الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا مبرر اخلاقي من استمرار احزاب الاسلام السياسي بالسلطة في العراق

عبد العالي الحراك

2007 / 12 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بعد مرور خمس سنوات على سقوط النظام السابق في العرا ق, ووجود الاحتلال الامريكي على ارضه وتربع احزاب الاسلام السياسي على السلطة والتي لم تستطع انجاز الاعمال الروتينية لأية سلطة , ناهيك عن الأعمال الاستثنائية الواجب انجازها و التي تخلص البلاد والشعب من الاحتلال ومن الارهاب وتقوم بالاعمار واعادة البناء .. ان احزاب الاسلام السياسي العراقية بمختلف اتجاهاتها ونظرياتها ومذاهبها , اسست على اساس الدين الاسلامي كمشروع حكم ودولة , يمكنه العيش في العصر الحديث يطبق شريعة الاسلام وقوانينه.. ليس موضوعنا دولة الاسلام الشيعي في ايران او دولة الاسلام السني في السعودية وهل انهما او أي منهما يعبر عن الاسلام في السياسة الداخلية والعلاقة مع الشعب وفق مباديء الدين الاسلامي او في العلاقات الدولية الرسمية والرأي العام العالمي وموقع وتأثير هاتين الدولتين فيهما أي في العلاقات الدولية والرأي العام العالمي من وجهة نظر الاسلام كنظام سياسي قابل للوجود والتعايش.. بمعنى هل ظهر في العالم تأثير ايجابي للاسلام بعد ظهورهاتين الدولتين كمباديء جديدة منافسة للمبادي الدولية المعمول بها؟ او هل ان مبادءا اسلامية او نظريات في السياسة الدولية قد ظهرت بسبب النشاط السياسي الاسلامي الذي ابتدعته واوجدته العقلية الاسلامية التابعة لهاتين الدولتين؟؟ لم يظهر في العالم الا نشاط الانغلاق والتحجر والتخلف الاسلامي وعجزه عن النهوض بواقعه الذاتي وعدم قدرته على الاقتراب وليس اللحاق بالعالم المتمدن والمتطور في المجال السياسي والاقتصادي والعلمي والفلسفي والادبي وما الى ذلك من النشاطات الانسانية , اللهم الا نشاط العنف و الارهاب فقد كانتا هاتان الدولتان رائدتان في ابتداع انواع جديدة متطورة فيهما لم تكن موجودة في ممارسات عنفية وارهابية سابقة , ونتائجهما يعاني منها العالم بأسره وفي المقدمة شعوب المنطقة العربية والاسلامية وشعوب الدولتين نفسيهما.. اما في المجال الاقتصادي فأقتصادهما ما زال اقتصادا اكثر تخلفا من جميع اقتصاديات الدول الاخرى يهتدي بنظرية الاقتصاد السياسي الرأسمالي العالمي من حيث قانون العرض والطلب واقتصاد السوق وربا البنوك التي لا تستطيع اكبر عقلية اقتصادية اسلامية ( وهي غير موجودة) ان تكتشف اسلوبا اسلاميا الذي يحرم الربا وخاصة في البنوك التي تتعامل بأرباح وفوائد القروض والسلف والمنح التي تعطي للزبائن وهي لا تختلف اطلاقا عن معاملات البنوك العالمية, علما بأن منظري الاحزاب الاسلامية يحاولون جاهدين تسويق فكرة ان هناك اقتصادا اسلاميا يختلف عن الاقتصاد الرأسمالس وعن الاقتصاد الاشتركي ..ما هو هذا الاقتصاد الاسلامي وما هي تطبيقاته العملية وهل يختلف عن الاقتصاد الرأسمالي الا بتخلفه.؟؟ .. اما في الجانب العلمي والتكنولوجي فهما أي ايران الاسلامية والسعودية الوهابية في القعروالحظيظ ولم تعرفا سوى الاستيراد الاستهلاكي من دول الكفر كما تدعيان... في الجانب الثقافي والفني فهما لا يعترفان بالادب والشعر والفن بأنواعة وشهادة الحرام تلصق بجبين من يتجرأ بشعر غير شعر مدحهم او ان يغني اغنية اية اغنية ..اما الراقص والراقصة فعقوبة أي منهما الجلد ان لم تكن الاعدام .. والسينمات ممنوعة وان فتحت في ايران فهب تعرض افلاما ومسلسلات دينينة... في المجتمع والتطور الاجتماعي لم يظهر امام الملأ الا الحجاب وقد تطورت ايران حيث الغيت اللجان الثورية التي كانت تجلد من تظهر خصلة من شعرها او من يطيل زلفه... اما المذهب الوهابي في السعودية ومن سار خلفها فالحجاب يحول المرأة الى دمية من السواد.. الحديث يطول وهو ممل ولنتركه ونأتي الى احزاب الاسلام السياسي العراقية وهي مقلدة بارعة لقطبي الاسلام .. فالاولى قد ذابت في شخصية الخميني والأخري قد جعلت من المذهب الوهابي قبلتها.. فأين هما من مذهبيهما واين هما من اماميهما فلا اسلام يطبق ولا دعوة اسلامية تظهر.. وافقوا على التعامل مع الاحتلال وبشروطه وهي شروط تعترض على اقامة دولة اسلامية بكل الطرق والوسائل وشرعوا دستورا اجمل ما فيه انه دستور يقر بالتعددية والديمقراطية وان تعارضت بعض بنوده مع وجود الاسلام كأساس للتشريع وما يتعارض او لا يتعارض مع مفاهيمه وثوابته وامور اخرى عديدة في الستراتيجية السياسية والتكتيك السياسي الذي لا علاقة له بالاسلام كنظام حكم تتبناه هذة الاحزاب .. اذن لماذا تتبنى هذه الاحزاب مشروع الاسلام كنظام سياسي لها؟ وقد جلبت بتمسكها هذا الويلات للبلاد والشعب من خلال التكتلات الطائفية ومحاصصاتها اذا هي جميعا مقتنعة الان بانها لا تسعى لاقامة دولة اسلامية والطائفية قد جلبت ما جلبت .. اذن لا مبرر اخلاقي من استمرار حكم وتسلط هذه الاحزاب على الشعب والبلاد وما عليها الا ان تحل نفسها او تغيير ستراتيجياتها النظرية وتلغي ممارساتها العملية الفاشلة بل الضارة بالشعب... واية دعوة من قبيل المصالحة الوطنية او تشكيل حكومة وحدة وطنية او اعادة بناء القوات المسلحة على اسس وطنية تعتبر دعوات كاذبة مضللة لكسب الوقت والاستمرار بالسلطة وهذا ما يفيد قياداتها ويخدم الامريكان ويديم بقائهم في العراق . د. عبد العالي الحراك 6-12-2007








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -اليهود مش هينسوهم-..تفاصيل لأول مرة عن قادة حرب أكتوبر


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية.. الكلمة الفصل للميدان | 202




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية: تماسك في الميدان في مواجهة


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مدينة صفد ال




.. تغطية خاصة | عمليات المقاومة الإسلامية ضد الاحتلال مستمرة |