الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اجترار مستمر لأزمة دائمة...الحل في التنازل والانسحاب

عبد العالي الحراك

2007 / 11 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لم يعرف الشعب العراقي تباشير ما بعد سقوط صدام , الا انه استبشر بالحرية والديمقراطية الموعودة بعد دكتاتورية مقيتة امتدت عشرات السنين . لكن الاحداث كانت سريعة , فطوت الاحلام بظلام يزداد حلكة يوم بعد يوم.. كذلك لا يعرف ماذا تخبأ له امريكا وما تحوك وعلى اية قوة سياسية عراقية يعتمد.. فكان مجلس الحكم مخيبا للامال , لأنه بني على اساس طائفي وقومي تحاصصي , استثنيت منه بعض القوى الوطنية والقومية , وتركز الاهتمام على قوى الاسلام السياسي بشقيه الشيعي والسني والقوى القومية الكردية. وهو مجلس حكم تناوبي دوري استشاري للحاكم المدني بريمرالذي لم ينجز شيئا للشعب. جاءت الانتخابات التشريعية التي لم يحضر لها جيدا ولم تتوفر البيئة الاجتماعية التي تحتضن الديمقراطية , فأندفع الناس بأتجاه الدين والطائفة والقبيلة وتعمق الانقسام على هذا الاساس , وتقوقع كل طرف على مذهبه وجماعته , واخذت الازمة العامة تشتد وتستفحل , فأنتشر القتل والتدمير على اساس الهوية الطائفية.. فشل الجعفري وحكومته وجاءت حكومة المالكي واستمرت الازمة تستفحل , فلا شيء تحقق على المستوى العملي سوى الخوف والقتل والذبح , ولا تملك الحكومة اية رؤية حاضرة للحكم وادارة كفة البلاد , كما لا تستطيع رؤية المستقبل , فهي غير قادرة على ادارة البلاد بقواها الذاتية ولا بتحالفاتها السياسية او الحكومية, فما تسمى بحكومة الوحدة الوطنية هي في الحقيقة حكومة صراعات وطنية , ابتداءا من الحليف القريب( المجلس الاعلى , التيار الصدري , حزب الدعوة تنظيم العراق وحزب الفضيلة واخرين...) الى الحليف الحكومي المتآمر( جبهة التوافق وخلف العليان وظافر العاني والدليمي , القائمة العراقية ونشاطات الدكتور ايد علاوي الحثيثة لأستلام السلطة وجبهة الحوار الوطني التي رفضت المشاركة في الحكومة وبقت في العملية السياسية والبرلمان كسكين خاصرة للمالكي وحكومته ) . فحزب الدعوة في صراع مبطن مع المجلس الاعلى حول رئاسة الوزراء والتقرب الى امريكا بمزيد من التنازالات والتنافس في الزيارات الى البيت الابيض والتصريحات المختلفة ان لم تكن متناقضة . كذلك الصراعات الحادة مع التيار الصدري الذي ما انفك عن اتهام الحكومة بمختلف الاتهامات من الفشل والعجز وحتى الخيانة ونشوب الصراعات الدموية في كثير من الاحيان بين اتباعه والقوات الحكومية , رغم انه يشكل طرفا اساسيا في التحالف السياسي الحاكم وطرفا اساسيا في الفشل السياسي الحاصل ايضا. ثم انسحب حزب الفضيلة من الائتلاف الشيعي وكذلك جبهة التوافق والقائمة العراقية ,مما اضطر الاحزاب المتحالفة الاخرى( حزب الدعوة, المجلس الاعلى الاسلامي والحزبين الكرديين) الى شد ازرها بعضها ببعض في تقارب شديد اسمه( تحالف المعتدلين او التحالف الرباعي) وكأنما بقيت الاطراف السياسية المنسحبة جميعها من المتشددين . العملية السياسية تجتر نفسها بنفسها , والحكومة تجتر ازمتها الدائمة ورئيس الوزراء لا يأبه بما يحصل وما سيحصل , فهو مستميت على البقاء في السلطة لانه جاء الى الحكم بالاغلبية ويحاول المحافظة عليها بتوجهه الشديد نحو العشائروسكان القرى والارياف امتداده الفكري الطبيعي وهو يعلم بأن بقية الشعب ومعظم الكوادر المتقدمة سكنت دول اللجوء ولتبقى هناك وليبقى هو في السلطة وليحصل للشعب والوطن ما يحصل. الحل في ان ينهض الشعب بارادته ويغير الاحوال اذا لم تفك اطراف الحكومة ارتباطها السياسي المذهبي الطائفي وتعلن فشلها وتنازلها عن الحكم لتفسح المجال امام قوى سياسية وطنية وكوادر حكومية كفوءة . د. عبد العالي الحراك 5-11- 2007








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -اليهود مش هينسوهم-..تفاصيل لأول مرة عن قادة حرب أكتوبر


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية.. الكلمة الفصل للميدان | 202




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية: تماسك في الميدان في مواجهة


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مدينة صفد ال




.. تغطية خاصة | عمليات المقاومة الإسلامية ضد الاحتلال مستمرة |