الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من اجل منهج تربوي وطني جديد يعتمد قيم التسامح والانفتاح الحضاري

جاسم الصغير

2007 / 12 / 7
التربية والتعليم والبحث العلمي


لايختلف اثنان عن ان القيم التربوية الحية من تسامح وتفاعل مع الاخروسماتها الانسانية مسألة اصبحت ضرورة هامة لبناء الانسان العراقي المعاصر وخاصة النشأ الجديد من اجل ضمان ولادة اجيال قادمة ناشئة على اسس عصرية وعلمية ووطنية وهو الامر الذي غاب طويلا عن المناهج الدراسية بعدما سيست في العهود الماضيوية وادلجت بشكل يتلائم مع متطلبات السلطة واجندتها في ايجاد انسان مفرغ من القيم الثقافية والتربوية الحية ويكون صالحا فقط للانقياد لاهداف السلطة الاستبداديةالماضيوية وقيمها الشوفينية والفاشستية وهذا ماتشهد عليه العديد بل الكثير من الافرازات السلبية للمرحلة السابقة والتي الغت الذات الانسانية وعطلت استعمال ملكة العقل وبالتالي نشر الوعي التنويري الذي الغته تماما وهذه الافرازات تتعايش اليوم معنا بشكل قسري لان الافكار القديمة لاتموت بسهولة كما عبر احد المفكرين التنويرين واايضا وحسب منطق احدى مدارس علم النفس الحديث عندما اقرت ان الانسان كيفما ينشأ على قيم معينة تلقن له يمتلأ بها عقله يتصرف بوحي هذه الافكار والمعتقدات وتصبح بمرور الزمن حقائق بديهية لافراد المجتمع ومن هذه الافرازات السلبية واصبحت تشكل عبئا على المجتمع والمواطن معا مسألة الانغلاق على القناعات وبالتالي حصول التطرف بكل انواعه المقيتة ان التطرف وقيمه المريضة هي احدى نتاجات مجتمعاتنا ومنهاجنا التربوية الماضيوية وصحيح ان التوجهات السلطوية الماضيوية لها نصيب كبير في هذا التطرف الا ان هناك بناءا تربويا سلبيا كبيرا ساهم في هذا التطرف فمعروف ان المناهج التي كانت معتمدة في السابق كانت تؤبن ثقافة سلطوية وايديولوجية احادية الجانب والمتمثلة في التركيز على جانب واحد من الانساق الثقافية التي تؤكد على شمولية الانتماء الى الامة ولكن بشكل قسري وليس انبثاق طبيعي وموضوعي وغير عابئة بالانسان العراقي واحتياجاته المادية والروحية وكيفية تشكيل وعيه اصبحت تشكل ثقافة عدمية انتشرت على الواقع حتى اصبحت امراً قائما مع تقادم الزمن وبالتالي عدم احياء القيم الحيوية الوطنية التي توجد توجهات معاصرة وتشده الى المستقبل وليس الى الماضي الجامد ولقد رافقت هذه التوجهات التربوية السلبية الكثير من النصوص الشعرية والثقافية التي اعتمدت في المناهج الدراسية التي تسير في المسار والمنهج السلطوي الفوقي الذي يبشر بقيم عدمية واهمل الانسان تماما ولقد راينا جميعا ان هذه القيم اتي تربى عليها العديد من الاجيال اصبحت تنتج بمرور الزمن محمولاتها من قيم التطرف والرؤية الاحادية التي لاتتحمل الاخر وليس لقيم التسامح واحترام الاخر أي مكان لها او حسبما يقول المفكر الوجودي جان بول سارتر ( ان الاخر هو الجحيم ) وفعلا اصبح الاخر جحيما لايطاق وهذهالاثار السلبية لقيم التطرف والتثقيف الايديولوجي الاحادي الذي كان سائدا ومن هنا تبرز الحاجة الشديدة الضرورة اليوم الى اهمية اعتماد نسق حضاري عصري يقوم على تبني قيم انسانية مفتوحة مع الاخر وتتفاعل معه مؤمنة ان المجتمع هو وحدة متفاعلة من الافراد وليس تكديسا للافراد كما يقول المفكر العربي مالك بن نبي ولاجل تحقيق ذلك يجب الانتباه الى اهمية المناهج الدراسية التي ينشأ عليها النشأ لانها اللبنة الثقافية والتربوية التي تشكل الوعي الجنيني لهذا النشأ لقد جاء في احد التقارير التي تحلل لماذا انتشر التطرف في العالم العربي في السنين الاخيرة وبعد بحث طويل وجد ان العديد الاجيال في الماضي القريب قد تم تثقيفها على ثقافة منغلقة احادية الجانب بذريعة الخصوصية الحضارية ومتجاوزة تماما قيم الحضارة الحديثة الانسانية والتي يشترك فيها كل العالم من مفكرين وشعراء وفاعلين ثقافيين اخرين وهكذا نشأت اجيال عديدة وهي لاتعرف عن الحضارة الحديثة وقيمها الانسانية أي شئ وينظرون اليها نظرة تشاؤمية ومتوجسة بفعل الانغلاق الثقافي وان الحياة حسب رؤيتهم الذهنية هي هذه الابعاد الاربعة التي يعيشون فيها وطبيعي جدا ان تتعزز قيم التطرف القومي والطائفي تحت هذا التثقيف السلبي وهو الامر الذي غاب عن ذهن الكثير من المؤسسات البحثية ان اعتماد مناهج جديدة الاهداف والمضمون والمنفتحة على قيم العصر وضرورة التفاعل مع معطيات الزمان والمكان هي جزء من الحل واننا من ضمن امم كثيرة تساهم في صياغة قيم هذا العالم هو امر ضروري من اجل ضمان واقع حياة يعتمد الاعتدال والتفاعل مع قيم العصرويجب الاستفادة من عبر الماضي تشخيص العوامل التربوية والثقافية التي ساهمت في صناعة ظاهرة وواقع اصابنا جميعا بالصدمة والذعر من جراء افرازاته الخطيرة وتوجهاته المريضة ان الاهتمام بالقيم التربوية التي تعزز الوجود الانساني وتجعل من الانسان وتشكيل وعي انساني هو الركيزة لكل التحولات هو المنهج الناجح والملائم للحياة الانسانية ولنا عبرة في التجربة الاوروبية بعدما استفاقت شعوبها من صدمة الشعارات الكنسية في عهود الحكومات المطلقة التي دمرت الانسان او من قيم الانظمة الشمولية الاستبدادية اثناء الحرب العالمية الثانية وبدأت بناءا تربويا وثقافيا جعلت من الانسان المركز والهدف لكل البناءات السياسية والثقافية وعززت كينونته سالكة من اجل ذلك العديد من المسارات احدها البناء التربوي للاجيال الناشئة انذاك ونرى اليوم الواقع الحياتي والثقافي والاجتماعي الرصين للمجتمعات الاوروبية التي اصبحت حياتها تنعم بالاعتدال والتسامح الانساني الرائع ولم يعد هناك اثر لاي تطرف لان اساسه الموضوعي قد ازيل بفعل البناء التربوي الناجح الذي اعتمدته المؤسسات التربوية القائمة على تنفيذ هذه الخطط والمسارات السليمة البناء والتنفيذ ومن هنا وبما اننا نعاني من الاثار السلبية للتطرف وهو افراز موضوعي لتثقيف سياسي واجتماعي طويل ماضيوي استبدادي يأتي واجب المؤسسات البحثية في التفكير بجدية في ايجاد مناهج علمية تتسم بالرصانة والانفتاح على الاخر وتضمينه القيم الحيوية والابتعاد عن العدمية الحضارية في تنفيذ هذا الجهد الوطني الضروري الذي اصبح يمثل مطلبا اجتماعيا ضاغطا هذا الامر يجعلنا نصمم اكثر واكثر على ضرورة الاسراع في تنفيذ الافكار التنويرية في محاربة القيم السلبية لانه دون هذه الحرب والمواجهة الفكرية المتواصلة بدون مهادنة لانستطيع ان نزيل قيم التطرف من اذهان المجتمع لانه دائما هناك صراع ازلي بين قيم التسامح وقيم التعنصر والبناء او الكفاح التربوي هو احد مصادر هذه المواجهة ومن هنا نكتب ونؤكد على البناء التربوي وخاصة للنشأ الجديد ومضامينه الانساني وقيمه الحضارية التي ننشد0









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات القاهرة بين الموقف الاسرائيلي وضغط الشارع؟


.. محادثات القاهرة .. حديث عن ضمانات أميركية وتفاصيل عن مقترح ا




.. استمرار التصعيد على حدود لبنان رغم الحديث عن تقدم في المبادر


.. الحوثيون يوسعون رقعة أهدافهم لتطال سفنا متوجهة لموانئ إسرائي




.. تقرير: ارتفاع عوائد النفط الإيرانية يغذي الفوضى في الشرق الأ