الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين الافعال وردودها

سلام خماط

2007 / 11 / 30
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


ان ردود الافعال هي ردود منطقية سواء ان كانت هذة الافعال نفسية او اجتماعية او عقائدية وان كل المذاهب تخضع لهذة الافعال وردودها .
واذا رجعنا الى التاريخ نجد ان الامثلة كثيرة ، فقد يتحول المجتمع من مجتمع مادي قد ترسخت فيه القيم الأرستقراطية الى مجتمع كاهرا للمادة ومحتقرا للحياة ، ففي روما القديمة كان المجتمع غارقا في تقديس الوحشية والرغبة في الانتقام والتلذذ في القتل وعندما ظهر عيسى ( ع ) في بيت لحم مناديا بالمحبة والتسامح كل مع الاخر وشمل هذا التسامح حتى القتلة والمجرمين من اجل ارجاعهم الى المجتمع كاناس نافعين ومتسامحين ايضا وكان لدعوات السيد المسيح ردود فعل عنيفة ، ففي عام 43 ميلادي كان يحكم فلسطين الملك هيرودوس الثاني وكان له مستشار يهودي يدعى حيرام وكان هذا الشخص شديد النقمة على المسيحية ولما رأى أتباع السيد المسيح يكثرون ويكتشفون تضليل الاحبار اليهود لشعبهم ، دخل على هيرودوس واقترح عليه تأسيس جمعية سرية هدفها محاربة المسيحية وأبادة الداعين اليها فوافقه الملك على ذلك وامر بتشكيل هذة الجمعية تحت اسم القوة الخفية ( الماسونية ) .
وان العلمانية تعتبر ردة فعل كذلك لعداء رجال الكنيسة في القرون الوسطى السبب في ذلك ان العلمانية لا تتماشى مع العقائد التحجرة التي يؤمن بها رجال الدين .
فالعلمانية شجعت الانسان على تسخير القوانين والطبيعة لخدمته من اجل رفع مستوى المعيشة وتحقيق السعادة التي كانت الكنسية قد حرمته منها ، من هنا اصبحت العلمانية تعطي للمواطن الحرية والتخلص من قيود الدين ،
فأنتجت لنا العلمانية الكثير من الانسكلوبديين فكانوا مناظلين في سبيل حرية الانسان وكانوا مفكرين عظام وأشترو ا هؤلاء المفكرين حرية الجماهير بأرواحهم حيث تعرض اكثرهم الى محاكم التفتيش واصدرت بحقهم عقوبات ألاعدام واللقاء في النار ، من هنا نستطيع القول اننا لا نريد الرجوع الى السلفية والرجعية والعودة الى الماضي وتقديسه بما فيه من قبح .
ان المثقف هو الذي يحس ويفهم الناس ويشعر بالمسؤولية وعلى اساسها يكون مستعد للتضحية وليس المثقف من حصل على الشهادات العليا او من حفظ جملة من المصطلحات ، السبب في ذلك يرجع الى ان المثقفيين لديهم القدرة على خلق مبادئ ورؤي جديدة في وجدان المجتمعات فهم يختلفون عن رجال الدين الاسرى في مفاهيهم الروحية ويختلفون عن العامة كذلك .
ان مهمة المثقف هي التوعية وايضاح الحقائق عندما يسقط المجتمع تحت تأثير الخداع والاكاذيب والجهل والجوع ياتي دور المثقف الى ازالة هذا الضلم من خلال بث الوعي وتنوير العامة ، وهذا يتطلب الشجاعة الكافية لمواجهة قوى الظلام .
يتعقد صانعوا الاستراتيجيات الغربية ان الارهاب يرجع الى التعصب الطائفي والتطرف الديني والقومي ويتناسى هؤلاء دور العولمة في صناعة الارهاب من خلال العدوانية التي تستغل الشعوب وتطمس معالمها الاجتماعية والاقتصادية واللاخلاقية والدينية .
من هنا تكون العولمة أحدى الأدوات الضاغطة للشركات العابرة للقارت من الكارتلات الاحتكارية والاقتصاد الكوني والتوجهات الكبرى للسياسة الامريكية.
لقد اقترح جاك دريدا ان تحل كلمة الضيافة محل كلمة التسامح بحيث تكون الضيافة من غير شروط وتحقق لضيف نفس حقوق صاحب البيت وهذا عكس ما يراه الفيلسوف الالماني
هابرماس الذي يؤمن بالتسامح من اجل ردم مستنقعات الارهاب كما ينظر الى الظاهرة بعلمية عندما يربطها بغياب المساواة والعدل ، ويرى ايضا ان الحداثة لا تلغي الايمان الديني وانما قدمت اسلوبا جديدا للممارسة الايمان الحقيقي المقام على اساس عقلي حسب مقاس كانط .
وان الامبريالية تجاوزت الشرعية الدولية وحقوق الانسان واستغلت شعارات الديمقراطية لغزو البلدان مما اجبر الاخيرن على الدفاع عن سياجهم ونسيجهم الاجتماعي والثقافي والاقتصادي وذلك بتحشيد كل المواريث من اجل الدفاع عن النفس ، وهذا التحشيد هو عبارة عن ردة فعل ازاء العولمة المرتبطة بالغزو ، من هنا تكون الثقافة الغربية بحاجة ملحة الى المراجعة لتجميل صورتها القبيحة ودراسة اسباب الارهاب كظاهرة من دون القفز على الحقيقة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أكسيوس: الولايات المتحدة علّقت شحنة ذخيرة موجهة لإسرائيل


.. مواجهات بين قوات الاحتلال وشبان فلسطينيين أثناء اقتحامهم بيت




.. مراسل الجزيرة: قوات الاحتلال تقوم بتجريف البنية التحتية في م


.. إدارة جامعة تورنتو الكندية تبلغ المعتصمين بأن المخيم بحرم ال




.. بطول 140.53 مترًا.. خبازون فرنسيون يعدّون أطول رغيف خبز في ا