالف الإسلام!!!!
لأن كل مسيحي يدين بالمسيحية وكل يهودي وكل بهائي فهو مخالف للإسلام ,, فهل يقوم المسلمين بناء على هذا,, بالحكم عليهم أو تحديد إقامتهم أو قهرهم أو بطشهم أو التنكيل بهم ؟.
مع الأسف الشديد أن في مصر تجاوزات السلطة وصلت لأقصى من هذا, فهي تنظر من مفهوم وضعي , ليس له أي سند دستوري أو قانوني لتحاكم البريء بتهمة البراءة من دين الإسلام, وتقهره وتأخذ ضده حكما ما لم يجد هذا المسكين قانون يسانده أو حقوقيون ينادون بأعلى أصواتهم طالبين رفع الظلم والنير .
وهذا ليس بغريب أو شاذ الحدوث في مصر ,لأن السلطة مسلمة منتقاة من أكثر الناس انتماءً للإسلام ,, فلا ينتظر منها سوى الحكم بعاطفة المسلم ,, والعمل بالعاطفة الدينية أكثر من العمل بالقانون, فكما قلت أن كل هذا ليس بغريب لأن الإنجيل سبق فخبرنا بكل ما ينتظر المؤمن المسيحي أجرة إيمانه, وهناك أحداث في الكتاب المقدس قد حدثت منذ ما يقرب من ألفي عام وتتكرر في كل عهد من العصور المسيحية , مازلنا ننتظر المزيد منها لأنه لا يوجد مسيحي بدون حمل صليب , أو التعرض لضيقات( لان خفة ضيقتنا الوقتية تنشئ لنا اكثر فاكثر ثقل مجد ابديا (2كو 4 : 17)
فقد قام اليهود بعنصرية شديدة ضد رب المجد يسوع وسلموه للسلطة التي هي أكثر قسوة منهم ,, وأخرجوا القضية بأنه مستحق الموت , وصلب ومات الذي هو كان يجول يصنع خيرا.
لهذا نحن نسر بالضيقات ,, وقد حدث في سفر أعمال الرسل الإصحاح 19 أن مدينة الأفسسيين قامت بنفس واحدة ضد بولس الرسول مدافعة عن آلهتها الوثنية (أرطاميس)
وعلى مدى العصور تاريخ الكنيسة حافل بالضيقات والاضطهاد , والمسيحية مازالت وسوف تكون إلى أبد الآبدين,, ولكنا لم ولن نكف عن المطالبة بحقوق الأقليات ,, وسوف نقابل كل ضيقة بفرح وكل تجربة بالصلاة ,وكل مضطهد بالمحبة ,,, حتى تعم المواطنة والإخاء , لتتحول صلاتنا لتكون من أجل أحبائنا بدلا من أن تكون من أـجل مضطهدينا.
وتتحول مصر من عنصرية دينية إلى راية المواطنة لنعيش سويا مصريون, نتمتع بنيلها ونصلي من أجل الزروع والعشب ومياه النهر, ونصلي من أجل قيادة رشيدة يبعد مصر عن تيارات العنصرية والتمييز .
أخيراً
نحن الأقباط لا ننتظر ممن يتعاملون مع القضية القبطية بعاطفة إسلامية , حسن المعاملة أو الإنصاف في المعاملة ولكن أملنا الوحيد في رفع المعاناة أن نضع الدين جانبا ونتعامل مع كل سكان المحروسة كمواطنين مصريين , وليس بتصنيفهم مسلمين ومسيحيين وبهائيين ويهود وملحدين,, وأن نتعامل بسيادة القانون ,, ونحترم المتهم حتى تثبت إدانته.
وأخوتنا الأبرياء المتهمون بتهمة البراءة من الإسلام لكم الله ,, وهنيئا لكم البراءة مع حمل الصليب,,, وهنيئا لمصر صحوة القانون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المرشد الأعلى في إيران هو من يعين قيادة حزب الله في لبنان؟


.. 72-Al-Aanaam




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تدك قاعدة ومطار -را


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في العراق تنفّذ 4 عمليات ضد




.. ضحايا الاعتداءات الجنسية في الكنائس يأملون بلقاء البابا فرنس