الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صرخة ضد الظلام، علها تجدي.. ؟

بن سعيد العمراني عبد السلام

2007 / 11 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كثيرا ما نرى كيف تستهوي أفكار، ما يسمي نفسه بتيار الإسلام السياسي، الإنسان المسلم. نحاول أن نعرف السبب، فنكتشف أن هذا الخطاب يلعب على نرجسية هذا الإنسان؛ فهو من حمل الحضارة للإنسانية، و هو من يمتلك الحقيقة، و هو الموعود بالنصر، و هو من سبق كتابه علم الغرب بأربعة عشر قرن، و هو من سيحكم العالم... كثيرة هي الأقاويل و التأويلات، كثيرة هي الخطب و الشعارات، قليلة هي الحقائق و التوثيقات. فهذه الخطابات كثيرا ما تجانب ما تجانب مقاصد الشريعة السمحة، فتبث خطابا مسموما عنصريا يغذي الكراهية كذاك الذي يرد كل العثرات إلى مؤامرة صهيونية لم نثبتها يوما، أو يبرر أفعال تخريب و تدمير و تقتيل باسم "الجهاد"؟
كثيرا ما نرى كيف تغيب منابر كثيرة العقل لصالح أفكار تناهض التجديد و تكفر الديمقراطية بدعوى أن لدينا شورى شرعية و إن كنا لا ندري ماهية الشورى أو منطلقات تطبيقها حتى ليتأكد لنا أنها مجرد دعوة دوغمائية.
كثيرا ما نرى ديانة عظيمة "الإسلام"، ملؤها الرحمة و السلام و التسامح، تتحول أداة، بيد عقول مجبولة على التخلف و مهووسة بحياة المغارات و الكهوف و الخيام، لبث الرعب في أنحاء الكرة الأرضية و تسعى لتدمير الحضارة الإنسانية.
كثيرا ما نرى ألسنة تلوك الآيات الكريمة لتكفرنا، نحن من أسلمنا باقتناع و قررنا أن نعيش بحرية و أمان و أن لا نرفع السلاح ضد أبرياء لم يفعلوا شيئا سوى أن وقفاتهم السلمية لم تمنع أن يقوم جيش دولتهم بحرب إمبراطورية الوهم و التشرذم و التخلف و العصور الحجرية "طالبان" و أن يغزو بلد الديكتاتورية الصدامية.
كثيرا ما نرى و نسمع عن أصداء تفجيرات تهدد إخوانا لنا و تدمر و تقتل في حرب لا ندري مقاصدها و لا أبعادها، و عن أصداء وقفات و تحرشات و مصادرة لحرية شباب في العيش و في تنظيم تظاهرات فنية و ثقافية.
كثيرا ما جانبنا الحديث عن الموضوع و أقلنا عقولنا، و لكن اليوم سنخط كلمات ضد التلاعب بالقلوب و ضد حشر الدين في اختلافات الرؤى و الشخوص، و ضد الغوغائية و الظلامية.
"الظلامية"؛ كثيرا ما رفضت هذا المصطلح بدعوى أنه إرهاب فكري، لكن كم كانوا ظلاميين أولئك الشباب (المغرر به) و هم يمنعون بالقوة أنشطة شبابية في الجامعات المغربية باسم دين "وجادلهم بالتي هي أحسن" و دين "و إن كنت فضا غليظ القلب لانفضوا من حولك". قمة التناقض و انفصام الشخصية. قمة الظلام.
كثيرا ما لم أعر الانتباه لخلفيات البحث الحثيث لهاته القوى المتلفعة بالدين عن موقع قوة في هذا المجتمع الآمن الطيب الرقيق، إلا أنه بانكشاف النوايا و الأسارير و حقيقة خطر الديكتاتورية الثيوقراطية المحدق بالشعب العريق تبين هول و سواد المستقبل القريب. لهذا، و من أجل ثقافة السلام و بقاء النوع البشري و من أجل الحرية، أقول كفى من استغلال الدين. لهذا و من أجل الأمل و المستقبل أطلقها صرخة ضد الظلام، علها تجدي..؟َ










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -السيد رئيسي قال أنه في حال استمرار الإبادة في غزة فإن على ا


.. 251-Al-Baqarah




.. 252-Al-Baqarah


.. 253-Al-Baqarah




.. 254-Al-Baqarah