الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حزب العمال... الخيار العسكري

احمد حسين

2007 / 12 / 2
القضية الكردية


ما زالت المشكلة التركية تتعقد يوما بعد آخر، والخيار العسكري يلوح في أفقنا الشمالي كأنه غمامة سوداء تخيم على سمائنا المختنقة بدخان الانفجارات وضباب الاضطراب السياسي الذي يبتلعنا منذ ما يزيد على اربعة اعوام عجاف إلا من الدم.
وما زال ساستنا يجلسون على كراسيهم مكتوفي الأيدي كتلاميذ المرحلة الابتدائية وهم يستمعون الى معلمهم، دون ان ينبسوا ببنت شفة تمنح الأمة العراقية حرف من كلمة (أمل). ورغم ان هذه الأمة المبتلاة لا تنتظر غير الإرهاصات الإعلامية من الحكومة والبرلمان والساسة عامة إلا انها تعقد مراهنة يائسة على موقف حازم يصدر عن أولي الأمر لحل هذه الأزمة المفتعلة من قبل الجانب التركي تحت غطاء مطاردة حزب عمالها الذي على ما يبدو ان العراق مسؤول عن تحقيق مطالبه البروليتارية والقومية، وكأننا بحاجة لمن يفتعل لنا أزمات أثنية واقتصادية.
لدينا في العراق رقم مهول من العاطلين الذين يسهل كسبهم لأية إيديولوجيا يمينية أو يسارية حكومية أو اهلية بمجرد الجلوس معهم لمرة واحدة وتقديم واحد بالمئة من الضمانات والتنازلات التي يقدمها المسؤولين العراقيين بسخاء للجانب التركي من أجل إنهاء أزمة داخلية لا شأن لنا بها إلا شأن الحدود المفتوحة والحلم القومي المريض، ولدينا من الأثنيات المغبونة الحقوق والمهمشة الوجود ما يكفينا شر البحث عن حلول سياسية ودستورية لقوميات الجوار البغيض.
شعوب العراق وأطيافه تستحق أن نهتم بها ونبحث معها عن حجر الأساس الذي نريد أن نبني به العراق الجديد، وسكوت هؤلاء عن حقوقهم التاريخية والوطنية والدستورية والقانونية والإنسانية وغيرها من قائمة الحقوق الطويلة يجب أن ننظر له بإجلال واحترام لا باستخفاف وتجاهل، تغاضيهم من مستحقاتهم المغتصبة لا يمنحنا حق استغلال هذا الخلق الرفيع بأبشع طريقة وهي تملق من يسببون لنا المتاعب والأزمات بل الكوارث أحيانا.
يخجلني استجداء برلماننا وارتعاد حكومتنا من التهديد التركي، ولا أدري ما الحكمة من تباكي ساستنا على حدودنا الشمالية التي لا نملك منها شبرا واحدا ؟. يا أنتم، يا من تدعون الحرص على أرض العراق وتتصدعون من مسير الجنود الأتراك، ما الذي يمنعكم من مطاردة حزب العمال التركي وركله خارج حدودنا أو حتى قصفه وتصفيته بالاستعانة بمن فتح لهم حدوده وتعرف على مواقعهم ومخابئهم؟، ما الذي يدفعكم للتمسك بهذه الورقة التي لا تجيدون استخدامها؟، وما هي نتائج سياستكم المطلسمة هذه؟.
الوفود تتطاير من كل حدب وصوب لردع المطامع التوسعية لتركيا وثنيها عن اجتياح شمالنا وبإمكان الحكومة حماية العراق من هذا الخطر الداهم وحسم هذه الازمة بقوات البيشمركة التي باستطاعتها التغلغل بين صفوف اكراد تركيا وتصفيتهم او اعتقالهم او حرق بالجحيم، او توظيف جزء من ميزانية السيد البارزاني لتجنيد متطوعين مهمتهم مطاردة حزب العمال ولدينا الكثير ممن تطوعوا دون مقابل للدفاع عن حدود العراق فكيف إذا كان لهذا التطوع ثمن دسم؟، وهناك الكثير من الطرق التي يجيد ساستنا اتباعها اذا ما تعلق الامر بمصالحهم ومكاسبهم فليجعلوا حل هذه الازمة مكسبا نفعيا وبذات الوقت وطنيا يسجله لهم التاريخ في أرشيفه الثر.
ان المشكلة الحقيقية مع تركيا لا يشكل فيها حزب العمال الا الحلقة الاضعف، أما المحور المتين الذي تدور حوله جميع الحلقات فهو الحلم التركي المريض باستعمار العراق مرة أخرى وسرقة كركوك والموصل ودهوك وغيرها من المدن كما سرقوا فيما مضى جزء كبير من أراضينا، وما لم تتحرك حكومتنا باتجاه حزب العمال عسكريا فعلينا نحن ان نتحرك بهذا الاتجاه او الاتجاه الى ارض الله الواسعة للنجاة بما تبقى منا.
فيالق الباب العالي متأهبة على أبوابنا الشمالية وبالتأكيد فيالق الشاه تأهبت على أبوابنا الشرقية، وهكذا على هذه الأمة ان تقرأ تاريخ الصراع الإيراني التركي عَلنا نخرج بدواء لعلاج هذا المرض المزمن ما دام الجدب الفكري صفة ملازمة لقادتنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بريطانيا تبدأ احتجاز المهاجرين تمهيداً لترحيلهم إلى رواندا


.. جولة لموظفي الأونروا داخل إحدى المدارس المدمرة في غزة




.. اعتقال أكثر من 1300 شخص في الاحتجاجات المناصرة لغزة في عموم 


.. العالم الليلة | الآلاف يتظاهرون في جورجيا ضد مشروع قانون -ال




.. اعتقال طالبة أمريكية قيدت نفسها بسلاسل دعما لغزة في جامعة ني