الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسلام السياسي والأيات الشيطانية للإدارة الأمريكية

أحمد زكارنه

2007 / 11 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بادئ ذي بدأ نؤكد أننا لسنا في موقع الدفاع عن طرف لصالح إدانة أطراف أخرى،وإنما نحن في معرض البحث عن شيفرة تفك رموز وطلاسم ما يجتاح المنطقة من رياح وأعاصير قد تعصف بما تبقى من قضيتنا المركزية " قضية الأمتين العربية والإسلامية"، خاصة وأن هناك من أخذ ولا يزال يأخذ قضيتنا الفلسطينية كبقرة حلوب درت وما انفكت تدر له يوميا العديد من المكاسب الإقتصادية والسياسية على حد سواء.
وكنا قد تناولنا في مقام سابق تداعيات ونتائج ظاهرة ما أصطلح على تسميته بتيار " الاسلام السياسي" وحركة انتقاله من كونه تيارا مقاوما يرفع الشعار الديني ويسعى لتحرير كامل التراب الوطني إلى تيار سياسي يسعى إلى الحكم ويستهدف الوصول إلى سلام قائم على حل " الدولتين " مستغلا ذات الشعار الديني، متسائلين في حينه هل يعد " الإسلام السياسي" مطلبا جماهيريا أم خيارا أمريكيا؟؟.
وبالارتكاز على معطيات تجارب الغرب الإمبريالي مع الشرق المسلم، وانتهاجه سياسة الترويض لحركات المقاومة للهيمنة الصهيوامريكية على منطقة الشرق الأوسط، خلصنا إلى نتيجة مفادها أن تيار "الإسلام السياسي" ودعمه للوصول إلى سدة الحكم، إنما هو خيار أمريكي إمبريالي أكثر منه مطلبا جماهيريا شعبيا، على خلفية أن القضية الفلسطينية ليست مجرد قضية وطن محتل وإنما هي قضية أمة بأكملها، والتوصل إلى حل بشأنها مع طرف عربي مسلم يرفع الشعار الديني وقادر على فرض هيمنته على الجماهيرعسكريا وفكريا، على اعتبار أن الدين وكما كان يقول كارل ماركس " أنه أفيون الشعوب" ، قد يصل بجميع الأطراف إلى نهاية النفق المظلم الذي اريقت على جوانبه شلالات من الدماء منذ منتصف القرن المنصرم.
وذلك للوصول إلى إحدى نتيجتين إما التوصل إلى فرضيات تسوية تنال رضى وموافقة القاعدة الجماهيرية الأكثر إنتشارا في المجتمعات العربية والإسلامية في الوقت الراهن، وصولا إلى تحقيق أهداف لم تستطع الأنظمة العربية العلمانية والقومية الوصول إليها من طراز إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي نهائيا، والتطبيع الشعبي وليس فقط الرسمي، وفتح الحدود اقتصاديا وسياسيا بين الدول العربية من جهة والدولة العبرية من جهة أخرى.. وإما تضيق الخناق على هذا المد الإسلامي للإنقضاض عليه في حال خروجه من بيت الطاعة الأمريكي، وإفشاله كخطوة أولى لإقتلاعه كليا من رحم الثقافة الفكرية العربية بعيد تعريته أمام الجماهير العربية والإسلامية كأحد الحركات الساسية الساعية دوما لكرسي الحكم وإن كان على انقاض كل ما هو ديني ووطني وتحرري.
وبالعودة إلى ذات الموضوع عشية إنتهاء عامين على بدء تجربة احد وجوه تيار " الإسلام السياسي" في الحكم بعد فوز حركة حماس في الإنتخابات التشريعية الفلسطينية واعتلائها سدة الحكم طوعا لمدة عام وانقلابا منذ الرابع عشر من حزيران الماضي، وبالرغم من إرسال حركة حماس عدة رسائل ما بين السطور للغرب الإمبريالي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، بأن حماس والحركة الأم " حركة الإخوان المسلمين " إنما يلفظان النموذج الأفغاني مفضلين عليه النموذج التركي بكل ما يحمل من تفاصيل تشير في تفريعاتها إلى إمكانية السير طوعا في ركب الأسرة الدولية تحت المظلة الأمريكية، والتحالف الكامل مع العدو الإسرائيلي في حال التزامه بهدنة طويلة الأمد، وهو ما أشار إليه مرارا وتكرارا الدكتور أحمد يوسف المستشار السياسي لرئيس الحكومة المقال إسماعيل هنية ، وأكد عليه عددا من قادة الإخوان المسلمين في مصر.
إلا أن ما وصل إليه تيار " الإسلام السياسي " من تصدعات واضحة المعالم في قاعدته الجماهيرية أدت إلى ضعفه وانحساره، بعيد وصوله إلى مواقع التفتيت والتجزئة الجزبية والمذهبية للوطن، إنما أثبت ولا يزال يثبت أنه تيار لم تكتمل شروط نضوجه فكريا وسياسيا بولوجه نحو فرض نظام بوليسي شمولي أكثر جنوحا من الأنظمة القومية باتجاه العنف وقمع الحركة الجماهيرية وكافة أطياف العمل السياسي الوطني.. ما يدلل على أنه تيار لم يتعود يوما استيعاب خصوصية العلاقة ما بين الديني والوطني خاصة في بؤرة الاختلاف السياسي عبر التوافق الوطني، وهو مربط الفرس الهائج من كافة حظائر هذا التيار الشعاري، الذي يؤكد أنه وبممارساته إنما يخدم في المقام الأول المشروع الصهيو أمريكي، ويضع نفسه موضع إحدى الايات الشيطانية للإدارة الأمريكية التي تستهدف فيما تستهدف إعادة تشكيل المنطقة بعد تجزأتها حسب ما عرف باسم مشروع الشرق الأوسط الجديد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah


.. 104-Al-Baqarah




.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في