الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تحتاج الى طبيب نفساني؟

حذام يوسف طاهر

2007 / 12 / 13
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


هل نحن بحاجة لطبيب نفساني؟ هذا السؤال سألته لنفسي قبل أيام وأنا اتابع تقريرا على أحدى القنوات الفضائية وكان الموضوع عن الأطباء النفسانيين وأهمية مراجعتهم بين فترة وأخرى للاطمئنان على صحتهم النفسية ، وتطرق الموضوع للأعداد الكبيرة لزبائن عيادات الأطباء النفسانيين الذي أخذ يزداد بشكل غريب في السنوات الأخيرة وفي كل دول العالم .
في بعض الدول العربية .. بعد أن كان موضوع زيارة الطبيب النفساني تثير الشكوك وتكون الزيارة في الغالب سرية وحتى لايعلم بها اقرب الناس .. أصبح الان هذا الموضوع لدى مجموعة معينة منهم يعتبر ترفا ولاادري كيف أومالسبب الذي دعاهم لتكون نظرتهم لهذا الموضوع بهذه الصورة ..
على كل حال الذي يهمني في هذا الموضوع اننا في العراق رغم كل الظروف الصعبة والمعقدة التي مرت على العراقيين من حروب الى .... الحروب !!! لكن لازال موضوع الطبيب النفسي لايشكل هاجسا لدى العراقيين والسبب ليس لأننا خالين من العقد ، أو لانعاني من أي موضوع ،أو أان حياتنا خالية من أي متاعب قطعا لا.. لكن الذي يجعلنا لانلجأ لهذا الطبيب أننا لسنا بحاجة لأن نفضفض همومنا في عيادته .. وعدم الحاجة هذه ترجع الى أننا نملك ثروة عظيمة أان صح التعبير من العلاقات الاجتماعية النظيفة والراقية والعميقة التي تجعل من الصديق والأخ وشريك الحياة طبيبا نفسانيا وبدون أن نخطط لذلك ، فالطبيب النفسي أن دققنا في الموضوع هو في الحقيقة لايقدم علاجا أنما الذي يقدمه لمريضه فقط ..أنه يكون مستمع ممتاز له .. وهذا بالضبط ما يحتاجه المريض او التعبان نفسيا يحتاج فقط لمن يستمع له وبدون مقاطعة.. وطبعا هذا الموضوع (الاستماع او الانصات للمقابل) نستطيع أن نعتبره فن .. فن الاستماع للطرف الاخر، فليس كل شخص يملك هذه الموهبة أنما هناك من يجيده وبجدارة وهناك من يعجز عن الاستماع ولو لدقائق وهذا يرجع للاختلاف الطبيعي بين بني البشر أجتماعيا وتربويا و و و و...
وهنا في العراق ورغم أنشغال كل منا بعمله وأرتباطاته بالبيت أو خارجه .. لكن تبقى العلاقات الاجتماعية عند العراقي لها أهميتها وقدسيتها التي لايمكن له الأستغناء عنها مهما حصل .. وحتى هذا الظرف الصعب الذي جعل من بعض العراقيين حذرين من التعامل مع الغير لكن الطبع كما يقولون غلاب ، والحياة طبيعية رغم كل شيء بل العلاقات صارت أقوى رغم صعوبة الوصول الى بعض المناطق وهنا لابد من الاشارة الى فضل الموبايلات التي عوضت وقربت البعيد ، أضافة الى شبكة الانترنيت التي عمقت العلاقات أكثر بين كل العراقيين وبدون أستثناء وهذا ما يدعو للفرح بأن يبقى العراق صامد رغم أنف كل حاقد .. وتبقى بغداد جميلة ورائعة رغم كل شيء .. ومؤكد لسنا بحاجة الى أي طبيب نفسي ..
غيرنا يحتاجه أكثر....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحذير دولي من كارثة إنسانية في مدينة الفاشر في السودان


.. أوكرانيا تنفذ أكبر هجوم بالمسيرات على مناطق روسية مختلفة




.. -نحن ممتنون لكم-.. سيناتور أسترالي يعلن دعم احتجاج الطلاب نص


.. ما قواعد المعركة التي رسخها الناطق باسم القسام في خطابه الأخ




.. صور أقمار صناعية تظهر تمهيد طرق إمداد لوجستي إسرائيلية لمعبر