الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مكانة فريضة الحج في الثقافة الامازيغية

المهدي مالك

2007 / 12 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ساهذي هذا الموضوع المتواضع الى الاستاذ محمد مستاوي الذي احبه و له احترام كبير بالنسبة لنا كمناضلين جدد.
اولا احب ان انوه بمجهودات قناة السادسة الخاصة بالشان الديني التي بدات تقدم برامج التوعية الدينية في امور الحج باللغة الامازيغية و يعد هذا تقدما هاما في سياق اعتراف بوجود بعد ديني لدى الامازيغيين.
مقدمة
ان الكثير من الناس يعتقدون بان الهوية الامازيغية ليس لها بعد ديني نهائيا بل يذهب البعض الى اعتبارها تتعارض مع الدين الاسلامي جملة و تفصيلا و هذا الاعتقاد الخاطئ راجع الى مجموعة من الاسباب الموضوعية التي شرحتها في كتابي مثل اكذوبة الظهير البربري الخ , و كما شرحت بان الهوية الامازيغية لها بعد ديني ضخم لكنه غير معروف لدى العامة من الناس بسبب ممارسات الحركة الوطنية القمعية تجاه الامازيغية كبعد ثقافي و كبعد ديني, و ساتطرق في هذا الموضوع الى مكانة فريضة الحج العظيمة في ثقافتنا الامازيغية في منطقة سوس.
و قبل الدخول الى صلب الموضوع لا باس ان نقف وقفات تاملية مع فريضة الحج فاقول
ان الحج يعتبر ركنا عظيما في ديننا الاسلامي لانه يحمل اسمى معاني الوحدة الاسلامية و المساواة بين المسلمين حيث يجتمعون من كافة ثقافات العالم حول صعيد واحد و نشيد واحد و لباس واحد و الذي هو الاحرام الذي يذكرنا بيوم القيامة,و الحج له معاني عميقة مثل تقبل الاختلاف الثقافي و اللغوي داخل الدائرة الاسلامية و نبد التكفير الفكري و المذهبي و السعي الى الحوار السلمي و غيرها من هذه المعاني الضرورية في واقعنا الاسلامي المعاصر و هذا الواقع يتحدث عن انتشار مرض التكفير و التطرف الاصولي الذي نصب نفسه مدافعا عن الاسلام و قضاياه المتعددة بقتل الابرياء و قمع كل من ينادي الى اقامة الديمقراطية و تطبيق العلمانية الاسلامية كما اسميها الخ.
ان الثقافة الامازيغية امنت منذ عصور غابرة بالاعتقاد الروحي حيث عبد الامازيغيون اشياء من الطبيعة كالشمس و القمر ثم دخل الامازيغيين الى الديانة اليهودية ثم المسيحية ثم الى الديانة الاسلامية بمعنى انهم لم يعرفوا عبادة الاصنام الحجرية و لم يعرفوا بعض التقاليد الجاهلية كتحقير النساء و جعلهن يعملن في البغاء الخ كما هو الحال بالنسبة لجزيرة العرب, حيث كانت المراة الامازيغية تحكم بلاد تامزغا .
ان مكانة فريضة الحج في ثقافتنا الامازيغية هي مكانة كبيرة و خصوصا في منطقة سوس بحيث سنجد العديد من المعطيات كاهتمام فن الروايس بهذه الفريضة العظيمة بشكل كبير ربما اكثر من الموسيقى الاندلسية نفسها لان فن الروايس اجتهد في التعريف باركان الحج الى الذين لا يعرفون الا لغتهم الامازيغية و من هذا المنطلق يظهر اهمية فن الروايس في نشر الثقافة الاسلامية المغربية في صفوف عامة الناس و خاصتهم بمعنى اننا كمغاربة نملك تراث ديني ضخم لكن بعضنا لا يعرفه او يتجاهله لاسباب ايمانه الشديد بشعار العروبة و الاسلام او اسلام الحركة الوطنية كما اسميه و مباركة كل ما ياتي من المشرق او الغرب على حد السواء , كما ان من الواجب علينا كمغاربة اولا و اخيرا ان نعرف تراثنا المغربي المتعدد حق المعرفة فالكثير منا لا يعرف قيمة اغاني الروايس الحجازية كاغنية الحاج المهدي بن مبارك التي اعطت وصفا تدقيقا لاركان الحج و اقول ربما لا يوجد هذا الوصف التدقيق في الطرب الاندلسي المحترم الذي يعد تراثا مغربيا لا غير و تعلمون قصدي جيدا.
ان فريضة الحج لها مقام كبير في التقاليد الامازيغية حيث نجد في سوس احتفالا يسمى بتامغرا ن الحج أي عرس الحج و يقام هذا الاحتفال ذو البعد الديني و كذلك ذو البعد الفني بعد رجوع الحجاج الى ارض الوطن , في هذا السياق اتذكر قليلا عندما رجعت جدتي فاظمة الى الوطن الام في صيف 1990 و انذاك مازلنا نسكن في الدار البيضاء و ذهب ابي لاستقبالها في مطار المسيرة باكادير ثم الذهاب معها الى قريتنا اسك حيث يقام هذا الاحتفال البهيج و اتذكر ان ابي سجل احواش في شريط صوتي و هذا الرقص يعد عادة عندنا في سوس بمثل هذه المناسبات خلافا لما يقوله بعض فقهاءنا المحترمين بان احواش يعتبر حراما ,
و هناك تقاليد اخرى مثل قراءة القران كاملا من طرف طلبة العلم الشرعي و استقبال الناس للحجاج في البوادي السوسية قصد السلام عليهم و التبرك بقدومهم من الديار المقدسة المحتضنة لتاريخنا الاسلامي و اجساد عظماء هذه الرسالة كالنبي الكريم و خلفاءه الكرام .
و اتذكر جيدا عندما رجعت جدتي يامنة من الحج كان يوم الثلاثاء 14 ابريل 1998 و كنا كاطفال فرحين بهذا الحدث السعيد و كانت العائلة الكبيرة حاضرة في بيتنا المتواضع قصد الاستعداد و التحضير ما هو ضروري من الطعام و الشراب الخ , و في مساء ذلك اليوم المبارك ذهبت العائلة الى المطار لاستقبال جدتي و كنت في البيت انتظر حتى غالبني النوم فنمت حتى حين سماعي اصوات السيارات فاستيقظت و ذهبت الى تامصرت أي غرفة الضيوف للسلام على جدتي و بعد جلوسنا معها قليلا تناولنا العشاء الذي كان فاخرا و في اليوم التالي تم توزيع بروك ن الحج كما يسمى عندنا , و بعد بعض الايام ذهبت العائلة مع جدتي الى قريتها تديلي قصد الاحتفال بتامغرا ن الحج .
و اتذكر جيدا رجوع ابواي الكريمين من الديار المقدسة في يوم الجمعة 24 مارس 2000 لكني كنت انذاك
غارقا في ظروفي الحساسة كمعاق .
و خلاصة بان فريضة الحج لها مكانة كبيرة في ثقافتنا الامازيغية التي قدمت خدمات جليلة للاسلام كدين و كحضارة و كثقافة لكن اغلب الحركات الاسلامية لا تعترف بهذا بل تعتبر الامازيغية فتنة اجنبية تعود الى عهد الاستعمار و اتهام كل ما هو امازيغي بانه ضد الاسلام كدين و كشريعة و نتساءل متى سنسمع اغنية الحاج المهدي بن مبارك في قنواتنا التلفزيونية .....
و في الختام اتمنى لكل المناضلين الامازيغيين و كافة المغاربة عيد مبارك و كل عام و انتم بخير

هذا اهذاء مني اليكم
http://www.dailymotion.com/related/2178850/video/x14p1m_raiss-lhaj-mohmed-albensir_music








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القوى السياسية الشيعية تماطل في تحديد جلسة اختيار رئيس للبرل


.. 106-Al-Baqarah




.. 107-Al-Baqarah


.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان




.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_