الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لم يعد هناك وقتٌ كثير

خيزران عثمان

2007 / 12 / 1
المجتمع المدني


وسط هذه الإنقسامات الإثنية التي بلغت حد الإشباع وباعتبار القضيّة الأساسيّة الآن هي الحفاظ على وحدة البلاد واستقلالهاومصيرها ووضع حد لمعاناة أبناء الشعب التي لم يعد لها حدود،فإن إعطاء المزيد من الأهميّةلمزيد من الإنقسامات برأيي لن يُفضي إلى أي معالجة مقبولة..الإنقسامات الموجودة حاليا من إثنيات عرقية وقوميّة وطائفيّة تطرح ما يكفي من التعقيدات على الساحة السياسيّة ومزيد من العقد التي تستعصي على الحل فكيف إذا زدنا عليها كما مضافا من الإنقسامات الأيديولوجيّة ؟! لا شك أن الأمور ستتعقّد أكثر فأكثر
لهذا فإننا نجد أن إمكانيّة بلورة أهداف وطنيّة رئيسية في الحال الحاضر وفي ظل تزايد الإنقسامات المختلفة لن يكون في صالح الشعب وقضاياه المهمة
وأعتقد أيضا أن التخفف من أي نوع من الإنقسامات المذكورة حاليا سيساعد على التوصّل إلى بلورة واقعيّة لأهداف شعبنا وأولوياتها
أول تلك الإنقسامات هي الإنقسامات الأيديولوجيّة حيث أنها تخصّ مراحل متقدّمة من الأوضاع أما ما يختص بأوضاع البلاد حاليافهو واقع التطاحن الطائفي والعنصري والقومي
إن الأصطفاف السياسي يجب أن يشمل كل القوى والعناصر التي ترفض الإصطراع والإنقسام الطائفي والعنصري وليس مهما أن تكون تلك القوى والعناصر من أي انتماء أيديولوجي!
إن القوى والعناصر المتنورة على اختلاف انتماءها الأيديولوجي لها مصلحة حقيقية بنبذ الإنقسامات الإثنية القائمة على الأسس الطائفيّة أو العنصريّة ولا فرق في ذلك بين المؤمنين بالإشتراكيّة أو المؤمنين بالرأسماليّة كمنهج للتطور اللاحق
إن مثل هذا الخلاف يمكن أن يُحسم بعد مرحلة الإستقلال وإنجاز المطالب الأساسيّة للشعب رغم الأصطفاف والإستقطاب الطائفي والعنصري المزيّف
نبذ التخلّف واستبدال المعضلات الملحّة بمشاكل وهميّة أو مخترعة اختراعايستدعي أول ما يستدعي إلى إعادة الأصطفاف السياسي وجمع القوى والعناصر التي تؤمن بوجوب بناء وضع سياسي اقتصادي يصلح للدخول به إلى الألفية الجديدة وليس النكوص والتراجع إلى قرون وألفيات مضت!
كما تستدعي مهمة بلورة الأهداف الإنطلاقَ من المعطيات الواقعيّة وعدم التحليق وراء أحلام تعود إلى واقع إنفلت من أيدينا
إن الأمن والخدمات المختلفة وإعادة البناء والنهوض بمستلزمات الواقع الزراعي والصناعي المحطّم والتعقيدات التي ألمت بالواقع الإجتماعي تستلزم أن يكون للقوى التي ساهمت بإسقاط النظام الديكتاتوري دورٌ فعال في الخروج من الأزمة الإقتصاديّة والتقنيّة والخراب الذي أحاق بمختلف الميادين،إن خروج القوات متعددة الجنسيات لا يمثّل هدفا متكاملا من الناحية الواقعية إذ أن البلاد يُعوزها التمويل والتقنيات والكوادر التي تخلفت عن الركب العالمي والأيدي العاملة المدرّبة التي انخرط من هم بالسن المناسبة لتوفير الأعداد اللازمة منها في أعمال المليشيات والأعمال المسلحةوسواها مما جعل المهارات الحقيقيّة في الكوادر الدنيا والمتوسطة تُصبح نادرة الوجود أيضاولم يعد كثير من الشباب يُتقنون مهنةً غير السلاح وهذا أمر في غاية الخطورخصوصا بالنسبة لمن سيتجاوز عمرهم المراحل التي يسهل معهم فيها تعليمهم وتأهيلهم
يكفي أن نقول أن منظومة كهربائية جيّدة وكفوءة تحتاج إلى بضعة سنوات فهل نريد أن نضيّع جيلا كاملا في السعي وراء أهداف من معطيات القرن السابق؟
إن الوقائع تُملي علينا أن نستجمع قوانا كلّها من مثقفين وغير مثقفين من مؤمنين بالسماء وممن هم غير معنيين ،ممن يؤمنون بالإشتراكيّة أو بالرأسماليّة ،من العرب ومن الأكراد والتركمان والسريان والآشوريين وغيرهم ومن المسلمين والمسيحيين والصابئة والأيزيديين وسائر الأديان،من السنّة ومن الشيعة ومن كل الطوائف من الرجال ومن النساء
لنستقطب كل من يريد أن يُعيد بناء بلاده بغض النظر عن كونه اشتراكيا أو رأسماليا ،ولنترك منهج تسقيط الناس لأسباب مختلفة للتخلص من المنافسين أو من نعتقد انهم سيصبحون منافسين مستقبلا إن أي فرد أو جماعة تمتلك أية قدرات أو إمكانيات يمكن أن تساعد على إعادة البناء علينا أن نفسح لها المجال وليكن السؤال هو
1.هل تُريد أن تُعيد بناء بلادك؟
2. ماذا تعرف أو تُجيد أن تفعل؟
3.هيّا لنبدأ الآن
أيها الأخوة إن على العالم أجمع وعلى دول المحتوى الإقليمي أيضا مسؤوليّة كبيرة لإخراجنا من المحن والمصائب التي أحاقت بنا فلا تجعلوا كل شيء يمضي هدراوتتسرّب الفرص المتاحة من بين أصابع أيدينا.
إنها بلادنا ونحن معنييون جميعا بما يجري ومن يرى غير ذلك ليفسح المكان لمن هو أفضل وأشد حرصا.
عيب وعار أن نلهو باللقمة الحرام وعوائد الفساد الزائل ونترك مصير أبنائنا وأحفادنا للمجهول!
لم يعد هناك كثير من الوقت لنتنحّى عن ركب الأمم الحيّة
فهل نحن مُدركون؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الخبر فلسطيني | تحقيق أممي يبرئ الأونروا | 2024-05-06


.. مداخلة إيناس حمدان القائم بأعمال مدير مكتب إعلام الأونروا في




.. مفوض الأونروا: إسرائيل رفضت دخولي لغزة للمرة الثانية خلال أس


.. أخبار الساعة | غضب واحتجاجات في تونس بسبب تدفق المهاجرين على




.. الوضع الا?نساني في رفح.. مخاوف متجددة ولا آمل في الحل