الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مظالم لا تنتهي ..في البصرة!..المرأة أداة وثمن!

خيزران عثمان

2007 / 11 / 25
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


مظالم المرأة في البصرة لا تشبهها مظالم أخرى ولا في أي مكان في المعمورة كلِّها!
لقد اتُّخِذت أداةً لصراعات ما أنزل الله بها من سلطان!
ولعل الخوض فيها يتطلب إسهابا وتوطئات كثيرة ،ولكن مختصر القول أن البصرة تتكون اجتماعيا من قبائل وطوائف وأُسَر عديدة
تتنازع الوجاهة والقيادة والسطوة فيما بينها منذ زمان بعيد ،وطبعا فإنها تتوارث الثارات والأحقاد وهذا النـزاع جيلا بعد جيل وبالتالي فإن أجيال البصرة العريقة تحمّلت مآسٍ لا حد لها ومظالم متراكمة ضاع معها( راس الشليلة )كما يقول المثل البصري..
وكما في المسلسلات التلفزيونيّة الطويلة فإن الأحداث لا تتوقف ، وتتعاقب الأحزان بعد المسرات ولكنها لا تنتهي
لقد اتخذت القبائل والأسر القديمة من المرأة أداةً أنزلت بها وعليها كل ما تعاقب من عقوبات وبها تنازع ألوا أمر المراةِ وتقايضوا بها ودفعوا ما عليهم من ديون واشتروا بها وجاهات ..والحديث كما ذكرنا لا ينتهي
فإذا وجد أحدٌ ما أن مظلمةً نزلت به وعجز عن أن يدفع عن نفسه أو أن ينتزع حقّهُ كظم أمره وراقب الحوادث وتقلبات الدنيا وهو ينتهز الفرصة بتوريث ثاره أو دينه أو (طلابته،أو طركاعته!)) إلى أبنائه وأحفاده حتى تحين له فرصةٌ ما وتسمح له الظروف بالتسلط على غريمه أو (مطلوبه) فإن تمكن من أن يأخذ حقّه أخذ بمبدأ العين بالعين والسن بالسن والجروح قصاص وكما يرى هو نفسه وبيده وهذا أحلى الخيارات لديه فهذا أفضل لديه من اللجوء للسلطة(التي لا يلجأ إليها إلاّ الضعيف كما يعتقدون أو بسبب اعتقادهم أن السلطة منحازة لطرفٍ ما مسبّقا)) ..وإن كان متمكنا من أن يُجبر المطلوب له أن يزوج ابنته لولده فعل (المصاهرة) وإن وجد أن المطلوب لا يفعل وأن الفارق كبيرٌ في المستوى الإجتماعي او النسب سارع بالتقرب من أبنائه أو بناته لإغرائهم بمتع الدنيا واستغلال براءة الطفولة أو الصبا وينتهي الأمر بتلويث سمعة بنت ومن وراء ذلك عائلة بأكملها ويتبع ذلك ما يتبع،
كل ذلك أمر يسير جدا إزاء ما تطور إليه الموضوع من لُعبةٍ كبيرة وخسيسة نالت القاصي والداني
كيف؟!
بعد أن شاعت اللعبة المذكورة أصبح هذا المنهج هو منهج كل المتنافسين فعندما تشتد المنافسة بين أي طرفين ولأي سبب فإن اللعبة المذكورة تكون هي الخيار المفضّل ولا يمنع من أن تكون المنافسة تجاريّة أم وظيفيّة أم من أجل الوجاهة أو الزعامة بل حتى لأتفه من هذا وذاك في احيان كثيرة؛ أليست اللعبة معروفة؟ واللاعبون فهموها وحفظوها وكل شيء جاهز إذا المهم السعي وراء أي ينت من عائلة الخصم وإيقاعها بالمحذور ويبدأ التشهير ولا يكون هناك حلّ سوى الذهاب إلى مبدا غسل العار الذي تكون المرأة هي اللعبة وهي الثمن وتدفع الثمن ويعود المجني عليه ليفعل ما فعله خصومه ويبحث عن فتاة تكون ضحيّة مرتين الأولى بإغوائها وتلويث شرفها وشرف أسرتها ثم جعل أهلها يغسلون عارها بأيديهم؟
لعبة خسيسة ما زالت تتم كل يوم وتُحسم بها كل أنواع المنافسات والوجاهات والزعامات وإن سقط أحدهم تقدم الفائز لمنافسة من هو أعلى في سلّم الوجاهة والزعامة
ليس أخسّ من هذه الألاعيب ولن تجدوا مثيلا لها في أي مكان وهكذا تُصفّى المنافسات بين الأسر والقبائل والجماعات بل حتى في الوظائف العامة والتجارة وقد تطال الأبناء بدفعهم إلى الإنحدار إلى المثليّةالجنسيّة بالقهر والإغتصاب وتسقيطهم وحسم التنافس المذكور..!
ليس هو أمر يتعلق بالعار الذي يدّعيه ممجّدي الشرف والعفّة بل هو لعبة وعمليّة مستمرّة ومتواصلة لتحقيق التسلط الإجتماعي والسطوة والنفوذ وكل من يتصدّى للمتنفذين فإن المصير المعلوم بانتظار من يتحدّى
وربّ قائل يقول أن هذا في كل مكان ..لكن ليس ذلك صحيحا لأن ما يحدث في أي مكان آخر هو أمر محدود جدا إذا ما قورن بما نتحدث عنه.
وليس أكثر وضوحا من الشرف الملوث! إنها لعبة حقيرة تدفع المرأة من دمها وسمعتها وسمعة أسرتها إذا لم تكن ضحيّة الفصل العشائري المعروف أو الضياع ضحية تهور أحد أفراد أسرتها بالعدوان على بنات الناس إنها ضحيّة في كل الأحوال
وهناك أعقد من هذا إذ لم يسلم من هذه اللعبة سوى من ليس له حضور اجتماعي ملموس ولا أثر اجتماعي ولا عطاء متميّز ويبقى أشباه النكرات هم وحدهم أصحاب المقامات الرفيعة وأهل المعالي أما المواهب فتظل في زوايا (النطيحة والمتردّية).. فيصحّ القول أن المجتمع أصبح مقبرة للمواهب!
المشكلة أن المجتمع لا ينفع معه إصدار تشريعات أو تعليمات أو قوانين إذ إن الأعراف أمضى وأطول أمدا ولا يستطيع تغييرها أحد إلاّ من أوتيَ القدرة على الإصلاح الإجتماعي وهو غالبا ما يكون بطيئا
لكن مآسي اللعبة المذكورة آنفا يجب أن تتكشّف سريعا وأن يتم تثقيف الناس على الكف عن جعل النساء أدوات لحسم منافساتهم ونزاعاتهم الإجتماعيّة إن كبير القوم لا يجب أبدا أن يكون نتاج مثل هذه الترهات والجرائم بل يجب أن يكون أفضلهم خلقا وعلما وثقافة وحكمةً لا إجراما
إن هذا المنهج لا يفرز سوى النكرات ويضعهم على رأس قائمة الوجاهة والثروة.
لن يفرّط أي معتوه من هؤلاء المجرمين بما يتحقق له عن هذا المنهج بسهولة لأنه يصبح قد تسلط على رقاب وأموال وأعراض كثيرة بسطوة الإجرام المنظم ولن يتخلَّ عن سيادته القبيحة بسبب علم ولا دعوة دين ولا شرع ولا قانون إنه يريد الإحتفاظ بعبيده واستغلالهم بوسائل من أحقر ما يمكن أن يتبادر إلى الذهن من إذلال وخسّة!
المرأة في كل هذه اللعبة هي الوسيلة وهي الثمن وإخضاع المرأة هونواة الإستمرار بهذا المنهج الإجرامي الأخرق لأنهن القطيع الذي يعتاش على ثمنه الرعاة المفسدون.
وليس الرجل بأقل معاناة من المرأة لأنه بكل بساطة إما أب أو أخ أو إبن أو زوج أولئك النساء المغيبات قهرا لأنهن أدوات الإضطهاد وثمنه
ولن يكون أي تشريع أو قانون نافعا في معالجة مثل هذه المشكلات بل الوقوف إلى جانب الضحايا وحمايتهن بقوة مع التثقيف المستمر واستخدام الفنون والآداب بما لها من تأثير لنبذ ما استعرضنا من قذارات لا يجب أن يبقى لها وجود في عالم اليوم فكيف بمن يريد أن نتناقلها إلى المستقبل؟
إن تشكيل جمعيات تطوّعيّة توفر الحماية والنصرة بشكل فعال ومباشر كما تفعله القبائل أو العشائر أو الأهل هو من أهم الوسائل الفعالة التي يمكن أن تؤدي إلى نتيجة واقعيّة مع تفعيل الإعلام والفنون والآداب والتوعية الإجتماعيّة
هذا هو الحل! ..لأن أي تشريع أو قانون يمنع أو يُجيز هذا أو ذاك،لن يؤدي إلاّ إلى التسويف والتخدير مع حتميّة ظهور مثل هذه العقد في أي فرصة لاحقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاعلكم | تفاصيل مفجعة عن شبكة لاغتصاب الأطفال عبر تيك توك ف


.. دور قوى وجوهرى للمرأة في الكنيسة الإنجيلية.. تعرف عليه




.. اغنية بيروت


.. -الذهنية الذكورية تقصي النساء من التمثيل السياسي-




.. الحصار سياسة مدروسة هدفها الاستسلام وعدم الدفاع عن قضيتنا ال