الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التفكير الديني طفولي

علي هيثم

2007 / 11 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عندي طفل صغير عمره 5 سنوات يعتقد أن كل العالم من حوله ملك له.
يظن أن أباه وأمه وإخوته هم العالم بأكمله.
يعتقد أن من حقه أن يتملك كل ما يحلو له وليس من حق الآخرين حرمانه مما يريد.يعتقد أن الحلوى التي يأتي بها أبوه هي له وحده وليس لزوما عليه اقتسامها مع الآخرين.هو متيقن بأن رأيه هو الصائب دائما ولا يهمه كثيرا رأي الآخرين.
ذات مرة أخذته معي للتنزه في ساحة عمومية .كان هناك شخص معه حصان جميل عليه سرج مزركش .وكان هذا الشخص يأخذ صورا فوتوغرافية للأطفال بعد أن يركبهم فوق الحصان.أخذ هذا المصور لطفلي صورة.ولكن الطفل رفض النزول من فوق ظهر الحصان وبدأ يصرخ ويقول إن الحصان صار له وليس من حق المصور أن ينزله.كان الطفل معتقدا فيما يقول بكل قوة .
في اغلب الأ حيان يرى الطفل أن من واجب الآخرين أن يقتسموا معه ما لديهم. أو ربما يأخذ كل ما لديهم.ولا يرى أن من الواجب عليه أن يعطي مما عنده هو.
المعتنق لدين ما لا يختلف تفكيره عن تفكير الأطفال فهو يظن أن من حقه أن يمتلك أشياء بمجرد انه استعملها ولو مرة واحدة(مثلا يرى المسيحي أن القدس له لان المسيح ولد فيها .ويرى اليهودي أنها له لان هيكل سليمان بني فيها ويرى المسلم أنها له لان النبي محمد عرج منها للسماء.وكل منهم يصرخ جادا انه على صواب..) وكل منهم يقدس المدينة ومستعد لطرد الآخرين منها .
يرى المسيحي انه من أبناء الله وانه سينال الملكوت الأعلى. ويرى اليهودي انه من شعب الله المختار. ويرى المسلم انه من خير امة أخرجت للناس.
وكل منهم يسفه معتقد الآخر ولا يسمح للآخرين بانتقاد معتقداته.رغم انه يبرر معتقده بنفس المبررات التي يستعملها غيره.
المسلم يؤمن إيمانا قويا بالآية الكريمة التي تقول:( وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَِ)ولكنه في نفس الوقت يكفر المسيحي الذي يعتقد انه من أبناء الله.
المسلم يؤمن إيمانا قويا بالآية الكريمة التي تقول:( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّن الْعَالَمِينَ ) (20) سورة المائدة. ولكنه في نفس الوقت لا يعترف لليهود بأنهم شعب الله المختار.
المسلمون يقبلون الحجر الأسود ويقدسونه ولكنهم يسخرون من الذين يقدسون البقر.
الطقوس التي يقوم بها الحجاج في معظمها وثنية. ومستوحاة من طقوس دينية سابقة على الإسلام ويمارس المسلم هذه الطقوس بإيمان وخشوع كبير يصل حد البكاء ولكن المسلم ينتقد بشدة ممارسات الآخرين ويسفهها حتى .ويرى أنها مجرد شرك وكفر يحق له تحطيم رموزها.كما فعل طالبان مع تماثيل باميان












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية من قوات الاحتلال


.. لايوجد دين بلا أساطير




.. تفاصيل أكثر حول أعمال العنف التي اتسمت بالطائفية في قرية الف


.. سوناك يطالب بحماية الطلاب اليهود من الاحتجاجات المؤيدة للفلس




.. مستوطنون يقتحمون بلدة كفل حارس شمال سلفيت بالضفة الغربية