الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النهوض بالواقع التربوي

حسين علي الحمداني

2008 / 1 / 2
التربية والتعليم والبحث العلمي


من المعروف إن النظام التربوي يلعب دوراً رئيساً في إرساء القيم الخلقية للمجتمع. وعلى هذا الأساس فإن متطلبات الحضارة الحديثة تجعل من النظام التربوي عاملاً حيوياً لتطور المجتمع. وقد أكدت وقائع التغييرات التي شهدتها المجتمعات المختلفة عبر التاريخ بأن المجتمع الذي يقوم على نظام تربوي بالٍ ومغلق سوف يؤول، إن عاجلاً أو آجلاً إلى الزوال. أما النظام التربوي المتفتح المتجدد باستمرار لمجابهة احتياجات المواطنين ومتطلبات الحضارة الحديثة، فيمكن أن يلعب دوراً تطورياً.
ومن خلال تمعننا في النظام التربوي السائد في العراق وطريقة إدارته وآلياته نجده نظام بال ومغلق رغم مرور أكثر من أربعة أعوام على زوال نظام الدكتاتورية إلا إننا لا زلنا نتعامل وعلى الأقل في مجال التربية والتعليم بأنظمة وقوانين النظام البائد , خاصة فيما يتعلق بطريقة عمل الجهاز التربوي في العراق .
فلا زالت لدينا وزارة التربية والتعليم رغم إن العالم تجاوز مرحلة التعليم ودخل مرحلة التعلم والتعلم يختلف كليا عن التعليم وربما البعض لا يعرف هذه الحقيقة المهمة التي تجعل مهام المعلم والمدرس في عملية التعلم تختلف كثيرا عن مهمته في مجال التعليم. ولازالت معاهد إعداد المعلمين وكليات التربية تلقن طلبتها طرائق تدريس رفضها العالم منذ سنوات وباتت من مخلفات القرن الماضي, وهذا بالتأكيد ينعكس سلبا على الأجيال القادمة سواء من المعلمين والمدرسين أو طلبة المدارس , وهذا ما يجعلنا نجزم بان الأجيال القادمة من المعلمين والمدرسين أجيال لا تختلف كثيرا في طريقة إعدادها وتلقينها وأدائها عن سابقتها من الأجيال التي تخرجت وما رست العمل ما قبل 2003 . يقابل ذلك كله ضعف جهاز الإشراف التربوي في وزارة التربية هذا الجهاز المهم والحيوي جدا والذي فُرغ من محتواه ليتحول من جهاز تقويم ومتابعة للمعلم والمدرس وإدارة المدرسة إلى جهاز لا هم له سوى تبليغ الأوامر والبحث عن الأخطاء وتنفيذ التعليمات التي أكل الدهر عليها وشرب وهذه التعليمات ما هي إلا تكريس لأوامر وقوانين وأنظمة أصدرها النظام المباد . وكما قلنا في بداية المقال فان تطور المجتمع من تطور وتقدم الجهاز التربوي وعندما نقف لنشخص جهازنا التربوي في العراق نجده جهاز قديم بأدواته وآلياته كما قلنا سابقا يضاف إلى ذلك رفضه بقصد أو بدون قصد للتطور وإصراره على البقاء في مكانه , دون أن يفكر القائمون عليه بإيجاد الصيغ المناسبة والضرورية لتفعيله وتنشيطه ودعمه بالدماء الجديدة النشطة القادرة على تغيير مفاهيمها القديمة وطردها من أذهانهم وأفكارهم واستبدالها بمفاهيم جديدة قائمة على أسس علمية وتربوية بعيدا عن الروتين والبيروقراطية التي اعتادها جهازنا التربوي و لا زال.
وربما يتصور البعض إننا نتجنى ونخالف الحقيقية ولكن علينا أن نسأل أنفسنا ماذا قدمت وزارة التربية لمدارسها في العام الدراسي الحالي؟
الجواب يأتيك من أية مدرسة تختارها.... لم تقدم لنا سوى التبليغات وقوائم الممنوعات التي هي بمثابة المحرمات. وزارة التربية وكما ينقل لي البعض من الأصدقاء لم تقدم طبشور واحد لأية مدرسة ولم تسمح بان يجلب التلامذة الطبشور!!!! بماذا يكتب المعلم إذن؟؟؟
ما نريد أن نقوله إننا بعد أعوام من زوال الصنم الكبير لا زلنا وفي مجال حيوي ومهم نراوح مكاننا ولم نخطو خطوة واحدة ولا جل السيطرة واختصار الخطوات كان الأجدر بوزارة التربية أن تعيد هيكلية مؤسساتها وإعادة النظر بملاكات المدارس التي يجب أن يؤخذ بنظر الاعتبار حجم التطور الحاصل والذي سيحصل مستقبلاً وفي مقدمة ذلك تحديث المدارس من حيث الأثاث حيث ثبت أن أكثر من 90% من مدارسنا لم تجهز بالأثاث منذ عام 1980 وآخر ما تم استلامه هو الإذاعة المدرسية من اجل تمجيد الطاغية ليس إلا.
لنجعل من عام 2008 عام إعمار وبناء المؤسسات التربوية بصيغ حضارية علمية قادرة على مواكبة التطورات في العالم بعيداً عن البيروقراطية وأن تعد الوزارة دراسة للنهوض بواقع الإشراف التربوي بما يجعله قادر على النهوض بمهامه الأساسية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المناظرة بين بايدن وترامب.. ما أبرز الادعاءات المضللة بعد أد


.. العمال يحسمون الانتخابات قبل أن تبدأ، ونايجل فاراج يعود من ج




.. لماذا صوت الفرنسيون لحزب مارين لوبان -التجمع الوطني-؟


.. ما نسبة المشاركة المتوقعة في عموم أسكتلندا بالانتخابات المبك




.. لجنة أممية تتهم سلطات باكستان باحتجاز عمران خان -تعسفا-