الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا ليس حب

باسنت موسى

2008 / 1 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


سمعت منذ أيام خبر وصفه كل مَن حولي بأنه مخيف ومحزن وأنا رأيته محزن فقط ولايرتقي لدرجة أن يجعلني أشعر بالخوف حيث أشهرت إحدى زميلاتى بالدراسة إسلامها معلنة زواجها من زميل لها بالعمل، وكما يقول الناس نقلاً عن أسرتها أنها هربت ليلاً بعد مراسم إتمام زواج أخيها ولم تلمح الأسرة أي تغيير في شخصيتها في الفترة السابقة لهروبها بل على العكس كانت طبيعية جداً متعاونة مع أخوتها تذهب كالمعتاد للكنيسة، أي حياتها تسير على مايرام أو هكذا تصوروا هم. حال أسرتها الآن شديد الصعوبة حيث وُصمت هذه الأسرة بعار إجتماعي كبير فالكل يتحدث عن كيف أنهم أسرة غير جيدة متسيبة، بنات عائلتها من الأعمام والأخوال لن يتزوجوا حتماً فهم الآن بعد فعلة ابنة عمهم غير جديرين بالثقة كما أن أشقاءها الذكور لن تقبل أي فتاة بسهولة بالزواج بأحد منهم وربما تشعر زوجة أخيها المتزوج قبيل هروبها بساعات بالأسف لأن أسمها أرتبطت بتلك العائلة للأبد وهذا طبيعي في مجتمعات قبلية فلو تحولت فتاة مسلمة للمسيحية حتماً سيلحق بأسرتها ذات العار الذي ل اتمحوه السنوات أو حتى تخفف من وطأته.
حقيقة ليس لدي أدنى حساسية أو تحفظ عندما يسعى فرد لتغيير دينه وذلك لأنني أؤمن أن الدين هو الشيء الوحيد الذي نورثه من أباءنا لكن يجب علينا أن نخضعه للتساؤلات فإذا وجدناه مجيباً عن تساؤلاتنا عن الحياة ومابعدها مقدماً لنا العمق الروحي والسلام النفسي الذي يجعلنا نقيم علاقة حقيقية مع الله فلنستمر على ماورثناه أما إذا لم نجده كذلك فلنبحث عن ما يريحنا ويتفق مع إحتياجاتنا، لذلك أنا لم أحزن لدخول صديقتى لدين غير المسيحية التى تربت عليها وإنما حزنت لأننى متأكدة بأننا في مجتمعات الهوس والإستعلاء الديني والطائفي لا تغير الفتاة- وأقصد المسيحية- دينها لأن هناك قناعات جديدة أصبحت تملك العقل والروح وإنما لأن هناك ضغط عاطفي وجنسي كبير يمارس عليها والدليل أن دائماً التحول لدين أخر يكون مرتبط بقصة يطلقون عليها اسم قصة حب ولكن الحقيقية هي قصة خداع عاطفي وإستدراج جنسي، وأتذكر أخر لقاء لي مع تلك الزميلة كان بمترو الأنفاق وبعد أن سألتني عن حالي وأنا كذلك سألتها وجدتها واجمة تجيب بالحمد لله لكن قسمات وجهها تشير بغير ذلك فسألتها كمداعبة لها وما أحوالك العاطفية؟؟ قالت " لاجديد هو أنا وحشة"، قلت لها " لا أنتي جميلة كفاية أنك بيضاء اللون " قلت هذا لأجعلها تضحك ليس إلا لكنها لم تضحك وقالت مستهجنة " إذن لماذا لم يحبني أحد حتى الآن ؟؟ " حاولت أن أخفف عنها شعور الإحباط هذا من أن أحد لم يحبها حتى الآن وقلت لها " كل شيء جميل بحياتنا بيحصل في الوقت المناسب لحدوثه أكيد هتلاقي في وقت حد يحبك وأنتي كمان تحبيه وتبقي سعيدة متستعجليش" لكن يبدو أنها أستعجلت الحصول على عاطفة الحب والجنس فإندفعت دون تركيز ودون فهم للعواقب. في الزواج نحن لانتزوج بمن يشبوهننا على الإطلاق في كل شيء لكن درجة إختلافنا مع شركاؤنا لاينبغي أن تكون جوهرية حتى لايحدث صدام بمعنى أنه من الممكن أن تتزوج فتاة هادئة الطباع برجل إجتماعي يحب التجمعات ويتواصل مع الأخرين بسرعة أكبر لكن أن نحب ونتزوج ممن يحملون عقائد مغايرة لعقائدنا الدينية أمر مروع حقاً فالعقائد المختلفة لايمكن أن تلتقي في حوار، فكيف لأصحابها أن يلتقوا في علاقة وحدة كعلاقة الزواج.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مبارك شعبى مصر.. بطريرك الأقباط الكاثوليك يترأس قداس عيد دخو


.. 70-Ali-Imran




.. 71-Ali-Imran


.. 72-Ali-Imran




.. 73-Ali-Imran