الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاندفاع القومي والطائفي والفئوي ظاهرة غريبة في عراق ما بعد الاحتلال

عبد العالي الحراك

2008 / 1 / 3
المجتمع المدني


انتشرت الظاهرة القومية والطائفية والفئوية في العراق , بشكل كبير وملفت للانظار , وخفت جدا الظاهرة الوطنية , بل انحسرت وانحبست في بطون من ابعدهم العذاب والقهر عن اوطانهم, وخف تأثيرهم وفعلهم في الميدان , مما ادى الى طغيان النزعة الطائفية والقومية والدعوة لهما والتقوقع عليهما والانغلاق حولهما . وما فعلته احزاب الاسلام السياسي بفئتيها الرئيسيتن , من التوجه الى الدين من ناحيته المذهبية وخلطه بالسياسة بشكله التجاري النفعي .. فتآلفت تكتلات كل مذهب في جبهات طائفية عنصرية اكثر منها مجاميع دينية , او احزاب سياسية استثنت من العمل السياسي والنشاط اليومي فئات اخرى وتجمعات , مما دعاها الى التقوقع حول نفسها داعية افرادها الى التوحد ورص الصفوف واخذت تدافع كل عن نفسها وكأنها ستزول اذا لم تتوحد. ناهيك عن ان بعض افراد هذه المجموعات ذوي ثقافة وطنية متحررة وتقدمية , ولكنهم اندفعوا كثيرا في صالح فئاتهم ودعواتها الفئوية , فبالاضافة الى التركمان ظهرت الدعوة الى وحدة الكرد الفيليين ووحدة المسيحيين ووحدة الصابئة المندائيين ووحدة الكلد الاشوريين ووحدة الايزيديين وهكذا اكبر من المحافظة على وطنيتهم .. قد لا يكون غريبا ان تتقوقع الفئات والمجمايع الصغيرة , خوفا من ابتلاعها او قهرها من قبل المجاميع الكبيرة الحاكمة والمتنفذة في الامور, بعد ان تآلفت وتقوقعت على نفسها مجاميع كبيرة كالقومية الكردية والقومية التركمانية والطائفية الشيعية والطائفية السنية , ولكن الاغرب في الامر ان ينبري ناس عراقيون مثقفون ليبراليون ووطنيون ديمقراطيون , وبعضهم تقدميون الى الدعوة لتقوية مذاهبهم وفئاتهم بنفس قومي , ولا اقول طائفي بل فئوي , مما رمى بالوطنية والحس الوطني جانبا , وصار الحديث بأسم العراق امرا نادرا وغير مستساغ من قبل هذه التجمعات والفئات .. فيطلع من يتصفح مقالات بعض الكتاب والكاتبات , على المواقع الالكترونية ومنهم من هو معروف بوطنيته واخلاصه للعراق ولجميع العراقيين , الا انه ينحدر مع تيار الطائفة او الفئة مما يخرجه عن وطنيته وتقدميته , بوعي او بدون وعي , وهذا ما يؤسف له , وما يؤشر الى خطورة لانه ابح ظاهرة .. فكيف يصدق الانسان ان يصف عراقي اخاه العراقي الاخر بأنه من زمرة ويصفها بأنها تافهه ويضع اسم تلك الفئة بين قوسين , او ان يلقبه بالنكرة ويشمت به , لانه يعاني من مرض ما انعكس على تصرفه السياسي ومواقفه السلبية , حسب اعتقاد الكاتب الذي يستمر باستخدام العناويين والالقاب , بدل لفظة العراقي فأنه يستخدم لقب فئته القومية او الاثنية او الدينية المذهبية .. وهكذا مع بقية الكتاب والمثقفين , وخاصة في بعض القنوات التلفزيونية التي تتاجر بالقضية العراقية وبمصير العراقيين , فنادرا ما تسمع بلفظة عراقي بل استبدلت بالعروبي والكردي والشيعي والسني والصفوي والوهابي والتكفيري والسلفي والفيلي والمسيحي والتركماني والكلدآشوري والايزيدي والمندائي. وهكذا لا تنتهي القائمة وكلها قوميات ومذاهب وفئات موجودة في العراق منذ القدم ومحترمة ومعترفة بعضها ببعض , ومتعايشة بسلام وامان , تحت خيمة العراق . أي ان هذه المكونات جميعها لا تستطيع ان تعيش لمفردها , الا وتحاربت مع الاخرى. لهذا فجمعها كفيل بتوفير الامن والسلام بمعنى تحت خيمة الوطنية العراقية يعيش الجميع بسلام .. وعليكم ايها الوطنيون التقدميون من جميع هذه المجموعات ان توحدوا صفوفكم تحت شعار الوطنية.. ولتبقى فئاتكم وطوائفكم ومذاهبكم في بيوتكم , فهي لا تضيف لأحد واجبا ولا تسلبه حقا .. وان تصحوا وتنتبهوا الى وطنيتكم وتقدميتكم والا فقدتم المشيتين وعدتم القهقرى انتم وفئآتكم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية خاصة | جيش الاحتلال يطارد النازحين بالأحزمة النارية في


.. أفراد أمن الكنيست الإسرائيلي يطردون بالقوة شقيق أحد الأسرى ف




.. قيادي في حماس: الحركة وافقت على إطلاق سراح الأسرى بدون وقف د


.. مؤتمر صحفي لوزير الخارجية المصري ومفوض وكالة الأونروا | #عاج




.. منظمات إنسانية تنقل لاجئين سودانيين بعيدا عن الحدود