الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطريقتقن في تفسير ما يقرأه الفرد

بطرس بيو

2007 / 11 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يعتمد تفسير المقروء على طبيعة المادة المقروءة فإذا كانت كتاباً أو بحثاً أو تقريراً إعتيادياً فالقارئ يحكم على ما يقرأ بما يملي عليه عقله فيقبل الطرح الذي يطابق الواقع المثبوت علمياً أو تطبيقياً و يرفض الطرح الذي يناقض الواقع و لكنه عندما يقرأ كتاباً دينياً كالكتاب المقدس أو القرآن مثلاً فإنه يقرر مسبقاً أن ما سيقرأه هو كلام الله و هو الحق و ليس غير الحق و من غير المعقول أن يجد خطأً في كلام كهذا.

فالمسيحي - الذي يؤمن أن كلا العهدين القديم و الجديد هما كلام الله - عندما يقرأ في العهد القديم عن إستيلاء الإسرائيليين على مدينة جرش و القضاء على كل من فيها من رجال و نساء و أطفال بمباركة إلاهية (كتاب أيشوع – الفصل السادس – آية 21) وغيرها من الأعمال الإرهابية التي ترتكب بمشيئة الله ثم يقرأ في العهد الجديد عن المسيح، الذي هو الله حسب المعتقد المسيحي و هو نفس إله العهد القديم، و هو يوصي تلاميذه أن يحبوا أعدائهم و يباركوا من يسئ إليهم و يسأل رجل الدين عن هذا التناقض يجيب هذا أن العهد القديم كان عهد الناموس و قد إنتهى و بدأ عهد النعمة بمجئ المسيح و عليه أن يقبل أو لا يقبل هذا التفسير بمقتضى أيمانه. إنما لو حكم السائل منطقه سيجد ان الله إنقلب من وحش كاسر في العهد القديم إلى حمل وديع في العهد الجديد.

وفي سفر التكوين الفقرات 25 و 26 و 27 الله خلق الحيوان ثم خلق آدم أما الفقرات 18 و 19 فتؤكد أنه خلق آدم ثم خلق الحيوان. فعندما سألت أحد رجال الدين عن هذا التناقض إكتفى أن ينفي وجود أي تناقض. و غالباً ما يلجأ هؤلاء إلى تفسيرات لايقبله عقلك. و هناك تناقضات غيرها في العهد القديم لا مجال لذكرها.

و عندما يقرأ المسلم في سورة الغاشية آية 16 – 19 "ألا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت ............و الأرض كيف سطحت" يستنبط تفسيرات ليثبت أنه لا يقصد من الآية أن الأرض مسطحة رغم أن المفسرون الأوئل فسروها بهذا المعنى- وهم معذورون لأن الإنسان لم يكن في حينه قد إكتشف كروية الأرض - حتى أن المفتي الأكبر في السعودية الذي توفي حديثاً كان يؤمن أيماناً قاطعاً أن الأرض مسطحة. و في سورة الكهف آية رقم 85 "فإذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في حمئة ......" و تفسير "حمئة" في المنجد هو "الطين الأسود" و قد فسر أحد المفسرون هذه الآية بأنه عندما يقف الإنسان على ساحل البحر يخال للناظر أن الشمس عندما تغرب كأنها تغطس في البحر. و من اليسير نقض تفسير كهذا إذ أن الحمئة ليست بالبحر و ثانياً الآية تقول "وجدها" و ليس "رآها". ثم هناك أخطاء نحوية في عدة آيات يغض المفسرون الطرف عنها كالآية التي وردت في سورة المائدة "إن الذين آمنوا والذين هادوا و الصابئون ......" بينما في سورة البقرة آية رقم 61 يتكرر نفس المظمون بصيغة مختلفة "إن الذين آمنوا و الذين هادوا و الصابئين ......."

يستدل مما أسلفنا أن الإنسان بطبيعته يبتعد عن التفكير المنطقي عندما يتعلق الأمر بالقضايا الدينية فعندما تسأل رجل الدين عن أمور كهذه يقتصر جوابه على وجوب الأيمان بدون اللجوء إلى العقل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 81-Ali-Imran


.. 82-Ali-Imran




.. 83-Ali-Imran


.. 85-Ali-Imran




.. أفكار محمد باقر الصدر وعلاقته بحركات الإسلام السياسي السني