الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قيود بلا حدود

انتصار عبد المنعم

2007 / 12 / 1
الادب والفن


من على فراش المرض كان ناصر يتابع نشرة الأخبار وقد أحزنه رؤية الأقصى محاصراً والعراق مدمراً.
وفي لحظة خرج الجنود أنفسهم من التليفزيون وجذبوه من على فراشه .
كان يتأمل وجوهم وهم يجردونه من ملابسه ويربطونه بالحبال ويوسعونه ضرباً , فوجوههم بلون تربة وطنه التي اختلط بها دمه عندما سحلوه أرضاً .
كان يسمعهم يتكلمون بنفس الحروف التي يعرفها وينادون بعضهم بأسماء تألفها أذنه: عز بيه , خيري بيه, ذكي , ..... لا جون ولا باراك
كان كالمخدر أو الميت الذي لا يملك لنفسه شيئاً , لا يذكر كل ما حدث
كل ما يذكره أنه بينما كانوا ينتهكون عرضه أمام مقهى (أم الدنيا) رأى صوراً لأشخاص يتباهون بالشرق الأوسط الكبير والفوضى الخلاقة و.., رأى لافته خضراء كبيرة تبشره بانطلاقة جديدة نحو المستقبل .
لا يدري عدد المقاهي التي أنتهك عرضه على أبوابها
أمام مقهى (المحروسة) لا يدري كيف وقعت عيناه على النتيجة المعلقة على الحائط
أدرك أنه يونيو ولكنه لم يستطع قراءة اليوم ولا العام , توالت ذكريات يونيو وانكساراته في ذهنه , شعر بروحه يجلدها الإنجليز في دنشواي ...ورغم آلام الجلد شعر ببعض الراحة فهم لم يهتكوا عرضه , ولم يجردوه من ثيابه عندما رفعوه على المشنقة بجوار حسن محفوظ ومحمد زهران .

رأى نفسه على أرض المعركة في سيناء داخل طائرته المتهالكة, لم يستطع الطيران ولم يحارب ولكنهم أخبروه أنه انتصر وسمع أغاني النصر رغم أزيز الطائرات التي كانت تطارده في الصحراء ولا يجد شيئاً يحتمي فيه غير جثث زملائه !
أيقظته العصا التي هوت على ظهره من غيبوبته فقد وصل قسم المنتزه , لا يدري كم مر من الوقت منذ خروجه من المعمورة البلد حتى هنا.
وفي القسم وجد صورة لرجل على خلفية خضراء يقول نفس العبارة التي رآها في غيبوبته إنطلاقة نحو المستقبل....فكر جديد
وكلما اشتد شعوره بالهوان , قويت رغبته في أن يعود إلى رحم أمه أو أن تضمه الأرض ..تستره
تذكر كم كان يتيه على أصحابه بأنه ولد قبل موعده , فهو ليس ككل الأطفال , كان يقول لهم : أنا حر منذ أن كنت طفلاً ، فأنا حطمت قيدي في رحم أمي وخرجت بإرادتي!
وكلما هوت الأيدي على جسده كان يصرخ : أه ضميني يا أمي ...يا أرضي
فكانت تأتيه ضحكات وكلمات غريبة تلعنه وتسب أمه وأبيه
ويأتيه صوت الآنسة رايس تردد : الشرق الأوسط الجديد , العدالة و.....و
وصوت رجل يردد : انطلاقة نحو المستقبل ..فكر جديد ....تعديلات دستورية...حقوق المواطن ...... المواطنه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتظروا لقاء مع أبطال مسلسل دواعي السفر وحوار مع الفنان محمد


.. فاكرين القصيدة دى من فيلم عسكر في المعسكر؟ سليمان عيد حكال




.. حديث السوشال | 1.6 مليون شخص.. مادونا تحيي أضخم حفل في مسيرت


.. لم أعتزل والفوازير حياتي.. -صباح العربية- يلتقي الفنانة المص




.. صباح العربية | في مصر: إيرادات خيالية في السينما خلال يوم..