الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العداوة والخصام

نشأت المصري

2008 / 1 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عندما تحدث المخاصمات وعندما تحدث الحروب وعندما توجد المنازعات, فهناك تجد العداوة والخصام ,, والتي أساسها الحسد ,, جميعها خطايا مركبة تحدث نتيجة بعضها البعض,, فالحسد يولد الخصام والعداوة ,,والكراهية والعداوة يولدان الحسد,أما كون الإنسان ينساق وراء هذه الخطايا تجعلك تقف حائراً,حيث أن كل البشر بكل الأديان ينبذون العداوة والخصام والفتن,,,,فلماذا إذاً العداوة؟ ولماذا المنازعات؟ ولماذا الحسد؟
فتجد داخل الأسرة من يقوم بزرع عداوة بينه وبين بقية إخوته وأخواته ,فيقيم الخصام والمنازعات بينهم بل يأخذ له من بين أخوته مؤيدين لفكرته ,وكل هذا طمعا في الميراث أو المال أو طمعا في النفوذ والسطوة والسيطرة على باقي أسرته أو عائلته.
وتجد أيضاً في داخل العمل أشخاص كل مهنتهم وشغلهم الشاغل باقي الموظفين والعاملين معهم ,, فيقيمون الحد عليهم بأي سبب وأي نزعة مقيمون العداء والخصام , متخذين من أشباههم من الموظفين أنصار لهم ,, يسعون باحثين وراء زملائهم الناجحون في أعمالهم مزعزعين إياهم بالشكاوى والمنازعات والتطاولات,, تحت مبدأ الرقباء , ومبدأ خوفهم على المصلحة العامة , ولكن جوهرهم, كم لا حسر له من الحسد والمخاصمات والعداوات .
وتجد أيضاً أشخاص يتخذون من العداوة والخصام والحسد مهنة لهم, فيقيمون شخصا قوي البنية عدواني ,لا تسكن الرحمة قلبه , يده مملوءة دماً ,, فيقيموا منه فتوة للمنطقة ,,يحصدون مكسب عداوته لباقي الشعب بالمنطقة,, مستفيدين منه لقهر الحق فيسود قانونه الوضعي ,,وفي النهاية تجد المستفيدين الوحيدين هم من أقاموه وأيدوه ,,, والبلطجية التابعين له يتوجون قوته وجبروته ,,, هؤلاء جميعاً يشبعون بطونهم من عداوتهم لباقي البشر,,,
ومن هنا نما فكر التكفيريين والجماعات المتأسلمة لتقيم العداوة والحد على باقي البشرية ,, على نهج من سبقوهم من فتوات الأحياء بل هم تمادوا عنهم متخذين من القومية العربية والخلافة الإسلامية مبتغى لهم,, فعندما ينالون مبتغاهم يقيمون العداء بعضهم لبعض ,,لأسباب جديدة من خيال أنفسهم ,,فيقيمون العداء مرة أخرى في دائرة مغلقة ليس لها نهاية ,, فالشر يولد الشر والعداوة تولد الكراهية.
وعلى هذا الأساس ينقسم البشر لأشخاص ذئاب وآخرون حملان.
متخذين من وسائل التفرقة العنصرية أسباباً لنصب عداوتهم للبشر.
وعندما فكرت ملياً في هذا الموضوع وقفت حائراً أمام سؤال :
من المسئول عن زرع العداوة بين البشر بعضهم البعض؟ حتى استوقفتني آية في سفر التكوين الإصحاح الثالث ,وهي تخص العقوبات التي عاقب بها الله الحية التي دخلها الشيطان متخذا من جمالها وحيلتها طريقاً ليتم بها خداع حواء ويدخل الخطية لبني البشر,,بقوله:
(15 و اضع عداوة بينك و بين المراة و بين نسلك و نسلها هو يسحق راسك و انت تسحقين عقبه)
العداوة هذه لمن,؟ للحية! أم لما تحمله الحية من رمز للخطية والشيطان!
الحية حيوان مخلوق له وسائله للدفاع عن نفسه ,,ليس له وليس عليه ,,فهو كسائر المخلوقات يخضع لنظام الكون الذي بيد الله يدار,ومن يوم أن دخل الشيطان الحية لغواية حواء بالخطية أصبحت الحية رمز للشيطان والخطية,, وبما أن الخطية قاتلة للنفس وأجرتها الموت,,وجب على الله أن يصنع نوع جديد من وسائل البعد عن الخطية ألا وهي العداوة التي وضعها الله للحية والتي هي رمز الشيطان والخطية,,, وفي الحقيقية أن هذه العداوة رد فعل لعداوة الشيطان لبني البشر والتربص بهم لإسقاطهم في الخطية ليكون مصيرهم الموت الثاني معه وكل جنوده, ومملكته.
وبهذه العداوة أعطى الله السلطان لبني البشر لسحق رأس الحية,,وأعطاه السلطان ليدوس الحيات والعقارب التي هي قوة الشيطان المنجوس الذي ناصب الإنسان العداء والخصام ,, ولكن هل يستطيع الإنسان قهر الشيطان بقوته الخاصة؟ بالطبع لا يستطيع ولكن هذه الغلبة هي عربون خلاص البشرية,,أي أن الغلبة أعطيت للمخلصين بدم يسوع المسيح الذي قهر الخطية والحية القديمة على عود الصليب,,والذين ناصبوا العداوة للخطية وسحقها وهي مازالت في الرأس وهي مجرد أفكار وقبل أن تكون خطية بالفعل,, لهذا أعتبر الآباء الأولين أن هذه الآية نبوة أو وعد لخلاص البشرية.
ومما سبق ينجلي أمامنا السبب الحقيقي للعداوة والخصام والحسد فجميعها أعمال الشيطان والتي زرعها في أتباعه ليقيم بهم العداء والخصام فيكونوا أسلحته ضد البشرية المعتدلة.
بل تمادى الشيطان في زرع أفكار من شأنها تكفير البشرية أجمع,, ومن يتبعه وجب عليه تصفية باقي البشر تصفية جسدية ليسود فكر القتل والخوف من القتل لإدخال رعب الشيطان في قلوب المسالمين من البشر.
لهذا يقول الكتاب المقدس من يقتلكم كأنه قدم خدمة لله.
فيصبح الشيطان وكل أعوانه ملوك هذا العالم, وقد لقبه رب المجد يسوع بأنه رئيس هذا العالم.
ولكن كما أعطانا الله الخلاص بدمه أعطانا وسائله لقهر العداوة والخصام والحسد,, فقد أعطانا المحبة والتي بها أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد حتى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له حياة أبدية
وأعطانا التواضع الذي بمثابة الندى الرطب في وهج نار الكبرياء ,, فكما تهزم المياه النيران هكذا الكبرياء يهزم بالتواضع.
وأعطانا الوداعة والتي بها نكون غير متخاصمين مع أحد بعيدين كل البعد عن أسباب النزاع والعداء ,,حتى بوداعتنا نرث الأرض.
وأعطانا أيضا وصاياه والتي لا تحرم القتل فحسب بل تحرم أي شيء من شأنه مضايقة أي إنسان في البشرية فيقول في إنجيل متى البشير الإصحاح الخامس:
21( قد سمعتم انه قيل للقدماء لا تقتل و من قتل يكون مستوجب الحكم
22 و اما انا فاقول لكم ان كل من يغضب على اخيه باطلا يكون مستوجب الحكم و من قال لاخيه رقا يكون مستوجب المجمع و من قال يا احمق يكون مستوجب نار جهنم
23 فان قدمت قربانك الى المذبح و هناك تذكرت ان لاخيك شيئا عليك
24 فاترك هناك قربانك قدام المذبح و اذهب اولا اصطلح مع اخيك و حينئذ تعال و قدم قربانك
25 كن مراضيا لخصمك سريعا ما دمت معه في الطريق لئلا يسلمك الخصم الى القاضي و يسلمك القاضي الى الشرطي فتلقى في السجن
26 الحق اقول لك لا تخرج من هناك حتى توفي الفلس الاخير)
فقد وضع الله شريعة جديدة لعهد جديد ,,أكمل بها شرعة موسى والتي فشلت لعدم كمالها فالكمال يأتي بالخلاص بدم يسوع المسيح.
ووضع التصالح مع الناس بكافة أديانهم ,,رهينة الصلاة المقبولة لأن كل الخليقة أخوة في الإنسانية.
ولكن الشيطان سيقف عاجزا تجاه هذه الشريعة المكتملة بدم الخلاص ولا تحتاج لكمال آخر!!! ؟
طبعاً لا !! فقد نصب الشراك بوسائله في قلوب من يضع نفسه معاديا البشرية والكمال,,فوضع العداوة والخصام والحسد في طريق صلاح البشرية ,, لتقام الحروب والمنازعات ويمتد الحسد لينال من الغالي والرخيص ,, وتسود سطوة الشر والتكفير والقتل .
فتجد حروب وقتال باسم الله وحروب أخرى باسم الصليب متمحكين بالله ,, وشريعته وكتبه المقدسة ,,ليوهموا البشرية أن شريعة الشيطان في القتل والعداء والخصام هي شريعة الله ,, والله بريء من كل من يتخذ من القتل والخصام والعداء شريعة له.
هذه رسالتي لكل متدين متشدد لدينة سواء مسيحي أو أي دين آخر,, راجع نفسك الله لم يخلق الإنسان لتقتله أنت وتعاديه أنت وتخاصمه أنت.
الله هو السلام المطلق.... والشيطان هو العداء المطلق..
فلا تكونوا من أتباع الشيطان!!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -روح الروح- يهتم بإطعام القطط رغم النزوح والجوع


.. بالأرقام: عمليات المقاومة الإسلامية في لبنان بعد اغتيال الاح




.. عبد الجليل الشرنوبي: كلما ارتقيت درجة في سلم الإخوان، اكتشفت


.. 81-Ali-Imran




.. 82-Ali-Imran