الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فضائح أحزاب الحركة القومية الكردية

فهد ناصر

2003 / 11 / 9
القضية الكردية


ان سقوط النظام الفاشي البعثي وسلطته الاجرامية يُعد حدثاً عظيماً في تاريخ العراق المعاصر واذا كان هذا السقوط والانهيار المريع لنظام ودولة يقومان على القمع والقهر ومحاربة ابسط الآمال والرغبات الإنسانية لملايين المحرومين والمضطهدين في العراق قد فتح السجلات السوداء والمرعبة لصدام حسين وسلطته وحزبه الفاشي فأنه فتح ايضاً الملفات والسجلات القذرة لعملاء هذا النظام وجواسيسه من شخصيات وقوى واحزاب مضى على قيامها وتأسيسها عقود طويلة من السنين كانت خلالها تسعى للظهور بمظهر الحزب أو القوة المعبرة عن آمال ورغبات الملايين من المحرومين.
ان حصة الاحزاب القومية الكردية من العمالة للنظام البعثي الفاشي المقبور وقيامها بدور الممثل عنه ضد الجماهير المحرومة والكادحة في كردستان، قد تبلغ حصة الأسد في سجل الفضائح السياسية الذي يكشف عن جزء منه في كل يوم. فقائمة عملاء ومأجوري النظام البعثي السابق داخل صفوف الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني والحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب العمل لاستقلال كردستان والحزب الشيوعي الكردستاني تضم اشخاص يقفون في قمة الهرم التنظيمي لهذه الاحزاب أو من الهيئات القيادية أو من الكوادر البارزة.
الكشف عن قائمة عملاء ومأجوري النظام في الاحزاب القومية الكردية، ربما يشكل صدمة قوية لدى أشخاص علقوا آمالهم على هذه الأحزاب وأعتبروها ممثلة لهم، غيرانها ليست كذلك لدى من يعرف ماهية هذه الاحزاب وحقيقتها وتأريخها السياسي المليء بالدسائس والمؤامرات والعمالة. ان الجرائم البشعة والمروعة التي أرتكبها النظام الاجرامي البعثي وجيشه وأجهزة قمعه المرعبة والمتوحشة حتماً ستدفع بالجماهير في كردستان الى تحميل الاحزاب القومية الكردية جزءاً كبيراً من المسؤولية المباشرة عن كل الجرائم التي ارتكبت بحقها والويلات والنكبات والدمار وسنين طويلة من التشرد وفقدان الامان الذي فرض عليها. ان وجود اسماء من أعضاء المكتب السياسي للإتحاد الوطني الكردستاني والحزب الإشتراكي الديمقراطي وحزب العمل لاستقلال كردستان وقيادات وكوادر لم يعلن عنها حتى الآن في الحزب الديمقراطي الكردستاني يجعل من هذه الاحزاب من دون أدنى شك شريكاً مباشراً للنظام البعثي في كل جرائمه التي أرتكبها بحق جماهير كردستان، الانفال، قصف حلبجة بالاسلحة الكيمياوية، تدمير القرى وتهجير الالاف من سكانها والاعدامات التي طالت الالاف وحملات التطهير العرقي ...... الخ.
لقد حولت هذه الاحزاب حياة ومعيشة وأمن واستقرار الملايين الى ساحة للمزايدات والمساومات السياسية والصراع من أجل السلطة وأقتسام مناطق النفوذ وجعلتها ايضاً ساحة لتصفية حسابات الانظمة الرجعية واجهزة مخابراتها وجيوشها، بدءاً من النظام البعثي الفاشي المقبور بكل فاشيته ونزعته القومية المدمرة وصولاً الى النظام الاسلامي الرجعي في ايران وسلطة عساكر الفاشيست في تركيا.
ثمة وقائع كثيرة ولاتحتاج الى الكثير من البحث والتدقيق للتدليل على عمالة هذه الاحزاب المذكورة لنظام البعث واستعدادها للقيام بكل مايريده منها مادام ذلك يحقق لها جزءاً من مصالحها(مجازر بشت اشان وقرناقة، مفاوضات/1991 بعد الانتفاضة، قمع الحركة المجالسية، قمع المنظمات الجماهيرية واعتقال قادتها ومهاجمة مقراتها، 31 آب/1996 حيث تبارى كلا الحزبين في إثبات ان كل منهم قادر على تحقيق مصالح دول المنطقة والاتيان بجيوشها ودباباتها، حملة الاعتقالات ضد كوادر الحزب الشيوعي العمالي العراقي وقادة الاتحاد العام للنازحين في كردستان العراق حيث سلمت ملفات التحقيق الذي جرى معهم الى مخابرات النظام البعثي، مهاجمة مقرات الحزب الشيوعي العمالي العراقي في مدينة السليمانية وقتل عدد من أعضاءه ومنع نشاطه) وكثير غيرها من الجرائم التي ارتكبت بحق الجماهير في كردستان ارضاءاً لسلطة البعث الفاشي.
اليوم وبعد أن أصبحت قضية ملفات عملاء ومأجوري النظام البعثي السابق قضية تثير استنكاراً وغضباً متزايداً لدى اوساط واسعة من جماهير كردستان، فإن قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني وكعادتها في إمتصاص النقمة والغضب المتولد لدى الملايين فأنها قد بدءت تماطل في كشف ملفات عملاء النظام وبدءت تطلق الاكاذيب والادعاءات التي يمكنها ان تأخر أو تنهي مطلب تقديم هؤلاء العملاء والمجرمين الى المحاكم والقضاء فها هو(عمر سيد علي) عضو المكتب السياسي للحزب المذكور يحدثنا عن تشكيل لجنة لدراسة الملفات وان هناك اطرافاً وقوى اختلقت هذه الملفات او أن عدد من أصحاب الملفات كانوا مناضلين من أجل القضية الكردية وحملوا السلاح من أجل مصلحة القومية العليا ولايمكن أن يشطب اسمه وتأريخه لمجرد أنه عميل للبعث ومخابراته ليتوجها وبكل صلف، انهم قد سبق وان اصدروا عفواً عن أشخاص مثل هؤلاء، هكذا وبكل سهولة واستخفاف يسعى (عمر سيد علي) وحزبه لسحق مطلب عادل وملح لجماهير كردستان والمتمثل في تقديم مجرمي وعملاء النظام البعثي المقبور الى المحكمة. ان كل ما يقوله او قاله هو دفاع مستميت عن هؤلاء المجرمين وعن كل جرائمهم وهذا يعكس مرة أخرى ويبين ماهية هذه الاحزاب.
لقد خدعت جماهير كردستان بهذه القوى وخدعت بوهم تحقيق حلمها وتطلعاتها القومية على يد هذه القوى، غير ان الجماهير قد كشفت ومنذ سنين عديدة ان هذه القوى لاتسعى ولا تتعقب الا مصالحها واهدافها السياسية والحزبية وان كل ما تريده هو الوصول الى السلطة بأي شكل كان والتحكم بمصير الملايين في كردستان أوالحصول على سهم في حكم العراق.
ان قوى رجعية وعميلة ومأجورة كهذه ومستعدة للقيام بأي شيء لايمكن ان تكون حاكمة للجماهير في العراق بأي شكل كان، فالنظام السياسي الذي يريدونه لايختلف بشيء عن ماهية وفحوى سياساتهم وبرامجهم. فالاحزاب القومية الكردية هي شريكة الاحزاب الاسلامية الرجعية في العراق في كل شيء وان هذا الخليط العجيب القائم على كل ما هو رجعي ولاانساني يكشف أي مستقبل مرير ينتظر العراقيين على يد قوى عميلة في السابق ومرتزقة لانظمة وحكومات دول المنطقة ونصابين ومحتالين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية خاصة | تعرّض مروحية رئيسي لهبوط صعب في أذربيجان الشرقي


.. إحباط محاولة انقلاب في الكونغو.. مقتل واعتقال عدد من المدبري




.. شاهد: -نعيش في ذل وتعب-.. معاناة دائمة للفلسطينيين النازحين


.. عمليات البحث والإغاثة ما زالت مستمرة في منطقة وقوع الحادثة ل




.. وزير الخارجية الأردني: نطالب بتحقيق دولي في جرائم الحرب في غ