الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التربية من وجهة نظر براجماتية

تركي البيرماني

2008 / 1 / 2
التربية والتعليم والبحث العلمي


3
يعتقد البراجماتيون إن التربية مجهود تطبيقي يسعى إلى ترجمه الفلسفة وفلسفه التربية إلى معارف واتجاهات وقيم ومفاهيم ومهارات سلوكية وتحو يل هذه المفاهيم إلى خبره يكتسبها المتعلمون من خلال نشاطهم الفاعل من اجل إسهامهم الجاد في إحداث نقله حضارية على المستوى الاجتماعي داخل المؤسسة وفي المجتمع. لان التربية بمفهوم دوي تربيه اجتماعيه تسعى لتنميه العمل الجمعي التعاوني وهي من أهم الأدوات التي يستخدمها المجتمع لتنمية وتطوير الحياة الاجتماعية بمفهومها الشمولي. وكان للتربية البراجماتيه تأثيرها الواسع على النظم التربوية في العديد من دول العالم وفي مختلف القارات. ويوجد عدد قليل من العاملين في الحقل التربوي ممن لم يتأثر بها أو لم يسمع عنها شيئا. ومن مفاهيمها الشائعة التربية هي الحياة وليس إعداد للحياة.ومن متطلبات الحياة تواصل الخبرة بين جيل الكبار والصغار وبين المدرسة والمجتمع وهناك حاجه ماسه للتربية لوجود هوة كبيرة بين خبرة الكبار وخبرة الصغار.مما يتوجب على التربية سد الفجوة بين الخبرتان. وتزداد المشكلة تعقيدا في الوقت الراهن نتيجة للانفجار المعرفي الهائل وفي مختلف حقول المعرف. لهذا يعرف دوي التربية بأنها عملية نمو وتطور في نطاق الخبرة وعن طريقها وفي سبيلها.350:4 وجودت الخبرة تعتمد على عملية التفاعل بين المتعلم والموقف. وبالتالي فان محور العملية التربوية هو المتعلم وحاجاته إضافتا إلى الأهداف الاجتماعية والسياسية والثقافية والقيمية المتمثلة بخبرة الكبار وما التربية الاعملية تفاعل دينامي لهذه العوامل. 41:12التربه بمفهومه أساس لأي تقدم أو تطور اجتماعي. وان أي إصلاح يتخطى هذا المفهوم ويعتمد قوه القانون والخوف من العقوبات أو من خلال التغير الخارجي أو الآلي هو تغير وإصلاح ترقيعي عابر لاقيمه له.التغير الحقيقي يأتي من خلال التربية وما تخلقه من أجواء المشاركة والعمل الجمعي وجعل المدرسة مكانا للعيش المشترك يعمل فيه الجميع كزملاء من اجل هدف مشترك نشر الديمقراطية لهذا سمية بالتربية الدمقراطيه والتي تهدف إلى تنميه الوعي الاجتماعي من خلال انفتاحها على المجتمع المحلي. أضافه لهذا الدور الاجتماعي لم تنسى التربية البراجماتيه أهمية تنمية فردية المتعلم من خلال اهتمامها بحاجاته وميوله واتجاهاته باعتبارها أساس الحياة الصالحة.وان هذه الحياة لا تتحقق بالتعليم والنصائح والتوجيهات الفردية فحسب بل بتأثير بعض من صور الحياة الاجتماعية وحياة النظم المؤسساتية في ذلك المجتمع لذلك دعى إلى ربط المدرسة بالحياة وانشأ المدرسة التجريبية في شيكاكو من اجل تطبيق مفاهيمه التربوية. وأكد على أهمية توازن الخبرة اعتقادا منه إن مثل هذه الخبرة لها دورها في بناء الشخصية المتوازنة لان التوازن في الشخصية لا يتحقق الأمن خلال تواز الخبرة وتماسكها وهذا يعتمد على مبدأي التفاعل والاستمرارية وهذان المبدآن متلازمان لا يفترقان ويمثلان التنظيم الأفقي والعمودي للخبرة.لان كل خبره فاعله هي استمرار لخبره سابقه ومهيئة لقبول خبره لاحقه أكثر عمقا وسعه.لهذا عرفة التربية بأنها عملية نمو وتطور.51:10 وهذا المفهوم لا يتحقق إلا إذا استطاعت المدارس إيجاد خبرات حيه قادرة على حفز الخبرات اللاحقة ودفعها إلى التجديد والابتكار والإبداع.23:10 وهذا يتطلب وجود مناخ يتسم بالحرية بعيدا عن أجواء الاستلاب والقهر التي تشيعها التربية التقليدية. والتي تحد من الحراك الاجتماعي ومن النقلة الحضارية فالمدرسة بالمفهوم البراجمتي مكان تسوده الحرية ويعيش فيه المعلم والتعلم والعاملون الآخرون كزملاء متعاونين من اجل إشاعة الدمقراطيه من خلال الحوار وتبادل وجهات النظر لان الحوار هو من أهم مبادئ الديمقراطية. والمدرسة هي المكان المؤهل لإرساء مبادئ الديمقراطية وان المدرسة الناجحة شكل صادق من إشكال تنظيم الحياة الاجتماعية الفاعلة. وليس مجرد مكان يلتقي فيه الطلبة لتلقي المعلومات بل على المدرسة إن توسع مناشطها لتحتوي على اغلب الفعاليات الحياتية التي تجري خارج جدرانها. ولتحقيق ذلك إنشاء مع زوجته المدرسة التجريبية عام 1896 والمرتبطة بجامعة شيكاكو.385:5 وهناك عنصران محركان للتربية البراجماتيه، الأول عنصرا نفسيا يتعلق بحاجات المتعلمين ويعد الركيزة الاساسية للتربية البراجماتيه وان تنصب جهود التربية على مناشط المتعلم وبعكسه تتحول التربية إلى ضغط خارجي يؤدي إلى اضطراب الشخصية ويعرقل نموها الطبيعي. والثاني يتعلق بحاجات المجمع وان من مهمة ألمدرسه خلق التوازن بينهما وان إهمال احدهما سيضر بالعملية التربويه ويحول دون تحقيق أهدافها.

أهداف التربية البراجماتيه
تعد الأهداف من المدخلات الأساسية للتربية لا بل هي المحرك الرئيس لهذه العملية لهذا يجب إن تصاغ الأهداف وفقا للأسس العلمية ويجب التحقق من صحة هذه الأهداف وفقا لمعايير الهدف الجيد ومع اتفاق العاملون في الحقل التربوي على هذه المفاهيم إلا أنهم يختلفون في تعريف الهدف. فجون دوي على سبيل المثال له رؤيته في تحديد طبيعة الهدف وتشخيص مفهومه فهدف التربية بالنسبة له هو عملية التربية ذاتها لان الغاية الأساسية للتربية استمرار التربية بمعنى أخر إن هدف التربية مساعدة المتعلم على الاستمرار في التعلم لكي يتمكن من مواكبة التطورات الحاصلة في الحياة بمفهومها الشمولي. وان يكون هدفها هذا ذاتي لا يفرض عليها من الخارج لان الأهداف المفروضة لا تمثل حاجه حقيقية للمتعلم ولا تستند إلى خبراته الحياتية.لذالك يدعو دوي إلى إشراك المتعلمين في تحديد أهداف التربية وتوجيه مجرياتها.لان الهدف الأساس للتربية الإسهام في خلق الإنسان الحر القادر على اتخاذ القرار ولكي يكون كذلك عليه إن يحدد أهدافه ويعمل على تحقيق اهدافه وليس أهداف غيره. ومن يعمل على تحقيق أهداف غيره لا يمكن إن يكون حرا. ويعرف أفلاطون الرقيق بأنه الذي ينفذ أهداف غيره. إما دوي فيطي لهذا المفهوم بعدا أخر. فيعرف الرقيق بأنه الشخص الذي يخضع لأهوائه الذاتية العمياء. بكلمه أخرى الرقيق هو الشخص الذي تستعبده أهواؤه.81:10 اضافة لهذا يميز بين الهدف وبين النزعة وبينه وبين الرغبة، فالهدف يبدأ بنزعه وان عدم إشباعها إشباعا مباشرا يؤدي إلى ظهور الرغبة وان كليهما لا يمكن اعتبارهما هدفا بحد ذاته. الهدف بالنسبة له غاية منظوره تتطلب تحكيم العقل بالعواقب المترتبة على مخرجات العمل. ويتطلب ذلك استعداد ورغبه وحافزيه والقدرة على التحكم بمدخلات العملية التربوية وإجراءاتها من اجل تحديد مخرجاتها. لهذا يرى دوي إن عمليه صياغة الأهداف وبنائها عمليه معقده تتطلب:
1- دراسة الظرف المحيط بهذه العملية
2- فهم وإدراك الخبرات الماضية وعلاقتها بالخبرات الراهن
3- القدرة على ا لتقويم والحكم الموضوعي
4- فهم وتشخيص الحاجات بمفهومها الواسع
على الرغم من تأكيده على إن الهدف من التربية استمرار التربية إلا انه دعى العاملين في هذا الحقل إلى تحقيق الأهداف التأليه:
1- مساعدة المتعلم على بناء شخصيه تكاملية
2- مساعدته على التعبير عن قدراته واستعداداته الذاتية
3- مساعدته على التفاعل مع محيطه بمفهومه الشمولي
4- مساعدته على مواجهة مشكلاته الحياتية وإيجاد الحلول المناسبة لها
5- أعداده لحياة مقبله من خلال تمكينه من قيادة نفسه واستخدام إمكانياته الذاتية الاستخدام الامثل ويعتقد دوي إن لا تناقض بين الحياة الحاضرة والمقبلة.وذلك لان الفعالية التي لا تستحق الممارسة لذاتها ليست مجدية في الإعداد لأي شيء أخر.17:3
6- العمل على تحسين المجتمع وتطويره
7- تنميه القدرة على ضبط النفس. يرى دوي إن إبعاد الضبط الخارجي لا يؤدي بالضرورة إلى الضبط الذاتي. لان من السهل هروب الفرد من شر إلى أخر أسوء منه.78:10 ويؤكد دوي على ضرورة التحقق من صلاحية الأهداف قبل تنفيذها من خلال المعايير ألتاليه:
1- النشاط والفعالية الذاتية: يجب بناء الهدف على نشاط المتعلم وعلى حاجاته الذاتية.
2- إن يتسم بالمرونة والقدرة على التطور
3- قابليته على تحديد الأداة القادر على تحقيق المخرج
4- عبارة الهدف واضحة ومحدده
5- يؤدي إلى خبرات ومهارات يمكن ممارستها ميدانيا
6- يسهم إسهام مباشر في تطوير مهارات وقدرات واتجاهات المتعلم الذاتية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر: لإحياء تقاليدها القديمة.. مدينة البليدة تحتضن معرض


.. واشنطن وبكين.. وحرب الـ-تيك توك- | #غرفة_الأخبار




.. إسرائيل.. وخيارات التطبيع مع السعودية | #غرفة_الأخبار


.. طلاب بمعهد ماساتشوستس يقيمون خيمة باسم الزميل الشهيد حمزة ال




.. الجزائر: مطالب بضمانات مقابل المشاركة في الرئاسيات؟