الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف نستطيع أن نخلق جهازا تربويا يحمل رسالة

حسين علي الحمداني

2007 / 12 / 6
التربية والتعليم والبحث العلمي


عندما ندرك عظم الرسالة التي يحملها المعلم، ومدى عمق التأثير الذي يحدثه في نفوس التلاميذ،هذا التأثير الذي يحدد بدوره مستقبل الجيل الناشئ، وبالتالي مستقبل الأمة ، يفرض علينا أن نحدد الشروط الواجب توفرها في من يروم الانخراط في هذا المسلك ، وحمل هذه الرسالة بأمانة وإخلاص ، كي نستطيع أن نخلق جهازاً تربويا قادراً حقاً على أداء الرسالة . فما هي الشروط التي ينبغي توفرها لدى الراغبين بهذه المهنة . يمكننا أن نحدد ، على ضوء التجارب التي مررنا بها مجموعة من الشروط الواجب توفرها في المعلم ومنها:-
*توفر الرغبة الصادقة والحقيقية لمهنة التعليم.
*الايمان برسالة المعلم والقدرة على حملها.
*الإيمان بالمثل الإنسانية العليا.الثقافة الواسعة.إن من المسلم به أن كل إنسان لا يمكنه أن يحقق نجاحاً تاماً في عمله ما لم تكن له الرغبة الكافية فيه ، لأن الرغبة عنصر حاسم في دفع المعلم إلى التتبع والدراسة ، بغية الوقوف على أحدث الأساليب التربوية من جهة ، والاخلاص في أداء الواجب من جهة أخرى . كما أن الاندفاع والرغبة تنعكسان بكل تأكيد على التلاميذ الذين يتولى تربيتهم وتعليمهم ، فتدفعه لتحضير مادة الدرس ،ووسائل الايضاح اللازمة ،ويتعب نفسه من أجل إيصال المادة لهم ، ويهتم بالواجبات البيتية والصفية ،وتصحيحها ،وبذلك ينشّط التلاميذ ،ويجعلهم يقبلون على الدرس بجد واشتياق . ولو أننا أمعنا النظر في جهاز التعليم بوضعه الحالي ، وكيف أقبل المعلمون على هذه المهنة ، وأجرينا إحصاءً دقيقاً بصدد الذين جاءوا لهذه المهنة عن طريق الرغبة اتبين لنا الأمر ،ولأدركنا أي خطر يهدد المدرسة ، ولأدركنا أسباب الفشل الحقيقية فيها . إن معظم الطلاب الذين سدت في وجوههم أبواب الكليات قد وجدوا أنفسهم أمام الأمر الواقع الذي اضطرهم إلى اللجوء إلى الدورات التربوية ، ومعاهد المعلمين ذات السنة الدراسية ، أوالسنتين، ودون رغبة منهم ، ليصبحوا بين عشية وضحاها معلمين تسلم لهم الرسالة وهم على مستوى من الضحالة لا تؤهلهم للقيام بها على الوجه الصحيح . غير أنه لا يمكن أن يكون هذا الحكم شاملاً ، فثمة آلاف من أولئك المعلمين قد اكتسبوا كفاءة مدهشة ،واستخدموها في تعاملهم مع مهنتهم وتلاميذهم ،واستطاعوا بجدارة أن يكونوا نموذجاً جيداً لصانعي الأجيال . إن عدم الرغبة ،والعزوف عن هذه المهنة له بالطبع عوامل ومسببات لابدَّ لنا من دراستها ،والوقوف عليها ومعالجتها ،وإذ ذلك نستطيع تهيئة الآلاف المؤلفة من المثقفين الشباب الذين سيندفعون إلى الانخراط بهذه المهنة المقدسة . خاصة وان نسبة كبيرة جدا من المعلمين الآن لا يمتلكون المهارات والكفايات المهنية التي تؤهلهم لهذه المهنة.وهنا علينا ان نحدد الأطار الفكري للمعلم الحديث وتتمثل بمايلي:-مهارات التعلم المستدامة وتتمثل بالتحصيل الدراسي بما لايقل عن الاعدادية، المعرفة العامة والثقافة الواسعة وهي انه يعرف شيئاًعن كل شيء.
*المجال المعرفي الواسع ويعني انه يعرف كل شيء عن شيء.
*التخصص الدقيق ويتمثل بالتفوق في جانب معين كأن يكون متفوقاً في مجال(الرياضة - الفنون - الرياضيات الخ(
*معرفة المبادىء التربوية.
*تطبيق المبادىء التربوية.وهذه الأطر تؤكد أن المعلم عليه أن يوجد الظروف التعليمية المناسبة لتلاميذه ويركز على العقل والروح والتفكير بكل أنواعه ويثير حوافر التلاميذ ليساعدهم في البحث عن الحقيقة والوصول إليها كي يكون المثال الأعلى لهم.يتصور البعض ان رسالة المعلم هي ايصال المعلومات للتلاميذ وتعليم التلاميذ المهارات في القراءة والكتابة ولكن رسالة المعلم الحديث تقول ان من أهم واجبات المعلم (( تعليم التلميذ كيف يتعلم)) من هنا يمكننا أن نستنتج ان العملية التربوية التي كانت سائدة لدينا يكون محورها المعلم أما الان فان عملية التعلم يكون محورها الرئيسي هو التلميذ وان مهام المعلم هو تنشيط المتعلمين وتحريك كل حواسهم واشراكها في كسب المهارات المطلوبة وعلى المعلم ان يضيف أهداف جديدة للدرس تتمثل في بناء شخصية التلميذ وتوظيف المعرفة المكتسبة في صقل شخصيته. من هنا يتضح لنا ان رسالة المعلم تتمثل باعداد مواطن صالح يميز بين الاشياء وبعبارة أدق (( مواطن مثقف)) ومن البديهي ان المجتمع الذي يحتاج للطبيب والمهندس يحتاج ايضا الى المهن الاخرى شريطة ان يمتلك صاحبها مؤهلات ثقافية تجعله يعرف كيف يتعامل مع الاخرين. وامتلاك الثقافة للآخرين من صلب واجبات المعلم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حراك دبلوماسي لافت بشأن مفاوضات التهدئة في غزة


.. كأس أوروبا.. ما حظوظ المنتخبات الأربعة في الدور نصف النهائي؟




.. مؤتمر القوى السياسية المدنية السودانية يعقد في القاهرة


.. في ظل الحرب.. سيدة تحوّل منزلها في الجنوب اللبناني إلى مصنع




.. ما أبرز ما أوردته الصحافة الدولية بشأن الحرب الإسرائيلية على