الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الاضاحي والعاب المراح
فيليب عطية
2007 / 12 / 21العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
تشكل التضحية بانسان أو حيوان أو طير واحدة من اقدم الممارسات الشعائرية للانسان علي ظهر الارض ، لكنها في الاغلب الاعم كانت تتم لاحد الاسباب التالية :
1- الاعتقاد بوجود قوة سحرية في الضحية ، وعلي هذا فان قتلها وتسميد الارض بها يؤدي الي انتقال تلك القوة وهكذا يمكن الانتفاع بها .
2- كطقس تشاركي لكل افراد القبيلة في وجبة واحدة لكائن واحد ، ويكون هذا عنوانا لاتحاد روح القبيلة التي تجمع شمل ابنائها في وحدة واحدة .
3- كمرضاة للاله : وهذا الشكل هو الاكثر تطورا في المجتمعات التي تخطت دور البدائية ، ولم يقتصر علي التضحية بالحيوانات ، بل امتد ليشمل ايضا اول نتاج المحصول ، واول كأس من زجاجة النبيذ وغيرها من الممارسات التي نجدها في اشعار هوميروس الدافقة .
لكن الغريب في الامر ان يتقدم الاله نفسه للمطالبة بحقه ، وهو هنا لن يطالب بفرخة وجوزين زغاليل ، بل سيطالب بذبح الابن نفسه ! وبالطبع لن يقف أحد ليتأمل همجية الامر ، مادام الاله نفسه قد هان ولان ، وسرته الطاعة في التنفيذ ، فتراجع عن مطلبه وفداه بذبح عظيم !!!
اي مجتمع من المجتمعات الافتراسية يسمح للامور أن تتطور الي هذا الحد تحت دعوي الطاعة ، والطاعة العمياء الصماء ...ان لم يكن مجتمعا أهوج يفتقر الي ابسط مقومات المجتمع التي عرفها الجنس البشري ؟ في الكثير من المجتمعات كانت سلطة الأب مطلقة ،لكنها لم تصل الي درجة افتراس الابناء أو طبخهم في غلاية كما نجد في حكايات ستنا الغولة ، فلم تكن تصرفات الانسان شأنه شأن الحيوانات الاخري تحكمها الافكار المريضة ، بل كانت تحكمها سلسلة طويلة عريضة من الهرمونات ونوازع البقاء ، وعندما بدأ المجتمع البشري في التشكل تدخلت قوانين المجتمع نفسه لتحكم حركة الافراد ، اذن في اي مجتمع بشري يستحق أن يحمل هذا الاسم لايمكن أن توجد مطالبات زمخشرية تطالب بذبح الابن ، ونجد انفسنا علي الفور امام سؤال ملح : أنحن امام نفسية مرضية أم امام عقلية طفولية ؟
اعتقد أن كلا الاحتمالين واردين ، فالقبائل اليهودية الجوالة صاحبة الفضل الاول في اختراع الحكاية يحفل تاريخها بالممارسات النفسية الشاذة ، لكن الارجح بالنسبة الي القبائل العربية التي استوحت الحكاية ونقلتها من اسحق الي اسماعيل أننا امام عقلية طفولية ، فالطفل وحده هو القادر علي الايمان بالعاب الفيديو ومسلسلات الكارتون.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم
.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله
.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط
.. 102-Al-Baqarah
.. 103-Al-Baqarah