الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حين ضمن لى اية الله .... دخول الجنه !!

ناصر الياسرى

2007 / 11 / 23
المجتمع المدني


فى منتصف ستينات القرن الماضى كنت مرافقا وملاصقا لوالدى رحمه الله فى حله وترحاله وفى سفراته وتنقلاته داخل البلد
وكثيرا ما كانت والدتى تسألني عن الأماكن التى زرناها واين ذهبنا ومن التقينا وهل كانت هنالك نساء او ما شابه ذالك وكنت اجيب على كافة الاسئله دون تردد ودون ان أعى ما ذا كانت والدتي تقصد من وراء ذالك !!
وحين علم والدى بالموضوع راح يطلق عليه اسم ( الجاسوس ) !!
حينها راح والدى يأخد تحوطات الأمن والأمان عندما يتعلق الموضوع بالحديث عن النساء لهذا كانت يرسلنى لشراء علبة سيكاير ( غازى ) او ( جمهورى ) بحيث يبعدنى فيهاعن أجواء الحديث مع رفقائه !!
عصرا وقبل آذن المغرب كنا نذهب الى الصحن الحسيني لأداء صلاة المغرب والعشاء وكان والدى يتخذا من يسارالصحن الخارجى مكانا لأداء الصلاة منفردا
وبعد انتهاء منها نغادر المكان او يبقى لفتره من الوقت يسامر اصدقائه .
كنت استرق السمع وهو يحدث اصدقائه عن امور الدين وكثيرا ما كان يردد مصطلح ( الاخباريه ) وحينما كبرت ادر;ت ان والدى كان اخباري المذهب !!
وعرفت ان هذا المذهب لا يختلف كثيرا عن مذهب الاثنى عشريه الا فى موضوع تناقل الاحاديت النبويه والاعتماد فى مصدرها ... اذن هو شيعا اخبارى !!
اما انا فلم يعلمنى والدى الصلاة او اى ألتزامات دينيه أخرى غير انه كان يحذرني من ايذاء اى شخص او حيوان بحيث كان ينهرنى حينما يجدنى الهوى بالحشرات التى كانت تجتمع صيفا تحت اضويه الاناره فى الصحن الحسينى !!
فى الطرف الايمن من الصحن الحسينى كان هنالك رجل دين يأم بمجموعه كبيره من المصلين وكنا نحن الصغار ننتهز فترة الاستراحه ما بين صلاة المغرب والعشاء ونقف زرافات زرافات لنقبل يد رجل الدين هذا طلبا للشفاعه منه بعد ان اقنعنى احد اصدقائى الصغار ان تقبيل يد رجل الدين سوف يمسح عنا كل الذنوب ويدخلنا معه للجنه حيث الله و الملائكة وهى تحوم حول العرش !!
وكان هذا الحديث يأخذنى فى خيال ميتافيزقى الى حيث الكون الامنتهى ... حيث امتداد البصر .... خضار دائم .. مياه رقراقه .... حور حسان ... وانهار من الخمر !!
حينها كنت اتمنى ان اعيش حياة الآخره لأستمتع بها خيرا من حياة الدنيا !!
ولو كان حين ذاك بدا للاستشهاد لفعلته !!
وحين وصلت بالقرب من رجل الدين هذا حيث كانت يده اليسرى ممدوده الى الأمام ومرتفه بمستوى صدره وهى مهيئه للتقبيل !!
سجدت امامه ولثمت يده بخشوع طاغ وكأني الثم حلمة ثدى أمى !!
قبلت سطحها وباطنها ومسحت بها جبينى وكأنى أتوسل بها ان لا تتركنى طعما لألسنة نار جهنم التى حذرنى منها شيخ موسى وانا ادرس تحت يده فى ( المله )
حينها ربت رجل الدين هذا على رأسى وهو ينطق بكلام تسرب لمسامعي كأن خدرا شفيف حالم .
( حشرك الله معى يا ولدى يوم القيامه فى الجنه ) !!
حينها لم تسعنى كل الدنيا ... بعد ان أخذت صك الغفران من هذا الرجل التقى النقى ولى الله على الارض لحين ظهور المهدى المنتظر .... ركضت مسرعا نحو والدى والذى كان يؤدى آخر فرضا للصلاة ... وحين أكمل صلاته قلت له ان الجنه ستكون من نصيبى يا والدى دون ان اصلى مثلك وهذا ما وعدنى به رجل الدين هذا !!
ضحك والدى بملىء شدقيه وربت على رأسى وقال
اسمع يا ولدى لو كانت مفاتح الجنه بيد هولاء لهجرتها الملائكه واصبحت ارضا يباب .... ان مفاتيح ابواب جهنم بأديهم لا اكثر ... فحذارى من هولاء ... ربما لا تعى ما اقوله لك ولكن هى الحقيقه ياولدى الحبيب !!
اسقط والدى فى يدى كل الاحلام التى نسجتها وانا اقطع المسافه الواصله بين مكان والدى و رجل الدين .
الجنه .... وطيورها .... الملائكه والحور الحسان واخيرا انهار الخمر التى كنت لا اعرف طعمها حينذاك !!
حينها ولهذه اللحظه ادركت كم من هولاء الدجالون لا زالوا يمارسون دجلهم دون ان يدرك البعض حقيقتهم ؟!
وكم من الوقت سوف نحتاج لكشف عورة هولاء ... بعدما اوصلوا البلاد والعباد وما وصلنا اليه ؟؟
وحينها تعلمت من والدى ان الجنة بعيده كل البعد عن هولاء وقريبه كل القرب عن احباب الله الفقراء
واخيرا ادركت ان دينك هى اخلاقك ... فكم كانت اخلاقك جديده يكون دينك جيد حتى لو كنت تعبد الاوثان !!
لهذا كله ... فلم ادرك الصلاة والصيام يوما ما ... لأن الجنه لا تأتى اليك من خلال الصلاة والصيام بل من خلال فعل الخير .. للناس .. للحيوان .. للبشريه كلها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عرس جماعي بين خيام النازحين في خان يونس


.. العربية ويكند | الشباب وتحدي -وظيفة مابعد التخرج-.. وسبل حما




.. الإعلام العبري يتناول مفاوضات تبادل الأسرى وقرار تركيا بقطع


.. تونس: إجلاء مئات المهاجرين و-ترحيلهم إلى الحدود الجزائرية- و




.. ما آخر التطورات بملف التفاوض على صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلا