الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنهم يمنحوننا فرصة شتمهم

علاء مهدي
(Ala Mahdi)

2007 / 12 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


وأخيراً عفا سيادة الرئيس البشير عن المُدَرِسَةْ البريطانية التي – سمحت – لأطفال مدرسة بتسمية دمية بإسم رمز ديني إسلامي . القرار الذي أثلج صدورنا وبيض وجوهنا وحَسّنَ من سمعتنا أمام الغربيين – الكفار - وغير المسلمين!

المشكلة أن التناغم الحضاري بين الشرق والغرب يكاد أن يكون معدوماً في ظل التطور الحضاري الغربي والتراجع الحضاري الشرقي. فالنظرة الغربية للمفاهيم الدينية تختلف عن تلك النظرة الشرق أوسطية بشكل معاكس تماماً. كما أن المفاهيم الدينية الغربية والنظرة إلى التدين والتطرف تختلف هي الأخرى عن تلك السائدة في الدول الشرق أوسطية.

في بلد كالسودان ، كل ما يعرفه العالم الغربي هو ان في السودان مشكلة إنسانية أشتهرت بفعل الإعلام الغربي والتصرف الرسمي السوداني اللامسؤول أسمها دارفور. ويكاد أغلب الغربيين يصنفون السودان بكونها دولة أفريقية وليست عربية ، وفي الواقع أن رجل الشارع الغربي لا يعير أهتماماً كون السودان دولة أسلامية أو غيرها أنما يعرفها – إن حدث – بأنها دولة أفريقية لا أكثر.

في دولة عربية وإسلامية كالسودان ، تهان مُدَرِسَةٌ بريطانية لأنها سمحت لأطفال مدرسة سودانية طلابها سودانيون مسلمون بإطلاق أسم رمز ديني عليها ، ولم يفكر المسؤولون السودانيون بمعاقبة الطلبة الذين هم بالأساس مسلمون ولا عوائلهم المسؤولة عن تعليمهم أصول الدين قبل المدرسة.

القانون السوداني وكل المسؤولين التربويين والأمنيين السودانيين ، لم يفكروا كيف يتأنى لمُدَرِسَة بريطانية أن تهين الدين الإسلامي في العمق السوداني ويبدو أن فرصة قد سنحت لهم للدفاع عن الدين وحمايته من محاولات إهانته من قبل غير المسلمين! فعاقبوها بالسجن لمدة خمسة عشر يوماً رداً للإعتبار وحفظاً لكرامة الدين الحنيف.

ويتدخل أثنان من أعضاء مجلس النواب البريطاني من خلفية إسلامية لدى - سيادة الرئيس - فيتنازل حضرته ويعفو عنها لتعود إلى عائلتها ووطنها بفضل من إلتفاتة كريمة من رئيس عربي مسلم ومؤمن!

أسئلة كثيرة بحاجة إلى أجوبة:

• هل هنالك حاجة فعلية لإستقدام مدرسين من خارج السودان للتعليم في المدارس السودانية في حين يتم تهجير المدرسين السودانيين إلى خارج السودان بسبب من الوضع المأساوي الذي يعيشه الشعب السوداني بفضل حكم – قائد ضرورة آخر - له؟
• تعاني أكثر الدول العربية من ممارسات مشابهة لممارسات النظام السوداني فلماذا لا يتم السماح للمدرسين العرب – المسلمين – من التعليم في السودان ؟
• هل فعلاً يعتقد النظام السوداني أن المدرسة البريطانية كانت تقصد إهانة الدين الإسلامي وفق منظورها الثقافي والحضاري الغربي؟
• هل فَكَّر سيادة الرئيس – المعتق - قبل توقيعه قرار الإدانة في أن عقوبة إهانة الرمز الديني يجب أن لا تقل عن الإعدام وفق المفاهيم والعقائد السائدة في دولة – متطورة – مثل السودان وليس الحكم بالسجن لمدة خمسة عشر يوماًً فقط أم تراه كان يغازل الغرب بتصرفه هذا؟
• هل يعلم سيادة الرئيس – المؤمن – بأن الدين الإسلامي الحنيف يهان ملايين المرات يومياً ليس في كل الغربية أو الدول العربية والإسلامية فقط أنما في السودان أيضاً ؟
• هل يعلم سيادة – البشير المبشر - أن ممارسات الأنظمة الإسلامية والعربية وقوانينها فيها ما يتعارض مع المبادئ الإسلامية الكثير مما يستدعي – حبس – الرؤساء لسنين طويلة عقاباً على تلك ممارساتهم التي لا تنسجم مع القوانين الدينية التي تعتمدها دولهم؟
• هل فكر الرئيس – المبشر – أن الحكم على المسيئين للدين الإسلامي يجب أن ينفذ – بصرامة - وأن العفو عن المسيئين للدين الإسلامي ليس من صلاحيته كرئيس دولة مدنية إلا إذا صدرت فتوى في ذلك؟
• هل فكر السيد الرئيس ان قرار الإدانة والإعفاء قد وضعه – ووضعنا – في موقف محرج ومخجل في المهجر الغربي الذي يضم الملايين من العرب والمسلمين والسودانيين؟

سيادة الرئيس: شكراً لكم ، انكم تسمحون لنا من خلال ممارساتكم أن نقول فيكم ما تستحقون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 180-Al-Baqarah


.. 183-Al-Baqarah




.. 184-Al-Baqarah


.. 186-Al-Baqarah




.. 190-Al-Baqarah