الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحداث البقيعة وتهافت الزعامة الدرزية التقليدية

مهدي سعد

2007 / 11 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


العملية العسكرية الإجرامية التي نفذتها قوات الشرطة في البقيعة تستحق وقفة تحليلية جادة لما لها من أهمية بالغة في مسار العلاقات بين الطائفة الدرزية ودولة إسرائيل ، حيث شكلت هذه العملية منعطفًا خطيرًا وحاسمًا سيحدد معالم المرحلة المقبلة وما قد تحمله من وقائع تتعلق بمكانة الدروز في إسرائيل .

ولعل أبرز ما أظهرته لنا أحداث البقيعة هو عدم إرتقاء القيادتين السياسية والدينية الدرزية إلى حجم المسؤولية ، وإن كنا نثمن وقفتهما اللحظية وشجاعتهما في إدارة الأزمة ، لا سيما الحكمة التي تحلى بها فضيلة الشيخ موفق طريف والتي حالت دون تدهور الأمور إلى الأسوأ ، إلا أن القرارات التي خرجت بها القيادات الدرزية في أعقاب ما جرى أبرزت مدى ضعفها وعجزها عن المبادرة في اتخاذ المواقف المصيرية الواجب إعلانها بعد حادث بهذا الحجم الكارثي .

المطالبة بإقامة لجنة تحقيق رسمية واعتذار من قبل أولمرت لا تكفي ولا تعبر عن طموحات أبناء الطائفة الدرزية في هذه الديار ، وفي اعتقادي كان على الزعامات الدرزية أن ترفع سقف مطالباتها بما يحفظ كرامة الطائفة وعنفوانها ، فالقرارات التي كان من الأجدر اتخاذها بالإضافة إلى القرارات التي أتخذت هي المطالبة بـ :

1- إقالة قادة اللواء الشمالي في شرطة إسرائيل الذين يتحملون مسؤولية هذه الأحداث الدموية .
2- محاكة أفراد الشرطة الذين اعتدوا على أهالي البقيعة العزل .
3- إلغاء قانون التجنيد الإجباري فورًا .

والقرار الثالث هو مطلب الساعة في الطائفة الدرزية ، لأنه في أعقاب ما حصل قد بلغ السيل الزبى ولم يعد لنا مكان في جيش الإحتلال ، والذي أكدت العقود الماضية أن خدمتنا في صفوفه لم تشفع لنا أبدًا ، فتعامل المؤسسة الإسرائيلية معنا لا يختلف عن سياستها العنصرية بحق بقية أبناء شعبنا ، فكلنا في نظرها عرب و"نشكل خطرًا على وجود الدولة وبقائها" .
وفي اعتقادي أن قرار من هذا النوع كفيل بأن يجعل الدولة ترتعد وتحسب الحساب لهذه الطائفة وتفكر ألف مرة قبل اتخاذ أي خطوة عدائية بحق الدروز .

ولكن هذه القيادة الضعيفة ليست مستعدة للمبادرة بهذا الإتجاه ، لأن إلغاء قانون التجنيد الإجباري لا يصب في مصلحتها ، فهو من أهم ضمانات وجودها وإبقاء سيطرتها على مصير الطائفة ومستقبلها .

في ظل غياب قيادة درزية تمثل إرادة الطائفة لا بد من تكتل شبابها وشاباتها في حركة نضالية تعبر عن طموحاتهم وتسعى إلى المشاركة الفعلية في اتخاذ القرارات بالقضايا المصيرية التي تمس الطائفة الدرزية .

ولنا في حكمة عطوفة القائد المرحوم سلطان باشا الأطرش خير ما نقتدي به ، حيث قال : "لاحيلة لنا بالسماء ، أما في الأرض فإننا مستعدون لبذل أرواحنا في سبيل كرامتنا" .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الآلاف يشيعون جـــــ ثمــــ ان عروس الجنة بمطوبس ضـــــ حية


.. الأقباط يفطرون على الخل اليوم ..صلوات الجمعة العظيمة من الكا




.. إليكم مواعيد القداسات في أسبوع الآلام للمسيحيين الذين يتّبعو


.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم




.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله