الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحياة بلا أطفال كيف تسير؟؟ 1-3

باسنت موسى

2008 / 1 / 4
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


علاقاتنا الإنسانية بمن حولنا من الأفراد تتطور مع الوقت وتتخذ مناحي عدة فإما أن تصبح أكثر عمقاً أو أكثر سطحية لتنتهي، والأطفال في حياة شركاء علاقة الزواج مرحلة مهمة فبالأطفال تقوى وتتعمق رابطة الزواج فالزوجين بالإنجاب يتشاركوا الحب معاً الحب الذي يأتي بإنسان جديد لهذا العالم، ولكن هل معنى ذلك أن من لم يرزقوا بأطفال ستتوقف علاقاتهم الزوجية عن التطور للعمق؟ وما هو تأثير عدم الإنجاب تحديداً على المرأة؟ التبني هل هو الحل السحري لمشاكل غير المنجبين؟ هل الأطفال ضمان للمرأة من الشعور بالوحدة؟ أسئلة كثيرة وغيرها سنطرحها للنقاش في هذا الجزء من سلسلة تحقيقاتنا عن الحياة بلا أطفال وستكون الإجابات من خبرات حياتية لسيدات مصريات ومجموعة من الكاتبات المهتمات بذلك الشأن فإلى المزيد...

ك. م 32 سنة تقول: الأطفال برأيي هم المرحلة المهمة جداً بل والفاصلة في علاقة الحب والزواج فبدونهم لا قيمة للحياة الزوجية فالأطفال يعطون للحياة معنى وهدف فمن أجل الأطفال يتغاضى الزوجين عن خلافاتهم لتستمر حياتهم مستقرة حماية لمستقبل الصغار، كما أن الأطفال هم من يعطون للحياة حيوية وتجديد وبالتالي يبتعد الملل الذي قد ينشأ عن رتابة الحياة.

م . ن 30 سنة تقول: تزوجت منذ خمس سنوات ولم أكن أحب زوجي بالمعنى الكامل للحب، وإنما كنت أشعر فقط أنه المناسب لي من كافة الجوانب بعد أن أنجبت تغيرت نظرتي للكثير من الأمور أصبح الحب لديًَّ له أبعاد أخرى فأصبح زوجي أكثر قرباً لي من أي فرد آخر فالأطفال يضيفوا للحياة أبعاداً جميلة نحتاجها إذا كانت نظرتنا للأمور رومانسية زائفة.

س.ت 29 سنة تقول: المرأة التي لا تنجب تشعر بمهانة بالغة داخل مجتمعنا المصري وعندما تزوجت منذ ثماني سنوات وحتى الآن لم أنجب أطفالاً وحياتي كلها عبارة عن جولات بين الأطباء، لأجد حل لمأساتي التي تجعلني ألمح نظرات الاستنكار والإقصاء في عيون كثيرات من النساء وخاصة من أهل زوجي وذلك ساهم في شعوري المتزايد بالإحباط وبعدم جدواي كأنثى في مجتمع يقيم دوري من خلال وظيفة كالإنجاب يمكن أن تقوم بها الحشرات وبالطبع شعور زوجي تجاهي لم يكن أفضل حالاً من نساء عائلته فنظراً لأنني مسيحية وليس هناك طلاق دائماً ما أشعر بأنني عبء ثقيل على زوجي فهو يتحمل تكاليف علاج كبيرة بالإضافة إلى تحمله لكلمات والدته التي تبدو مشفقة على حالنا لكنها تزيد الحياة بيني وبين زوجي اشتعالاً لأنها ببساطة كلمات تذكرنا بعجزنا عن إنجاب أطفال.

ن.خ 35 سنة تقول: التبني قد يكون أمر جيد فهو يبنى على توافق الرغبات فالأسر تجد في الطفل المتبنى عزاءها، والطفل يجد في الأسرة التي احتضنته الأمان والدفء لكن المشكلة أن المجتمع استنكر التبني كسلوك بشكل قاسي ويكفي الأمثلة الشعبية التي تناولت هذا السلوك بالاستهجان مثال "يا مربي في غير ولدك يا باني في غير ملكك" كما أن الدين يعتبر التبني قضية خلافية لم يحسم أمرها بعد ومن كل هذا يتضح أن كل العوامل تضافرت ضد التبني في مجتمعاتنا وزاد غير المنجبين تعاسة على ما أعتقد.

"آراء من هنا وهناك"

من خلال موسوعة "قضايا الصحة الإنجابية" الصادرة عن مؤسسة المرأة الجديدة كانت لنا تلك الآراء لمجموعة مميزة من الكاتبات...
جوان سوندباى تقول: بعد نحو ثلاثة عقود من البحث العلمي والتطوير في مجال وسائل منع الحمل تتقلص كل عام تلك المناطق الصغيرة من العالم التي لا تزال تستخدم وسائل غير فعالة بالمرة لمنع الحمل، ولكن الحال ليس كذلك عندما يتعلق الأمر بالتغلب على مشاكل العقم فالنساء في جميع أنحاء العالم في سعيهن لإنجاب الأطفال عادة ما يلجأن إلى الدعاء والطقوس الدينية أو الوسائل التقليدية غير الفعالة في محاولاتهن للحمل عندما لا تتوافر الوسائل المقرة طبياً وفى كثير من الأحيان عندما تخذلهن تلك الوسائل المقرة أما مشاكل الخصوبة لدى الرجال فلعلها سواء طبياً أو اجتماعياً أقل المشاكل التي يتم الإشارة إليها أو مناقشتها ناهيك عن فهمها، وعن بعض السلوكيات التي تبدو غير علمية ويمارسها كثيرين لزيادة فرصهم في الإنجاب تكمل سوندباى قائلة: لقد ذكرت لي بعض النساء النرويجيات اللاتي يعانين من العقم قائمة طويلة من الحلول البديلة التي ينصحها الناس بإتباعها وتشمل تلك القائمة ممارسة العلاقة الزوجية بالارتباط بمراحل اكتمال القمر، والإمساك عن الجنس لفترة وكثرة الجماع والوخز بالإبر والعلاج الروحاني ويلجأ معظم الأزواج الذين لا ينجبون إلى أجدى تلك الوسائل إلى جانب العلاج الطبي.

وعن ما يمكن أن نصفه بالعقوبات التي تقع على المرأة غير المنجبة تقول سيد يونسيا: إن العقوبات التي تعاني منها النساء اللاتي يوصمن بالعقم في العديد من المجتمعات لشديدة الوطأة بالفعل حيث يعتقد كثيرون أن أي زوجين حديثي الزواج سيصابان بالعقم لو أن امرأة عديمة الخصوبة باركت زواجهما وقد ذكرت امرأة واحدة من بين كل خمس نساء في إحدى الدراسات أنهن سمعن كلمات موجعة عند حضورهن العديد من الاحتفالات الاجتماعية ووعهين بهذه المعاملة الفظة جعلت أكثر من نصفهن يمتنعن عن حضور الاحتفالات تماماً.

للإنجاب تكنولوجيات طبية حديثة تقيمها جون سندباى قائلة: إن الضغط الذي يشعر به المرء وهو على قائمة الانتظار والألم الناجم عن تقييم أداء المرء الجنسي والإنجابي في المعمل والقيود الأخلاقية والاقتصادية لأساليب العلاج الحديثة مع عدم التأكد من النتيجة في كل محاولة كل ذلك يسهم في إطالة أمد المعاناة، إن الحقيقة القاسية بمعنى ما في كل ذلك هي أن التعايش مع العقم يرتبط أيضاً بإخراج المرء لنفسه من هذه المتاهة الطبية، فالضغط في اتجاه الرغبة في الإنجاب يتولد لدى عدد كبير من الناس ويتكرس داخلياً فضغوط الآخرين بالرغم من احتمال وجودها بالفعل ليست بالضرورة العامل المحرك وراء هذا الدافع وذلك لأن الإنجاب قد يكون من أهم الأشياء التي يقوم بها الناس في حياتهم ومعظم الناس يكبرون وفى حياتهم توقع أن يكون لديهم الولد في يوم ما والكثير منهم يرون الأطفال وسيلتهم الوحيدة للحياة.

عدم الإنجاب ليست مشكلة المرأة الزوجة فقط وإنما مشكلة للأسرة ككل لتفسير ذلك تقول تولا أولو بيرس: في يومنا هذا كما كان الحال في الماضي فإن وجود الأطفال يؤمن مكانة ومستقبل النسب الأبوي وبالتالي يظل عقم الزوجة شأناً عاماً للجماعة كلها أو بقول آخر قضية شخصية وعامة في آن واحد.

وعن ذات الفكرة تقول مارج بيرر: يمكن الحكم على أهمية العقم كمشكلة صحة عامة ومشكلة اجتماعية أيضاً من منظور كل من الزوجين ومقدمي الرعاية الصحية والمجتمع الأوسع وعادة ما يخضع الزوجين العقيمان لطائفة متنوعة من الضغوط والنزاعات الأسرية والاجتماعية وفى تلك المجتمعات أو الشرائح الاجتماعية التي يعرف الدور التقليدي للمرأة فيها بشكل أساسي من خلال خصوبتها عادة ما يمثل العقم القدري وصمة عار اجتماعية تتحملها المرأة وحدها في العادة والأكثر من ذلك أن الزوجين اللذين يعانيان من العقم قد يعانيان من التوتر وعدم الاستقرار الأسري إذا لم تتوفر لهما المشورة المناسبة أو الكافية هذا بالإضافة إلى أن الفشل في الحمل يعتبر في العديد من الثقافات أساساً مقبولاً للطلاق وعادة ما تكون الدلالات الاجتماعية لهذا الوضع بعمق المآسي الشخصية.

إلن روس تقول عن التبني: بالرغم من أن كفالة الأطفال بشكل غير رسمي قد تكون مقبولة بل وشائعة في العديد من الثقافات فإن التبني قد يستهجن بل ويحرم، حيث الأطفال من صلب الوالدين "صلة الدم" فقط هم الذين يتم اعتبارهم أبناءهما ويسمح لهم بالإرث أما في العالم المتقدم فالحال على خلاف ذلك إذ يشيع التبني والكفالة وكلاهما كان موضوعاً للتنظيم والسياسات عبر سنوات طويلة، على أن التبني والكفالة لا يساويان بحال من الأحوال أن يكون للأب والأم أبناء من أصلابهما وكذلك الحال أيضاً بالنسبة للأطفال، إن تبني طفل يعني أن تشهد عملية تتطابق تماماً في إثارتها ودهشتها مع الحمل والولادة ومع ذلك فتبني طفل لا يمحو تماماً حالة عدم وجود طفل من الصلب لدى من يلجأون للتبني. وبغض النظر عن كل ذلك لا بد أن نقول أن النفور من التبني والنظر إليه بعين الريبة لأمر محير بالفعل خاصة إذا ما أخذنا في الاعتبار المعاني الشخصية الإيجابية للغاية لدى كل من يمسهم التبني.

واستكمالا للطرح السابق تقول إلن روز: أن يهبك غريباً عنك طفلاً هذا بحد ذاته ترابط للصلات الإنسانية بين البشر بل أن التبني يعطي مثالاً للحب المنزه عن الأغراض.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط


.. ما رؤية الولايات المتحدة الأمريكية لوقف إطلاق النار في قطاع




.. الجيش الاسرائيلي يعلن عن مقتل ضابط برتبة رائد احتياط في غلاف