الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسالة الحجاب الاسلامي من وجهة نظري الخاصة

المهدي مالك

2007 / 11 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مقدمة
منذ مدة طويلة لم اتطرق الى الدين الاسلامي او قضاياه الحالية و المتعددة الجوانب العقائدية و الفكرية و الحضارية لانني مشغول منذ الصيف الماضي بتحضير كتابي المتواضع ثم نشره في موقع الحوار المتمدن ثم كتابة رسائل الى مختلف الاطارات الامازيغية الخ, و اليوم ساهتم بمواضيع مختلفة تتعلق بقضايا الهوية الاسلامية في المغرب و وضعية الاشخاص المعاقين و غيرها.
مدخل
ان الاسلام اليوم يعاني من عدة مشاكل كبرى تمنعه من القيام بدوره الاساسي في إشاعة قيم السلام و التعايش المهمان في هذا العالم و من اهم هذه المشاكل هي التطرف الاصولي و عدم مسايرة تحديات هذا العصر الكثيرة
, فالاسلام كما نعلم دين يدعوا الى التعايش بين كافة الحضارات الانسانية و كما يدعوا الى سلك سبل التقدم مهما كان نوعه او مرجعيته دون المساس بمقاصد الشريعة الجليلة لكنه ظل يخدم إيديولوجيات مختلفة الاهداف و لعل اخرها هي ايديولوجية التطرف الاصولي التي اخذت تحطم هذا الدين و مبادئه الراقية من خلال اعمالها المسماة بالجهادية ضد اعداء الاسلام و المسلمين , و هذه الاعمال الشنيعة قد اعطت صورة خاطئة حول الحضارة الاسلامية المتعددة الجذور الثقافية و اللغوية و كما اعطت هذه الاخيرة صورة خاطئة حول الحجاب كقيمة سامية و كسلوك موقر و كثقافة اصيلة في مجتمعاتنا الاسلامية بصفة عامة.
ان مسالة الحجاب تثير النقاش و الجدل داخل مجتمعاتنا الاسلامية الطموحة الى التقدم على عدة مستويات سياسية , تنموية , ثقافية لكن مسالة الحجاب حسب اعتقادي المتواضع لا تحتاج الى هذا الجدل الطويل لانها قضية دينية تتعلق باقتناع الشخص بفكرة الحجاب و تقوم هذه الاخيرة على ستر المراة لجسدها بالكامل و جعلها موقرة في عيون الناس و هذا لا يعني انني اعتبر عدم ارتداء الحجاب من طرف المراة حراما او جريمة بل اعتبره اقتناعا شخصيا لا يحق لنا التدخل فيه .
ان دين الاسلام جاء بقيم صارمة و رامية الى نظافة المجتمع و الى بناء منظومة اخلاقية تساهم في الرقي بالانسان المسلم ,و الاسلام قد وضع المراة في مكانة الاحترام و التوقير كالأم و كالزوجة و من هنا انطلق الحجاب كرمز للعفاف و الشرف و ليس رمزا للتخلف و التطرف الاصولي كما يعتقد الغرب مع كامل الاسف , و كما ان الحجاب ليس لباس يعادي التقدم و التطور بكل ابعادها الديمقراطية و الثقافية و حتى العلمانية انما يعادي العولمة الامريكية الهادفة الى تحويل المراة من سيدة محترمة في بيتها الى متاع رخيص يباع و يشترى في اسواق النخاسة العصرية او في فيديو كليبات العربية المعاصرة .
ان هذه العولمة تستغل بعض الرجعيات ذات الفكر الإلحادي الموجودة في منطقة الشرق الاوسط قصد تمرير خطابها المعادي للاسلام و حضارته العظيمة و في هذا السياق توصلت في الشهور الماضية برسالة من احدهم يدعوني الى ان أتبنى هذا الفكر المرفوض اصلا بالنسبة لي كشاب مسلم.
و جاء في رسالتهم الكثير من المغالطات حول قيمنا الاسلامية كالعفاف و الزواج كمؤسسة مقدسة بين الزوجين و الحجاب كسلوك احترمه شخصيا لانني ابن مجتمع محافظ بمعناه الايجابي و الحجاب لا يعني الجهل و لا التخلف بل يعني بالنسبة لي الاستمرارية في تقاليدنا المتميزة و يعني اصالتنا كشعب مغربي مسلم.
ان التطور لا بد منه في أي حضارة انسانية لكنه لا يهدف الى نسيان قيمنا المتعددة الابعاد الدينية و الثقافية فالمغرب كبلد اسلامي استطاع ان يحافظ على هويته الدينية الخصوصية منذ عصور غابرة و استطاع كذلك ان يحافظ على ملابسه الأصيلة
كالحجاب الذي ورثناه عن اجدادنا الكرام غير اننا نرى الكثير من نساءنا المغربيات يلبسن انواعا من الحجاب الدخيلة من افغانستان او من السعودية الخ, و السؤال المطروح ما معنى هذا التقليد الاعمى فاقول علينا قراءة هذا المشكل من جانبه الايديولوجي حيث ان المغرب قدس المشرق لمدة طويلة و هذا التقديس استطاع في وقت من الاوقات تغيير عقليات المغاربة الدينية و الثقافية حيث اصبحوا سجناء الفكر السلفي ثم الوهابي ثم الطالباني و لم يعودوا بعد الى فكر اجدادهم الديني المساير لتحديات العصر و خصوصا بعد الاحداث الارهابية التي عرفتها بلادنا في الفترة الاخيرة .
ان هذا التقديس جعل بعض نساءنا يعتقدن بان المشرق هو خير مثال لهن و ذلك راجع الى مجموعة من الاسباب اولها الاعلام البصري الوطني الذي يشجع دائما الدخيل من الخارج و يترك المغربي الخالص , و ثاني هذه الاسباب هي حركتنا الاسلامية التي تنطلق دائما من ادبيات المشرق الايديولوجية كرفض المشاريع الرامية الى ادماج المراة في التنمية و رفض مدونة الاسرة المتطورة الخ,
فالحركة الاسلامية المغربية مع كامل احترامي لها غير انها تعتمد كثيرا في مشروعها على الدخيل الينا كشعب يملك تاريخه العظيم و يملك حضارته الدينية كما قال الاستاذ احمد الدغرني في احدى محاضراته في ابريل الماضي ,
و علينا الحفاظ على هذه الحضارة و كنوزها و من بينها الحجاب المغربي الاصيل الذي يضمن الاستمرارية في تقاليدنا الجميلة , لكن ليس كل من يلبس الجلباب فهو فقيه و نفس الشيء بالنسبة للحجاب الذي هو اخلاق اولا و اخيرا و ليس للزينة و الخداع .
و هذه تعتبر وجهة نظري الشخصية كانسان مؤمن بالاسلام المساير لعصره و مؤمن بقيمه العظيمة
المهدي مالك










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القوى السياسية الشيعية تماطل في تحديد جلسة اختيار رئيس للبرل


.. 106-Al-Baqarah




.. 107-Al-Baqarah


.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان




.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_