الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العقاب البدني في المدارس واثره في بناء الاجيال

خضير حسين السعداوي

2007 / 12 / 17
التربية والتعليم والبحث العلمي


لقد اعتادت اغلبُ الهيئات التعليمية والتدريسية في مدارسنا منُذ نشاتها كموسسات تربوية باستخدام العقاب البدني المتمثل بالضرب المبرح للتلاميذ اوالطلبة وامام زملاءهم داخل الصف او اثناء الاصطفاف الصباحي امام جميع تلاميذ او طلبة المدرسة كجزء اساسي ومهم في ضبط المدرسة او الصف وادخال المعلومة في ذهن المتعلم ولو بالاكراه امتداداً للطريقة الملائية القديمة التي كانت سائدة في العصر الذي سبق ظهور المدارس الحديثة عندما كان يقف(( الملا ))وهو يمسك بعصاه امام المتعلمين يلقنهم المعلومات البسيطة وويلٌ لمن يخطأ او يقصر بواجباته او يتصرف بعفوية وطفولية بريئة مما يعتبره(( الملا)) خروج عن المألوف ولم يكتفِ بالضرب على اليد وانما هنالك طريقة(( الفلقة)) وهي ان يقوم مجموعة من الدارسين برفع هذا الطفل المسكين الى الاعلى ليتمكن الملا من الضرب على باطن القدم على مرآى ومسمع من زملاءه وهو يصرخ ويتلوى الماً... أى رعب هذا يدخل في نفوس هؤلاء المساكين ماذا تفعل لوان هذا التلميذ ابني او ابنك.
قد يقول قائل انه كان زمان وطبيعة المجتمع في ذلك الوقت قد شرعنت لهذا الملا ان يتبع هذا الاسلوب في التربية والتعليم ... ولكن للاسف الشديد امتد هذا الاسلوب الى شخصية معلمنا ومدرسنا ونتذكر بمرارة قساوة مديرو مدارسنا ومعلمينا ومدرسينا القدماء الذين اصبحوا اسرى الطريقة الملائية في التربية.. وطيلة هذه الفترة لم يتمكن اساتذة التربية في مدارسنا ابتداع طريقة جديدة في التربية وبقيت العصا سيدة الموقف ترافق الاستاذ في ساحة المدرسة وداخل الصف.
لقد ساعدت فترة الانظمة الدكتاتورية التي تعاقبت على العراق ان يظهر المعلم والمدرس او مدير المدرسة الدكتاتور المخيف الذي يضبط المدرسة والسيطرة على الطلبة بالقوة والقسوة والبطش ...وغالباً مايدفع ثمنها تمرد الطالب على المدير او المدرس او حتى التجاوز عليهم وخاصة في المدارس المتوسطة والاعدادية حيث يمر الطلبة باخطر مرحلة وهي مرحلة المراهقة، ومن الملاحظ انه في المدارس حتى في ابسط الامور لم يسمح للطلبة في التعبير عن ارائهم حتى في اختيار مراقب الصف حيث يقوم الاستاذ باختياره من بين الطلبة وفرضه عليهم
ان استخدام العقاب البدني والنفسي ساهم في خلق جيل يعمل تحت تاثير الخوف من العقاب فالموظف في دائرته والعامل في معمله والطبيب في مستشفاه والجندي في وحدته وحتى الا ستاذ في مدرسته لايقصر في واجباته ليس خدمة للصالح العام وانما خوف من العقاب.....ومانراه الان خيردليل على ماذكرنا انفا حيث بعد انهيار النظام الدكتاتوري ذو القبضة الحديدية المرعبة وانهيار سلطة القانون اصبح كل شيء منفلت أي بمعنى اخر اننا تعودنا على القوة وحدها تستطيع ان تسير المجتمع
لاننا تعلمنا منذ الصغر ان عصا المعلم او مدير المدرسة تطبعت في عقولنا... مما خلق الاجواء المناسبة ان تزدهر الانظمة الدكتاتورية في بلادنا لانها وجدت شعب قد تربى على الخوف منذ نعومة اظفاره وحتى يكبر وبات الخوف من السلطة وليس احترامها جزء من ثقافتنا واصبح من يتجرأ ويدخل في تنظيم معادٍ للسلطة كمن يريد الانتحار واصبح يتداول بيننا(( ان من يتزوج امي يصبح عمي)) أي اننا نقر بالطاعة لكل حاكم يعتلي سدة الحكم او(( الامام المايشور ماينزار)) تمجيد للقوي والقاسي الذي يفرض رايه علينا. امام هذا كله قد يسأل سائل وما العمل ؟ وما هي الطريقة المثلى....او كيف نخرج من اسر الطريقة الملائية القديمة لطريقةٍ جديدة في التربية كفيلة باعداد جيل متحرر من هاجس الخوف جيل يحترم
قيم الانسان العليا
1-علينا ان ننفتح على العالم المتقدم وننهل من تجارب الشعوب المتقدمة والتخلص من نظرية المؤامرة التي زرعتها الانظمة الدكتاتورية في عقولنا
2- اعطاء الثواب اهمية اكبر في تشجيع طلبتنا وتقبلهم للتعلم وللثواب اهمية تتمثل في

أ- زيادة الفاعلية العلمية للطالب
ب-كسر حاجز الخوف للطلبة
ج- يساعد الطالب على الشجاعة والجرأة الادبية
د-يحسن العلاقة بين الطالب والاستاذ
و- يحبذ الدراسة للطالب

3- متى يستخدم الثواب

أ- عند اجابة الطالب الصحيحة
ب – السلوك الجيد للطالب داخل المدرسة والصف
ج-الاهتمام بالواجبات الصفية واللاصفية

3-اشراك المعلمين والمدرسين في دورات تربوية مستمده من تجارب الشعوب
4-تفعيل دور مجلس الاباء والمعلمين واشراكهم في العملية التربوية

5-اعادة النظر في المناهج التي تمجد الفردية ووضع مناهج جديدة تمجد الروح الجماعية والتعاون والتي تزرع في نفوس طلبتنا المحبة والتسامح واحترام الرأي الاخر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دول عربية تدرس فكرة إنشاء قوة حفظ سلام في غزة والضفة الغربية


.. أسباب قبول حماس بالمقترح المصري القطري




.. جهود مصرية لإقناع إسرائيل بقبول صفقة حماس


.. لماذا تدهورت العلاقات التجارية بين الصين وأوروبا؟




.. إسماعيل هنية يجري اتصالات مع أمير قطر والرئيس التركي لاطلاعه