الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الأزمة الكرديّة التركيّة
إبراهيم راشد عبد الحميد
2007 / 11 / 10القضية الكردية
إلى جانب العديد من العراقيين تربينا على مشروعية الحقوق القوميّة للشعب الكردي من خلال مبدأ أساسي وهو أنه ما من شعب يجتمع على مطلب محدد إلاّ وكان ذلك المطلب مطلبا مشروعا على أن لا يتقاطع مع مصالح الأمم والشعوب الأخرى
وقد ناضل العديد من العراقيين إلى جانب إخوانهم الأكراد طيلة عقود طويلة في سبيل تحقيق الديمقراطيّة للعراق على أنها تمثل السبيل المناسب والأمثل لنيل الشعب الكردي حقوقه المشروعة وكانت تلك السياسة سياسةً صحيحة أتاحت للشعب الكردي ولممثلي مصالحه الحقيقية فرصة قيام رديف ينتصر لحركته في الوسط الداخلي بشكل دائم فكانت الحركات الوطنيّة العراقيّة حليفا ونصيرا موثوقا وأمينا للشعب الكردي من خلال ممثليه الحقيقيين
واليوم مثل أمس حيث يظل الشعب الكردي يجد في القوى الوطنيّة العراقيّة في الداخل نصيرا وحليفا مخلصا يسهم في نصرة الشعب الكردي ويساهم في بناء الديمقراطيّة في العراق لأنها الضمانة والسبيل لصيانة المكاسب العريضة التي حاز عليها الكرد في العقدين الأخيرين ويمثل اليوم التحالف العربي الكردي الضمانة الوثقى والأكيدة لبناء الفدراليّة وصيانة منجزات الشعب الكردي والعربي وسائر الأقليات من جانب آخر
إن العرب وسائر القوميات تستطيع أن تقف إلى جانب بعضها البعض وبناء مستقبل مضمون بعيدا عن الآفاق الضيقة والنعرات العنصرية أو الطائفية
وليس من المناسب أن تقحم القيادة الكرديّة في العراق أبناءها في المعضلات التي تقع في البلدان الأخرى لأن ذلك مما تحفّ به مخاطر عديدة فالوضع الإقليمي والوضع الدولي على حد سواء لم ينضجا بعد ليكافئا الوضع الداخلي من حيث أبعاد الإنجازات التي تحققت على أرض الواقع
ففي الواقع السياسي العربي مثلا قامت عدد من الدول العربية بشكل مستقل ومنفصل عن بعضها الآخر ولم تكن هناك صلة بين قيام دولة في سوريا مثلا مع مثيلتها في السعوديّة أو العراق لا بل حتى في لبنان ! إن الوضع الدولي لا يتقبّل وجود طموحات وآمال قوميّة متّصلة بالجغرافية القوميّة بل مهتم بالتعامل مع سكان منطقة ضمن اضيق نطاق جغرافي لها
ويشهد التاريخ الحديث رغم وجود حركات سياسية عربية عديدة أنه لم تستطع ولا حركة سياسية عربية قوميّة من إنجاز دولة قوميّة للعرب بل أن واقعهم القومي بات يتوزع على أعداد من الكيانات السياسية أكثر من ذي قبل
ولو كان الواقع الدولي والإقليمي يتقبل قيام كيان سياسي عربي متصل جغرافيا لنجحت ولو جوانب من المحاولات التي تتبناها فكريا عدد من الحركات القوميّة العربية
كما كانت الحركة الماركسية قد نشأت على أساس أممي ولكنها وجدت أن الواقع السياسي القائم يفرض نفسه ولذلك فقد تم حلّ الأمميات وتم تبني احترام الواقع السياسي القائم دولياوتوزعت الأحزاب الماركسية على أساس المكونات السياسية والجيوبوليتكس
لذلك فإن الشعب الكردي ليس أمامه الآن سوى الإنصراف إلى بناء الفدرالية في العراق وتوطيد الصلات والعلاقات بين الكرد والعرب وسائر الأقليات داخليا لأنهم الضمانة الأكيدة للفدرالية اللاطائفيةوتطور الديمقراطية هذا من ناحية ومن ناحية أخرى أن تكون الأحزاب الكرديّة في الدول والمكونات السياسية الأخرى مستقلة في نضالها حسب الظروف التي تمرّ بها بلدانها وحسب التطور الإجتماعي والسياسي في بلدانهم وقبول فكرة السعي لتحقيق منجزات مماثلة لما تحقق في العراق بحسب ما تمليه ظروفهم دون توريط القيادة الكردية العراقيّة بمسؤوليات فوق طبيعة نضالهم المحلي
وأن تترك الروابط السياسية لمسار التاريخ اللاحق فجديّة النضال وتوافق المتطلبات المحلية والإقليمية والدوليّة هي التي ستقول كلمتها
إذ أن أي تنظيم موحد سياسيا للحركة الكردية أو متداخل جديا بشكل يشمل العراق وإيران وتركيا وسوريا بل وحتى أرمينيا أو أذربايجان مجتمعة من شانه بحسب رؤيتنا المتواضعة أن يضر بالحركة السياسيّة الكرديّة ولا سيما في العراق ويعرّض منجزات الشعب الكردي في العراق إلى مخاطر جديّة .
كما أنه يتعيّن على القيادات السياسية الكرديّة التثقيف بهذا على كافة جماهيرها وأصدقائها لأن عدم الإهتمام بمثل هذا التثقيف سيعرّض المواطنين إلى حالة من الإنكسار أو الإحباط والإنفراط وستؤثّر على مسار الحركة الكرديّة لفترة طويلة
إن المساومات في السياسة ليست محرّمة بل هناك الكثير من المساومات المشروعة ويجب على القيادات أن تتيح لنفسها قدرا أكبر من المرونة والمناورة ومراجعة الأهداف وإعادة بلورتها بين الحين والآخر ولا يمنع الأمر سياسيا من بلورة الأهداف التكتيكيّة مجددا بل حتى الستراتيجيات أيضا لأنها ليست مقدّسة ما وجد أنه ليس من الممكن تحقيقه أو أن مواجهته يمكن تأجيلها أو تجنبها
إن تجنب أي شكل من المواجهة بين القيادات الكردية في العراق وبين القوات المسلحة التركية ضرورة ملحّة مهما كان الثمن
ويعني هذا في الوقت نفسه التحضير لحملة أو هجمة سياسية ودبلوماسيّة وجماهيرية واسعة لإحباط الهجوم التركي والعدوان على الأراضي العراقيّة
إننا نثق بوجود كوادر كردية واعية لمصالح شعبها وهي ستتصرف على النحو الذي يضمن صيانة المنجزات التي تحققت والعمل على بناء المزيد للشعب الكردي بل للشعب العراقي عموما.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. تحذيرات أممية من حظر إسرائيل وكالة الأونروا.. ما التفاصيل؟
.. الأمم المتحدة: نصف مليون لبناني وسوري عبروا الحدود نحو سوريا
.. مستوطنون حريديم يتظاهرون أمام مقر التجنيد قرب -تل أبيب- رفضا
.. مسؤولة الاتصال في اليونيسف بغزة: المستشفيات تعاني في رعاية ا
.. الأمم المتحدة: أكثر من مليون نازح في لبنان