الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إبراهيم عيسى .. حين يعلم الطبرى

إبراهيم محمد حمزة

2008 / 1 / 2
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


التاريخ حين يصير لعبة
الطبرى يكذب وإبراهيم عيسى يصحح له
إن أسعدك الحظ ؛ وكنت من متابعى برنامج " فهرس " الذى يقدمه إبراهيم عيسى ، فقد فاتك بلا شك نصف عمرك إن لم تشاهد الحلقة التى أذيعت مساء يوم 13-12-2007م وناقش فيها حقيقة وجحود عبد الله بن سبأ ؛ والذى يرجع له الدور الأكبر فى مسألة الفتنة الكبرى ولكى لا نطيل ، أود اولا ان أقول إن تكذيب وجود عبد الله بن سبأ تاريخيا هو أمر تكرر عبر عشرات الكتابات حتى صار الأمر مملا ذكره ؛ غير أن إبراهيم عيسى كعادته يملك الجديد ؛ فقد رأى سيادته أن المؤرخ " الوحييييييد " الذى ذكر أمره هو الطبرى اعتمادا على رواية سيف ابن عمرالتميمى الذى هو رجل مكذوب وليس بشىء إلخ ...
مبدأ التناول التاريخى :
والقضية هنا ليست محاولة لإثبات وجوده من عدمه ؛ إنما الخطورة تكمن فى معالجة الأستاذ إبراهيم عيسى لمسائل التاريخ ؛ وهذا التأكيد الذى يؤكده وهو يقول لك : " وعبد الله بن سبأ هذا لم يذكر فى أى مرجع سوى الطبرى " ... ورغم التقدير الهائل الذى نكنه " للكاتب السياسى والمفكر بل والروائى والقاص إبراهيم عيسى أحد نجوم الكتابة الساخرة فى مصر ؛ إلا أن التاريخ يحتاج إلى شىء من التعب والعمل ، وعلى ذكر عيسى لدينا كتابات صلاح عيسى ... التى تمثل منهجا عصيا على النقد ، فى تناوله للتاريخ
إلا أن مسألة عدم ذكر اى مؤرخ لعبد الله بن سبأ شىء خاطىء تماما .. وأظن أن كتاب " الفتنة الكبرى " الذى اعتمد عليه عيسى فى إعداد الحلقة لم يقل ذلك وليس كافيا وحده ، فضلا عن هذا التحديد القاطع الصارم البتار الذى يجيده " عيسى " ويجعلك – فى عز الشتاء تضع بطيخة صيفى فى بطنك ..
الطبرى فصّل وسواه ما أنكر :
فعلى سبيل المثال فقط و يروي ابن كثير في البداية والنهاية " (190/7) ، أن أصل ابن سبأ من الروم ، فيقول : و كان أصله رومياً فأظهر الإسلام و أحدث بدعاً قولية و فعلية قبحه الله . و قال ابن عساكر في تاريخ دمشق ( 29/3) : عبد الله بن سبأ الذي ينسب إليه السبئية وهم الغلاة من الرافضة أصله من أهل اليمن كان يهودياً . ومعظم أهل العلم ينسبون ابن سبأ من جهة أبيه إلى سبأ ، فيقولون : ( عبد الله بن سبأ ) ، ومن هؤلاء البلاذري في أنساب الأشراف (3/382) ابن قتيبة في المعارف ( ص 622) و الطبري في التاريخ (4/340) وأبو الحسن الأشعري في مقالات الإسلاميين (1/86) ، والشهرستاني في الملل والنحل (1/174) ، والذهبي في الميزان ( 2/426) وابن حجر في لسان الميزان (3/290) ، وابن عبد ربه في العقد الفريد (2/405) و شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (28/483) ، وابن حبان في المجروحين ( 2/253) والجوزجاني في أحوال الرجال (ص38) و المقدسي في البدء والتاريخ (5/129) والخوارزمي في مفاتيح العلوم (ص 22) وابن حزم في الفصل في الملل والنحل ( 4/186) و الأسفرايني في التبصرة في الدين ( ص 108 ) وابن عساكر في تاريخ دمشق ( 29/3) ، والسمعاني في الأنساب (7/24) و ابن الأثير في اللّباب (2/98) ، و غيرهم الكثير . و من الرافضة : الناشئ الأكبر في مسائل الإمامة ( ص 22- 23 ) ، و الأشعري القمي في المقالات والفرق ( ص 20 ) و النوبختي في فرق الشيعة (ص 22 ).
فإن جئنا للتفصيل "فقد جاء في البداية والنهاية لابن كثير (7/183) ضمن أحداث سنة (34هـ ) ، أن عبد الله بن سبأ كان سبب تألب الأحزاب على عثمان . ثم أورده في أحداث سنة (35هـ) مع الأحزاب الذين قدموا من مصر يدعون الناس إلى خلع عثمان . البداية والنهاية (7/190 .
و يذكر شيخ الإسلام ابن تيمية ( ت 727هـ ) أن أصل الرفض من المنافقين الزنادقة ، فإنه ابتدعه ابن سبأ الزنديق ، و أظهر الغلو في علي بدعوى الإمامة والنص عليه ، وادعى العصمة له . أنظر مجموع الفتاوى ( 4/435) و ( 28/483) و في كثير من الصفحات في كتابه : منهاج السنة النبوية .
والمستشرقون أيضا :
وليس الأمر قاصرا على مؤرخى العرب فقط إنما امتد الأمر إلى المستشرقين وبين يدينا دراسات كثيرة مثل المستشرق الألماني : يوليوس فلهاوزن (1844- 1918 م ) ، يقول : ( ومنشأ السبأية يرجع إلى زمان علي و الحسن ، و تنسب إلى عبد الله بن سبأ و كما يتضح من اسمه الغريب فإنه كان أيضاً يمنياً و الواقع أنه من العاصمة صنعاء ، و يقال أنه كان يهودياً ) . في كتابه : الخوارج والشيعة ( ص 170-171 ) .
والمستشرق : فان فلوتن ( 1866- 1903 و المستشرق الإيطالي : كايتاني ( 1869-1926 م ) 4 - المستشرق : ليفي ديلافيدا ( المولود عام 1886م ) ، حيث مرّ بعبد الله بن سبأ و هو يتحدث عن خلافة علي من خلال كتاب أنساب الأشراف للبلاذري . المستشرق الألماني : إسرائيل فريدو المستشرق المجري : جولد تسيهر و رينولد نكلس ( 1945م ) ، يقول في كتابه تاريخ الأدب العربي (ص 215 ) : ( فعبد الله بن سبأ الذي أسس طائفة السبأيين كان من سكان صنعاء اليمن ، و قد قيل إنه كان من اليهود و قد أسلم في عهد عثمان و أصبح مبشراً متجول . وداويت . م . رونلدسن و المستشرق الإنجليزي : برنارد لويس وغيرهم .
أما مسألة أن " سيف بن عمر " هو الوحيد الذى روى هذه الحادثة فهو امر ليس سليما مطلقا ، وفى رواية " ابن عساكر وحده الرواية الأولى : ذكرها ابن عساكر بسنده إلى الشعبي ، قال : أول من كذب عبد الله بن سبأ . الرواية الثانية : ذكرها ابن عساكر بسنده إلى عمار الدهني والرواية الثالثة : ذكرها ابن عساكر بسنده إلى زيد بن وهب عن علي قال : ما لي و ما لهذا الحميت الأسود ؟ . الرواية الرابعة : ذكرها ابن عساكر بسنده إلى شعبة عن سلمة قال : قال سمعت أبا الزعراء يحدث عن علي عليه السلام قال : ما لي وما لهذا الحميت الأسود ؟ . الرواية الخامسة راويها شعبة عن سلمة بن كهيل عن زيد والرواية السادسة : ذكرها ابن عساكر بسنده إلى سلمة بن كهيل عن حجية بن عدي الكندي الرواية السابعة : ذكرها ابن عساكر بسنده إلى أبو الأحوص عن مغيرة .راجع تاريخ دمشق لابن عساكر ( 29/ 7-10(.
وإن كان " مؤرخنا الفخم " إبراهيم عيسى ينهى حلقته هازئا بنا كعادته قائلا – باللفظ – يعنى من زمان قوى وإحنا بنخرف وبندور على حجة ...... " فعلا .. من زمان قوى " وإحنا بنخرف " . صدقت .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتماع مصري إسرائيلي أميركي مرتقب بشأن إعادة فتح معبر رفح| #


.. المتحدث باسم الخارجية الأميركية لسكاي نيوز عربية: الكرة الآن




.. رئيس مجلس النواب الأميركي يعلن أن نتنياهو سيلقي كلمة أمام ال


.. أربعة عشر متنافسا للوصرل إلى كرسي الرئاسة الإيرانية| #غرفة_ا




.. روسيا تواصل تقدمها على جبهة خاركيف وقد فقدت أوكرانيا أكثر من