الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إسرائيل وتناقض القرآن.

أيمن رمزي نخلة

2008 / 1 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مَن يتدبر القرآن يجده مليء بالمتناقضات. ناهيك عن الأمور المُعادة والمكررة بأكثر من طريقة، أو بنفس الكلمات.
والذي شدني لمعرفة هذا التناقض في القرآن من جهة بني إسرائيل هو الحلقات التي يعدها ويقدمها وائل الإبراشي في برنامجه عن المهاجرين الغير شرعيين إلى إسرائيل، أو المرتبطين بإسرائيليات. لقد وجدت أن كلمات الضيوف كلها مليئة بالعداوة والكراهية لدولة إسرائيل. فكيف نرتبط نفسياً وعاطفياً ـ كما يقولون ـ بدولة الأعداء؟ ودائماً ما يلجأ الضيوف لأهم استناد لهم وهو قول القرآن الصريح: "لتجدن أشد الناس عداوة للذين أمنوا اليهود".

وبالرغم من أن السياسة العامة للدول العربية، وتبادل المصالح للمسئولين هي التعامل الخفي مع دولة إسرائيل، إلا أن الأغاني التي تُذاع هي الدعوة لكراهية دولة إسرائيل.

من الأمور العجيبة التي تجدها في القرآن ذلك التناقض الصارخ في تعامله مع بني إسرائيل. تارة يوصي إله القرآن محمد بإتباع كتابهم. وتارة يحذره من إتباعهم حتى لا يجذبوه ورائهم نحو الكفر ويشككوه في ذات الإله الواحد، لأنهم يتخذون آلهة أخرى.

قمة التناقض مثلاً تظهر في دعوة إله محمد له بأن يسأل أهل الكتاب. وتارة يحذره من كونهم يُخفون الحق.

تارة يتحدث إله محمد عن كتب السابقين بأنها هدي ونور. وتارة يُعطيه كتب أخرى بديلة عن الهدي والنور الحقيقي الذي أعطاه نفس إلهه لبني إسرائيل والمسيحيين الذين سبقوه.

مظاهر التناقض كثيرة ومتباينة، والباحث بتفكير في القرآن ليجدن المتناقضات بين السور المكية بعضها البعض في محاورات محمد مع اليهود، وفي السور المدنية في استعراض القوة من محمد لليهود بعد هجرته.

أشد مظاهر التناقض المتعلقة باليهود تظهر في المواقف التالية:

أولاً: حين ينادي القرآن قائلاً:

"يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ". البقرة 40

ويليها قوله:
"يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (47)"

ويكرر نفس الكلمات في نفس سورة البقرة 122:
"يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (122)"

وهذه الجمل السابقة نزلت في المدينة كما تقول كتب أسباب النزول، لكنها كُتبت في بداية القرآن. لأن سور القرآن رُتبت طبقاً لطول السور.

ثانياً: تأتي بعد هذه الجمل في ترتيب سور القرآن الموجود بين أيدينا، لكن تسبقها في النزول على محمد الجمل التالية:

"وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلَا تَكُن فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَائِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ" سورة السجدة 23

ويتكرر نفس المعنى بكلمات قريبة قائلاً:

" ولقد أتينا موسى الهدى وأورثنا بني إسرائيل الكتاب". سورة غافر 53

ثالثاً: يكرر نفس المعنى ويضيف كلمات وأفكار جديدة قائلاً:

وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ ". سورة الجاثية 16


والسؤال المنطقي، ما هي الحاجة لوجود محمد ورسالته ونصر إلهه له بالرعب ـ كما جاء في الأحاديث الصحيحة على لسان محمد نفسه ـ بعد أن أعطى الإله البشرية كتاب به الهُدى والنور وكان أتباع هذا الكتاب ـ بني إسرائيل ـ مفضلين على العالمين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

وما هو الجديد الذي يمكن أن يقدمه محمد والإسلام للبشرية بعد أن أعطى الإله الحق لموسى وبني إسرائيل؟

سؤال، بل وأسئلة كثيرة حائرة. لكن ليس الآن مجال مناقشتها!!!

لكن الواضح للإنسانية أن تأثير المتناقضات في القرآن فاق الوصف وهو المستخدم في العمليات الإرهابية التي يستخدمها الإرهابيين الإسلاميين في عملياتهم بأمر القرآن: قاتلوا، واقتلوا، واعدوا لهم ما استطعتم، وارهبوا عدو الله، وغيرها من كلمات الكراهية ودعوة الإيمان بالرعب.

وتجد مدعي السلام في غير مكان ووقت القوة يستخدمون الآيات التي تحوي دعوة السلام. بينما في أوقات أخرى يستخدم آخرون آيات القتال حين يشتد ساعد الحرب والإرهاب.
إنه حقاً قرآن المتناقضات!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

؟؟؟

رابعاً: ما هو التناقض بعد هذا التكرار المتزايد سواء بنفس الكلمات، أو بكلمات مختلفة؟
التناقض الخاص ببني إسرائيل تجده في سورة المائدة والجملة 82 حين يقول إله محمد له:

"لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ....".

من فضلك عزيزي القارئ، لا تندهش أمام هذا التناقض الصارخ. فكيف يرزقهم إلههم الهُدى والنبوة والحُكم، ويفضلهم على العالمين وينعم عليهم النعم. ويعطيهم هذا الإله كتاباً ليكون نبراساً لهم فيه الحكمة والنور، وبعد ذلك يكونون أشد الناس عداوة للذين أمنوا؟؟؟؟؟؟

إلا إذا كان هؤلاء المؤمنين ـ المسلمين ـ يؤمنون بإله غير حقيقي مُرعب جبار يريد أن يؤمن الآخرين به عنوة وإذلالاً؟

إنه سؤال.

• بني إسرائيل كان معهم كتاب مُنزل من عند إلههم. فيه الهدي والنور والحكمة والبينة. نزل الكتاب الذي مع بني إسرائيل وبه شريعة متكاملة استمرت مئات السنين قبل مجيء المدعو محمد المنصور رُعباً، فما حاجتهم لـ "مُحمد" هذا ورسالته؟
• وما الذي يجعل بني إسرائيل أهل الكتاب السماوي أعداء لشخص محمد وأتباعه الذين لم يكن يملكون كتاب منير ولا معجزات تبرهن على صحة دعوى محمد هذا ورسالته؟
• اتُهم محمد من بعض أتباعه وأقاربه قائلين: إن ما أتى به محمد ما هو إلا من أساطير الأولين! فما الذي يضير بني إسرائيل في ذلك وهم أهل كتاب سماوي لا يأتيه الباطل من بين يديه؟

؟؟؟؟؟؟؟

إنه التناقض القرآني. إنه فكر الكراهية لكل المختلفين مع محمد ورسالته. إنه العنف في مواجهة كل مَن لا يؤمن برسالة محمد الإرهابية. إنه الرسول المميز ـ عن الرسل السابقين له كما قال ـ بأنه نُصر بالرعب.

إن التناقض القرآني هو سبب الكراهية التي تملأ برامج القنوات العربية والإسلامية من ناحية إسرائيل، وكل المختلفين مع المسلمين في العقيدة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تكوين- بمواجهة اتهام -الإلحاد والفوضى- في مصر.. فما هو مركز


.. الباحثة في الحضارة الإسلامية سعاد التميمي: بعض النصوص الفقهي




.. الرجال هم من صنع الحروب


.. مختلف عليه| النسويّة الإسلامية والمسيحية




.. كلمة أخيرة - أسامة الجندي وكيل وزارة الأوقاف: نعيش عصرا ذهبي