الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوطن للجميع

فاضل عباس
(Fadhel Abbas Mahdi)

2007 / 12 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أعتقد أن المواطن العربي‮ ‬يعيش في‮ ‬أزمة في‮ ‬عدد من الأقطار العربية والسبب في‮ ‬هذه الأزمة راجع إلى القوى الإسلامية التي‮ ‬تضع عراقيل متعددة تمنع من خلالها الإرادة الشعبية من الظهور وتحول المجالس المنتخبة إلى مزارع خاصة بها بدلاً‮ ‬من أن تكون هذه المواقع تجسيداً‮ ‬للوحدة الوطنية وهي‮ ‬كذلك تعمل على تغييب العديد من القوى السياسية والاجتماعية،‮ ‬وإذا لخصنا عراقيل الإسلاميين‮ ‬يمكن إيجازها بالاتي‮:‬
أولاً‮: ‬عراقيل لمنع وصول المرأة إلى المجالس المنتخبة أو المناصب القضائية‮.‬
ثانياً‮: ‬عراقيل لمنع وصول القوى الوطنية إلى المجالس المنتخبة أو المراكز القيادية بالدولة‮.‬
ثالثاً‮ : ‬عراقيل طائفية لمنع التمثيل للطوائف والمذاهب التي‮ ‬تشكل أقليات في‮ ‬الوصول إلى المجالس المنتخبة‮.‬
ولكن في‮ ‬مقابل ذلك تعمل بعض الحكومات في‮ ‬العالم العربي‮ ‬بطريقة انتهازية عن طريق قيامها بوضع عراقيل متعددة ضد القوى الوطنية والتقدمية لصالح القوى الطائفية والقبلية والعشائرية بل تكون سعيدة جداً‮ ‬بانتصاراتها حيث تجد لنفسها مكاناً‮ ‬وسيطاً‮ ‬بين الطوائف لذلك هم‮ ‬يشجعون القوى الطائفية على الانتصار ويدعمونها ويقدمون لها الملايين ويزودونها بالدعاة من مختلف بقاع الأرض بينما‮ ‬يضعون العراقيل المختلفة ضد القوى الوطنية لمنع وصولها إلى المجالس المنتخبة‮.‬
فالمواطن العربي‮ ‬يقع بين فكي‮ ‬كماشة تتكون من القوى الإسلامية الطائفية والتكفيرية والحكومات القمعية التي‮ ‬يستشرى فيها الفساد حتى النخاع ومن هنا تكون الحاجة ملحة في‮ ‬هذا التوقيت لقيام تيار وطني‮ ‬يعيد قراءة الساحة الوطنية في‮ ‬كل قطر عربي‮ ‬بعيون وطنية وليس طائفية ومسار‮ ‬يحقق شعار الوطن للجميع وليس للطوائف أو التشكيلات الفئوية والعشائرية‮.‬
فلا‮ ‬يمكن الخروج من هذه الكماشة إلا بوجود هذا التيار القادر على صياغة نفسه فكرياً‮ ‬وتنظيمياً‮ ‬وسياسياً‮ ‬وبدون ذلك فان الحالة الحالية سوف تستمر ويبقى المواطن العربي‮ ‬ضائعاً‮ ‬بين قمع و انتهازية حكومات وعوائق القوى الاسلاموية التي‮ ‬حولت المجتمع في‮ ‬كل قطر عربي‮ ‬إلى مجتمع‮ ‬يقتصر على شريحة حزبية قد تكون هي‮ ‬الإخوان المسلمين أو السلفية الجهادية أو جماعة التكفير والهجرة أو ‮٠٠٠ ‬الخ‮.‬
بل إن العالم العربي‮ ‬أصبح حالة‮ ‬غريبة في‮ ‬الجوانب الاقتصادية أيضا مع الأطروحات التي‮ ‬تحاول أسلمة قوانين الاقتصاد وقيام الحكومات بالاستجابة لها على حساب الوطن واستقرار المواطن،‮ ‬و كذلك الجوانب الاجتماعية عندما تذعن الحكومات لقوى الإسلامية وتمنع قانون الأحوال الشخصية أو تستخدمه كفزاعة للحصول على مكاسب من الإسلاميين دون أن‮ ‬يكون هناك جدية في‮ ‬العمل على انجازه‮.‬
أصبحت حياة المواطن العربي‮ ‬السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأسرية والصحية تحت مجهر وعراقيل الإسلاميين والحكومات القمعية أو الفاسدة فلا‮ ‬يمكن الخروج على هذه المعادلة بدون أن‮ ‬يكون هناك مشروعاً‮ ‬وطنياً‮ ‬للقوى‮ ‬غير الطائفية تعمل من خلاله على طرح رؤية وطنية جامعة على قاعدة الوطن للجميع‮.‬
وكل ذلك التخبط من وجهة نظر المواطن واحتجاجاته لم‮ ‬يمنع ذلك الزواج المؤقت بين الإسلاميين والحكومات من العمل بل ان الأخطر هو عندما‮ ‬يسيطر الإسلام الطائفي‮ ‬والفئوي‮ ‬على الحكومة ويحدث الانصهار فيصبح المواطن العربي‮ ‬أمام انتهازية مفرطة باسم الإسلام،‮ ‬فهاهي‮ ‬حركة حماس التي‮ ‬كانت ترغب برمي‮ ‬اسرئيل في‮ ‬البحر في‮ ‬خطاباتها الحماسية أصبحت بعد سيطرتها على‮ ‬غزة ترغب بالسلام والهدنة مع إسرائيل‮ !!.‬
ولكن ثمة كلمة لا بد من قولها وهي‮ ‬أن الحركات الإسلامية مهما كانت موالية أو معارضة فهي‮ ‬لا تبني‮ ‬أوطاناً‮ ‬للجميع بل هي‮ ‬في‮ ‬نهاية المطاف تبني‮ ‬أوطاناً‮ ‬للطوائف أوالمذاهب أودعاة التكفير وأما بعض الحكومات العربية القمعية فهي‮ ‬كذلك لا تبني‮ ‬أوطاناً‮ ‬للجميع ولكن تبني‮ ‬عشاً‮ ‬للفاسدين والمتملقين والمرتشين ودعاة الانتهازية والمتاجرين بالعمل السياسي‮ ‬لمصالحهم الخاصة فمتى‮ ‬يتخلص المواطن من هذه الكماشة؟‮.‬








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت




.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا