الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن الاحتلال الوطني، الكوت نموذجا...!

محسن صابط الجيلاوي

2007 / 12 / 29
المجتمع المدني


كلنا يعرف تلك الحقيقة المؤلمة والمطلقة والواضحة أن العراق بلد محتل من الشمال إلى الجنوب، كل ذرة تراب تحمل وطأة أحذية الغرباء، نحن نتقاسم علقم ومرارة تلك الكرامة الضائعة بالتساوي، ذلك هو إحساس ملايين من العراقيين الذين لازالوا يحملون شرفا وضميرا ولكن ليس أولئك الذين باعوه ويبيعوه يوميا بلا حد أدنى من الخجل ومن الاعتبار، بلد يزوره شعيط ومعيط من قيادات الصف العاشر لدول الاحتلال دون أن تعرف الدولة العراقية من أين أتوا وأين حطوا، بلد يدخله القتلة من كل زاوية وحدب وصوب، بلد سرقت وتسرق موارده وثرواته بشكل سافر وعلني...، هل هذه هي الكرامة التي كانت تنشدها أمّة عظيمة بعد سفر من تاريخ مشع بالحضارة والعطاء، وهل بقى لهذه الأحزاب التي تتنازع على الكراسي والموائد والنهب محط أدنى احترام من ملايين العراقيين الذين شبعوا تهجيرا وفقرا وذلا...؟؟

لم يعد مخفيا أو مطليا على أحد اليوم شكل الاحتلال ودوافعه وبرنامجه في تحطيم الدولة العراقية وفي خلق ما يسمى الفوضى المنظمة التي تتيح للأجندة الموضوعة أن تتحقق وأن نعيش تحت واقع الهيمنة إلى ابد الآبدين..فنحن اليوم عشائر وملل وأفخاذ وعوائل وبلطجيات وعصابات وأحزاب وطوائف وقوميات..أما الغائب وسط ذلك هو العراق، الدولة العراقية، احدى هذه التجليات هي شكل (الاحتلالات) الصغيرة لملكيات الدولة العراقية، فالمحتل سيطر على العراق أرضا وسماء وخيرات..اما صغار الأحزاب فركضوا على الفتات وعلى اخرما تبقى عبر سرقة مؤسسات الدولة العراقية بكل ما تحتويه من وثائق ومستندات ومباني وحدائق وأثاث وخزائن وأسرار في محاولة لخلط الحابل بالنابل وضياع حقائق كان لها أن تكون ملك الناس والقانون والتاريخ والبحث في معرفة حقيقة النظام السابق وفي معرفة دوافع النهب الذي تعرضت له الدولة العراقية برمتها عشية إسقاط النظام الدكتاتوري....ففي مدينة الكوت مثلا سيطر حزب الدعوة على بيت المحافظ، والمجلس الأعلى سيطر على أكبر مركز دراسي للتدريب المهني للغزل والنسيج، والحزب الشيوعي على نادي الموظفين..وهذه البنايات هي من أكبر المعالم في مدينة الكوت، وما يشابه ذلك موجود في كل مدينة عراقية مما يعني أن هناك الآلاف من البنايات والمؤسسات وقعت تحت أيدي الأحزاب أو حتى أحيانا تحت أيدي أفراد من الذين يستقوون بمليشيات أحزابهم، ويشكل استمرار التواجد فيها حد اللحظة استهتارا حقيقا لم يعد مقبولا لدى أي عراقي على وعي بخلفيات هذه الجريمة الجديدة التي جاءت مع ثقافة جديدة دخلت مع المحتل وأزلامه في التجاوز على ممتلكات وطن بلا وجه حق وعبر غطاء أجوف من التبريرات التي أسقطها الزمن...وتشكل قيمة هذه البنايات ثروة كبيرة مسروقة علنا وجهارا...المطلوب اليوم من الدولة العراقية التي تدعي ليل نهار كونها مستقلة وتطبق القانون على الجميع أن تعيد هذه المؤسسات إلى صاحبها الشرعي( الدولة ) ذاتها كونها جهاز مستقل، وأن يجري استثمارها لكي تعطي موارد وأموال إضافية لخزينة الدولة دون سواها والتي يحتاجها العراق اليوم بشكل ماس من اجل إعادة البناء والأعمار الذي يرنوا ويتطلع له ملايين من العراقيين الذين يعيشون تحت مستوى خط الفقر حيث لا سكن ولا عمل..كما من الضروري تفعيل وإيجاد قانون للأحزاب ديمقراطي يجعل من موارد ومقار وتمويل هذه الأحزاب ضمن إطار قانون واضح ومنظم ومعروف يبعدها عن الارتباطات المشبوهة سواء كانت داخلية أو خارجية ويعطيها الدعم وفق حجمها ونفوذها المعروف وفق آليات ديمقراطية تنسجم مع شكل ونسيج دولة حقيقية ونشطة يناضل من أجلها الجميع...!
نضع هذه المشكلة أمام محافظ الكوت وأمام أنظار كل مسئول سواء في المحافظة أو الحكومة لاتخاذ الإجراءات العاجلة لإعادة الحق إلى صاحبه الشرعي كي تكون الكوت أو مدينة عراقية خالية من أي رمز للمحتل الوطني البغيض أيضا..!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بانتظار تأشيرة للشرق الأوسط.. لاجئون سودانيون عالقون في إثيو


.. الأمم المتحدة تندد بـ -ترهيب ومضايقة- السلطات للمحامين في تو




.. -جبل- من النفايات وسط خيام النازحين في مدينة خان يونس


.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان




.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي