الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأغاني الخلاعية ، إرهاب أخلاقي

فينوس فائق

2007 / 11 / 22
المجتمع المدني


منذ مدة و أنا أريد أن أكتب عن موديل الفيديوكليبات الخلاعية ، و في كل مرة أفتح صفحة بيضاء في الكورمبيوتر ، و سرعان ما أغلقها و أقول ما شأني أنا ، إن لم تعجبني أغنية لا أشاهدها.. بعد قرائتي مقالة في رمضان (زمن المسلسلات) للكاتبة و الإعلامية فوزية سلامة ، و التي كتبت فيها عن المسلسلات التي تغزو البيوت في رمضان ، و التي نبهتني بعد ذلك إلى قضية أخرى و هي أنها تجعل النساء ينسين نظام الريجيم و يجلسن ساعات و ساعات مقابل شاشة التلفزيون بعد تناول وجبة كاملة الدسم ، و هي تصوم اصلاً لكي تفقد وزنها ، في حين أنها تتناول بدون أن تنتبه أطباق من الحلوى و هي تتابع المسلسلات الواحدة تلو الأخرى. و هذه المسلسلات التي لا تضيف سوى الشحم و اللحم الزائد بسبب الجلوس الكثير و تسبب في عطل جهاز العقل و بلادته .. عندما قرأت مقالة السيدة فوزية تشجعت بعض الشيء و بدأت أكتب ،
تأكدت أن من واجبنا نحن الشريحة التي تعرف يقال أنها المثقفة ، الشريحة التي بإمكانها أن تنتقد و تقيم الظواهر و الحالات التي تتكرر و تؤثر سلباً على تربية أطفالنا.. فعدى عن أن جهاز التلفزيون فقد في يومنا هذا واجبه التربوي و نسي القائمون عليه وظيفته الأولى التي هي التربية و التعليم ، ثم الترفيه و قضاء الوقت ن لكن في حدود الأعراف الإعلامية الرصينة التي تتناسب مع تربيتنا الشرقية و إنتماءنا إلى تلط البقعة المتخلفة من الكرة الأرضية التي هي الشرق.. فأي تقلب مفاجئ و أي قفزة عالية قد تكسر رقاب أبنائنا و تفسد أخلاقهم.. فحتى أسس التربية السليمة تأتي على مراحل و حسب أصول متبعة و متعارف عليها حتى في المجتمعات المتطورة و المنفتحة..
فالمجتمعات المتقدمة لم تصل إلى ما وصلت إليه في يوم و ليلة كما نريد نحن في الشرق ، فهي قامت بثوراة ثقافية و حضارية ، حتى توصلت إلى إرساء أسس سليمة للتربية السليمة ن بحيث لا يتفاجأ الشاب حين يرى إمرأة نصف عارية في الشارع ، فقبل ذلك يكون الشاب قد تابع دراسته في مدرسة مختلطة و تلقى دروس في كل ماهو محرم و تابو في مجتمعاتنا.. بحيث عندما تقع عيناه صدفة على صفحة مجلة خلاعية لا يرتبك و لا يندفع بشكل عمياوي وراء غرائزه المكبوتة كما يحصل في الشرق الذي تسيطر عليه ثقافة الكبت و العنف السري و تتبع فيه نظام العقاب في أقسى صوره و في كل مجالات الحياة..
من هنا يأتي دور القائمين على التلفزة و الفضائيات العربية ، التي بإمكانها أن تفرض شروط و ضوابط على المادة الفنية.. وأن يكون الإنفتاح تدريجياً بحيث حين تخلع المغنية نصف ملابسها و تقف على خشبة المسرح لا يكون من أجل أن تهيج الشباب و الشابات ، و أن يكون مجتمعنا قد منح من التربية السليمة و القائمة على أسس علمية شفافة و صادقة ، بحيث لا يتفجأ بها كأنه يتفاجأ بتلك المناظر من الأفلام التي تخضع للرقابة الأخلاقية حتى قبل عرضها..
ما يحدث في الأغاني العربية التي تذاع على مدار الساعة من على شاشات الفضائيات ليست حالة عادية ، حيث تظهر المغنية عارية تماماً ، في الوقت الذي لا تحمل اي نوع من الثقافة و لم تقرأ في حياتها كتاباً يعلمها مباديء و أعراف الظهور بشكل يليق بفن بمقاييس حضارية..
شخصياً لا ألقي اللوم كله على المغنية فقط و إنما أضعه على الجهاز الإعلامي و الفضائيات التي تتاجر بمنظر المغنيات العاري و تفسد عقول الشباب ، و يأتينا بين الحين و اآخر مصلح لينتقد الغرب و عيوب الغرب ، في حين أنه ينسى أن ما يحدث الآن في الشرق هو أسوء و أفضع من الإرهاب نفسه الذي يقتل النفوس.. فالأغاني الخلاعية إرهاب من نوع آخر ، فهو إرهاب خلاعي يغزو عقول الشباب و يفسدها ، و لكم تصور مستقبل الشباب..










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسل #العربية فادي الداهوك: ‏طلاب جامعة السوربون ونواب فرنس


.. رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين في السلطة الفلسطينية: نتهم ا




.. ماذا كشف التقرير السنوي لمنظمة -مراسلون بلا حدود- عن حرية ال


.. استشهاد الطبيب عدنان البرش إثر التعذيب بعد اعتقاله




.. الأمم المتحدة: الدمار في غزة لم يحدث منذ الحرب العالمية الثا