الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المستوى الإدراكي للطالب الجامعي اتجاه الوجود الأمريكي في العراق

علي عبد الرحيم صالح

2008 / 1 / 3
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


* 4 % يرون في القوات الأمريكية بأنها صديقة
* 96 % يرون في القوات الأمريكية بأنها احتلال
عقل قد أتعبته الظنون ، و أثقلته بمفاهيم و أفكار قد لا تصل به إلى ما يصبوا أليه أو يريد أن يكون ، عقل تشبع بتفسيرات يحاول بها أن يسد جوع معرفته و يقلل من موجات توتراته ، ليحاول أن يتكيف مع مجريات واقعه و أن يحقق الأمان الذي يريد أن يستشعره ، و يتخلص من قلقه الذي يحاول أن يعصره و يستبد به ، فلو نظر كل أفراد المجتمع العراقي الآن إلى بيئتهم من خلال ما تحمله من قضايا و إحداث مهمة طغت عليهم رغم أرادتهم أو بإرادتهم في مجريات و تغيرات سياسية و اجتماعية و اقتصادية و دينية و نفسية ، لوجدوا الكثير من المتغيرات التي طغت حولهم من أشخاص و أماكن و قضايا و أفكار و معتقدات و أنظمة اجتماعية دينية معقدة ، و من ضمن هذه المتغيرات التي وجدها ، القوات الأمريكية ( أمريكا ، بريطانية ، بولندا ، ايطاليا ، ... ) في مجاله البيئي الخاص ،التي سبق أن عاصر لإباء و الأجداد تجربتها، و التي كانت لها تأثير كبير في مجرى حياتهم النفسية و الاجتماعية.....، و بما أن الطالب الجامعي يمثل الطبقة المثقفة في مجتمعنا و الذي هو جزء لا يتجزأ منها لذا من المهم معرفة رأيه تجاه وجود هذه القوات ، و كيفية أستجابته لها وتصرفه نحوها ؟ و ما هو التفسير الذي يضعه هذا الطالب ليتكيف به مع وجود هذه القوات ؟ و كيف ينظر أليها أهي قوات احتلال تسعى وراء مصالح و قضايا خاصة أم قوات صديقة تحاول أن تساعده و تخرجه من المأزق الذي هو فيه أو التي وضعته فيه ؟! و هل هناك أحداث حاولت أن تغير هذا الإدراك ؟ أي بمعنى أكثر وضوح ما هو تفسير أدراك طالبنا الجامعي للوجود الأمريكي و ما يثير فيه من نشاط و انتباه ؟
*كيف ينظر طالبنا الجامعي إلى القوات الأمريكية
قبل أن أدخل في صلب الموضوع سأحاول توضيح مفهوم الإدراك من الناحية النفسية حتى يكتمل المفهوم العام للدراسة ، حاول علماء النفس دراسة موضوع الإدراك دراسة جدية و مكثفة باعتباره من العمليات المعرفية و العقلية التي يتميز بها الإنسان عن باقي الكائنات الحية ، لما له من جهاز عصبي قائم على نظام راقي َ و عال جدا ً في تعامله مع الأشياء الخارجية و الداخلية لديه ، فالإدراك نشاط عقلي متطور يساعد الإنسان على أن يفهم و يعي أمور و مجريات حياته و أن يجاري به بيئته ليشبع حاجاته و رغباته و يحقق قدراته و إمكاناته و ميوله فعرفه الأستاذ أحمد عزت راجح بأنه( 1 )( تفسير الإحساسات تفسيرا يزودنا بمعلومات عما في عالمنا الخارجي من أشياء ) كما عرفه ( 2 ) Guenther بأنه ( عملية التوصل إلى المعاني من خلال تحويل الانطباعات الحسية التي تأتي بها الحواس عن الأشياء الخارجية الى تمثيلات عقلية داخلية معينة ) كما عرفه الباحث بأنه ( عملية عقلية داخلية راقية تقوم على تفسير الإحساسات التي تستقبلها حواسنا عن العالم الخارجي و معالجتها داخليا ً مع خبراتنا السابقة أن وجدت ، لتكوين مفاهيم و معاني حول الأشياء التي تحيط بنا و هو يختلف من فرد إلى أخر و من جماعة لأخرى ) .( فالإدراك نظام عقلي قائم على التقاط خصائص الأشياء من خلال حواسنا و معالجتها داخليا من خلال تعديل هذه الخصائص باستخدام مصادر أضافية من المعلومات )( 2 )
و بما أن الإدراك يختلف لدى كل فرد عن الأخر ، فلكل فرد إدراكه المميز و الخاص به ليحاول من خلاله تفسير الأحداث التي تطرأ على مجاله الخاص أو بيئته كما يدركها هو ، و حتى يكون المقال أكثر موضوعية و صدق تمت هذه الدراسة الاستطلاعية على عينة عشوائية من طلبة كلية الآداب جامعة القادسية بلغ مجموعها ( 100 ) فرد تناولت متغيرين الأول هو الجنس أنقسم على ( 50 ) ذكور و ( 50 ) إناث و الثاني متغير العمر الذي تراوح بين ( 20 ــ 32 ) سنة من خلال استبيان مفتوح أحتوى على سؤال مفاده { كيف تفسر وجود القوات الأمريكية في العراق حلل ذلك } و قد أظهر نتائج هذا الاستبيان تفسير مستوى أدراك الطالب الجامعي في وجود القوات الأمريكية حسب وعيه الخاص و هو ما يلي :
أولا : أدراك يرى أن القوات الأمريكية في العراق قوات صديقة جاءت على إرساء مبادئ الديمقراطية في العراق و الشرق الأوسط من خلال تغيير الأنظمة الفاسدة الدكتاتورية في هذه البلدان ، و هذا الإدراك حاز على نسبة مقدارها ( 4 % )
ثانيا ً أدراك سياسي عسكري : يرى هذا الإدراك أن وجود القوات الأمريكية قوات محتله تسعى الى
أ / تنصيب نفسها كأقوى دولة في العالم على بقية الدول الأخرى .
ب / تصفية القوى التي تعارضها من خلال تسميتها بالإرهاب و القضاء عليها .
ج / جعل العراق ورقة رابحة تتنافس عليها الأحزاب الأمريكية ( جمهوري / ديمقراطي ) لترجح احدها بالفوز على شعبية أكبر في وسط الشعب الأمريكي ، بزعامة إنقاذه من قوى الإرهاب و حاز هذا الإدراك على نسبة ( 6 % )
ثالثا : أدراك أستتراتيجي : و هو يرى أن القوات الأمريكية قوات محتلة ، احتلت العراق كونه يقع في قلب العالم و منفذ أستتراتيجي مهم تسعى من خلاله إلى بناء قواعد عسكرية مختلفة لتسهيل بسط سيطرتها على دول العالم و هو حاز على نسبة ( 6 % )
رابعا : أدراك اجتماعي : و هو أدراك يرى أن القوات الأمريكية قوات محتلة تسعى إلى إشاعة الفوضى و تخلف أنظمتنا الاجتماعية من خلال خلق أنظمة فاسدة تعمل على تغيير فكر الشاب العراقي عن طريق تخديره و جعله يسعى وراء ملذاته و رغباته و تغيير قيمه و عاداته و إرساء الثقافة الغربية محل الثقافة العربية و هذا الإدراك حاز على نسبة ( 13 % )
خامسا : أدراك اقتصادي : و هو أدراك يرى بأن القوات الأمريكية محتلة ، تسعى للاستيلاء على الثروات و المصادر النفطية ... للعراق من خلال نهبه و سرقته و جعله ذخيرة أنية و مستقبلية تستند عليها لتساعدها على رفع مستوى اقتصادها و مواردها و بالتالي تساعدها على تنفيذ خططها الاستعمارية و هذا الإدراك حاز على نسبة ( 18 % )
سادسا : أدراك ذو رؤى متعددة : و هو أدراك يرى أن القوات الأمريكية في العراق محتله فسر الوجود الأمريكي من عدة جوانب ( أي أكثر من تفسير واحد ) سياسي عسكري ، اقتصادي ، اجتماعي ، ... و هو حاز على نسبة ( 20 % )
سادسا : أدراك ديني : و هو أدراك حصل على أعلى نسبة من بقية الأدراكات الأخرى تجاه الوجود الأمريكي ، و هو يرى بأن القوات الأمريكية محتلة تسعى مع حليفتها إسرائيل على إنهاء الدين الإسلامي ، و القضاء على الأمام المهدي المنتظر ( ع ) و زرع الفتن الطائفية و البدع الدينية و تشويه الدين الإسلامي و تسميته بالدين الإرهابي و جعل راية الإسلام هي الأدنى و راية اليهود الأعلى و هو يستند في ذلك إلى { زرع الحرب الطائفية بين السنة و الشيعة / زرع الكراهية بين الديانات الموجودة في العراق / محاولة قتل و اغتيال المراجع الكبار / تدمير المساجد و نشر صفوف الفساد } و هذا الإدراك حاز على نسبة ( 27 % ) .
نجد النسبة الكبيرة من الأجوبة ترى ان القوات الأمريكية في العراق قوات احتلال( 96 % ) بينما ( 4 % ) ترى بأنها قوات صديقة .
أسباب تفسير أدراك طالبنا الجامعي نحو الوجود الأمريكي
سؤال يطرح نفسه / ما هي الأسباب التي جعلت هؤلاء الطلبة يتبنون هذه التفسيرات ( أي كقوات أحتلال ) و يتعاملون معها على أرض واقعهم ليتكفون و يجارون بها متطلبات البيئة ؟ و ما الذي تغير بعد ترحيب فردنا العراقي لدخول القوات الأمريكية إلى العراق إلى هكذا تفسير ؟ أما الجواب هو :
* الخبرات السيئة التي أمتاز بها الجيش لأمريكي في معاركه السابقة في فيتنام ،و كوبا ، و أفغانستان .
* الخطأ المتعمد الذي أرتكبه الجيش الأمريكي من خلال ترك المؤسسات و الوزارات والدوائر الحكومية معرضه للسلب و النهب ما عدا وزارة النفط ,
* فضائح القوات الأمريكية من خلال أجهزة مخابراتها في تعذيب السجناء و الأسرى و المعتقلين خاصة ( فضيحة سجن أبو غريب ) .
* أستعمال العنف و القسوة و مخالفة حقوق الإنسان من خلال المعاملة اللانسانية لهذه القوات في عمليات التفتيش و المداهمة و الاعتقال العشوائي .
* عرقلة الحكومة العراقية في تنفيذ مشاريع الأعمار و الخطط الأمنية ( و هو ما صرح به رئيس الوزراء نوري المالكي ) .
* تقييد الحكومية العراقية عن طريق الرؤساء الأميركيين و إجبارها على تنفيذ سياسيتها هي دون غير .
* كثرة المصادر و الفتوى و المراجع الدينية و التاريخية التي تأكد على ألاحتلال المستقبلي لهذه القوات و التي طلقت عليها تسمية ( اليهود و الصليبين ) ، مع ذكر هدف مخططها و هو القضاء على الدين الإسلامي و الأمام المنتظر ( عجل الله فرجه الشريف ) .
رأي الكاتب
يرى الكاتب أن على أفراد المجتمع العراقي أن يتعاملوا بسياسة ذكية و قوية عند استجابتهم لوجود هذه القوات بعيدا ً عن أي تفكير عاطفي ، أو رد عنيف ،و الرجوع الى التفكير المنطقي ، حتى نتخلص من وضعنا الحالي بطريقة أقل عنف و قتل و دمار ،مع تعاوننا في طرد الزمر التي تريد الخراب و البقاء في العراق .
المصادر
( 1 ) عزت ، احمد راجح / أصول علم النفس / 1973 .
(2 ) الزغلول ، رافع النصير ، و أخرون / علم النفس لمعرفي / 2003 .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات الهدنة: -حماس تريد التزاما مكتوبا من إسرائيل بوقف لإ


.. أردوغان: كان ممكنا تحسين العلاقة مع إسرائيل لكن نتنياهو اختا




.. سرايا الأشتر.. ذراع إيراني جديد يظهر على الساحة


.. -لتفادي القيود الإماراتية-... أميركا تنقل طائراتها الحربية إ




.. قراءة عسكرية.. القسام تقصف تجمعات للاحتلال الإسرائيلي بالقرب