الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نهاية الحلم الكردي؟

فالح الحمراني

2007 / 11 / 30
القضية الكردية


التهديدات التركية باجتياح شمال العراق التي مازالت ماثلة، وردود الفعل الدولية الجدية عليها تؤشر لشمولية الخطط التركية الاقليمية وافاقها البعيدة . فتحرك انقرة لايستهدف وحسب حزب العمال الكردستاني التركي بقدر ما يطول القضية الكردية بعمومها وتحطيم حلم اقامة دولة مستقلة للاكراد. ان تركيا المدعومة من دول جوار، تمد الحياة بموقفها القديم الذي يفيد بان لامكان لدولة كردية في المنطقة، لادراكها بان وجود مثل هذه الدولة يهدد كيانها الذي ظهر بعد انهيار الرجل المريض " الدولة العثمانية" ويقوض مصالحها ويقلص نفوذها في منطقة مصالحها الحيوية.
ويلوح ان مصادر القرار بانقرة شعرت بان اقليم كردستان العراق بلغ مرحلة الخطوط الحمراء بتطوره! تمهد لظهور مواصفات الدولة الكردية التي لايمكن بعد العودة عنها. وتدرك انقرة ايضا ان هذا التطور سيغذي اكثر معنويا وماديا النزعات الانفصالية للاكراد لديها وفي الدول المجاورة. ورفع الوضع السياسي في المنطقة واعادة ترتب موازين القوى بعد الاطاحة بالنظام العراقي السابق، سقف مطالب الاكراد. وانعشت النجاحات بكردستان العراق امال اكراد المنطقة بان تكوين دولتهم باتت حقيقة لاجدل فيها. ولذلك باتت القضية الكردية تتصدر قائمة الاهتمامات والحسابات في منطقة الشرق الأوسط .
وكان من المفروض قيام دولة كردية بموجب اتفاقية صادرة في عام 1920 التي قضت بتصفية الإمبراطورية العثمانية. ووقفت انقرة حينها بحزم ضد مشاريع اقامة دولة كردية على تخومها. وكان من شروط مقايضتها مع انجلترا على مدينة الموصل، التي كانت تطالب بها، منع ظهور دولة كردية وعدم المساس بنفوذها في شمال العراق. ولم يتحقق أمل الأكراد البالغ عددهم اليوم 35 مليونا إلى 40 مليون شخص في إقامة الدولة المستقلة الخاصة بهم، حتى الآن.
واثار مخاوف انقرة اكثر هو توظيف الاكراد نتائج الحرب في العراق لصالح تكوين دولتهم الذي عززه اكثر القرار تبناه الكونغرس الأمريكي مؤخرا بشأن اعتماد النظام الفدرالي في العراق. وشجعها ان دول المنطقة الاخرى ، لن توافق على قيام الدولة الكردية المستقلة. وتعمل الان كل ما في وسعها لاحباط مشاريع حصول الاكراد على جمهوريات ذات حكم ذاتي، او دولا ذات سيادة.وكانت تركيا قد احتاطت لاحتمال وقوع ما ينبئ بقيام دولة كردية فوقعت اتفاقية تعاون عسكري مع دول اقليمية. كما أصبحت تركيا وإيران وباكستان نواة لمنظمة التعاون الاقتصادي التي انضمت إليها سبعة بلدان أخرى - أفغانستان وأذربيجان وكازاخستان وقرغيزيا وطاجيكستان وتركمانيا وأوزبكستان.
وهناك توقعات صحفية من "ان تحقيق التقارب بين خصمين سابقين في اشارة الى إيران وتركيا سيؤدي الى تصعيد التوتر بين تركيا، التي هي عضو في حلف الناتو يملك ثاني أكبر جيش من جيوش الحلف بعد الجيش الأمريكي، وبين واشنطن. كما ان اسرائيل تسعى ايضا لتحقيق مصالحها في اقليم كردستان العراقي".
ان تواجد القوات الاجنبية في العراق زاد الاهتمام بالقضية الكردية. وارغم هذا العامل الدول التي يقطن بها الاكراد على تخفيف ممارساتها ازاءهم من ناحية، ومن ناحية اخرى دفع تلك الدول للعمل على اجثاث او احتواء الحركة الكردية الرامية لحصول الاكراد على دولة ذات سيادة.
ان الوضع المترتب في المنطقة عموما، والنتائج التي يمكن ان تنجم عنه يجعل من المستحيل حل القضية الكردية بما يتفق والحلم الكردي القديم : اي اقامة دولة مستقلة لهم، نظرا لوجود اتفاق اقليمي مدعوم من القوى الكبرى بان لاوجود لدولة كردية. على الاقل في المستقبل المنظور.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آلاف المجريين يتظاهرون في بودابست دعما لرئيس الوزراء أوربان


.. إسرائيل وافقت على قبول 33 محتجزا حيا أو ميتا في المرحلة الأو




.. مظاهرات لعدة أيام ضد المهاجرين الجزائريين في جزر مايوركا الإ


.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يتظاهرون في باريس بفرنسا




.. فوضى عارمة في شوارع تل أبيب بسبب احتجاجات أهالي الأسرى