الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معارك الأهوار ( معركة أم الغزلان ) الحلقة الرابعة

عبدالحسين الساعدي

2008 / 1 / 6
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


لقد شكلت الأنتفاضة الشعبية عام واحد وتسعين وتسع مئة وألف ( 1991 ) عاملاً مهما في كسر حاجز الخوف الذي كان يعانيه المواطن العراقي نتيجة القبضة الحديدية للأجهزة الأمنية للنظام الشمولي المقبور ، حيث كانت السجون تغص بالمعارضين للنظام ، والذين نجوا بأعجوبة من المقابر الجماعية التي أنتشرت على طول البلاد وعرضها ، فقد ظهرت في مدن العراق المختلفة الكثير من المجاميع الجهادية التي تصدت عبر عمليات جهادية بطولية للأجهزة الأمنية والعسكرية وللجهاز الحزبي الذي كان هو الآخر يقوم بشن الحملات العسكرية ضد القرى والقصبات التي كانت تنطلق منها أعمال المقاومة البطلة.

لم يكن أهالي قرية أم الغزلان العائدة الى ناحية ( الدواية ) الواقعة على أطراف هور ( الغموكة ) ، والتابعة لقضاء ( الشطرة ) على موعد مع خفافيش الظلام أزلام صدام من منتسبي ما يسمى بالجيش الشعبي والجهاز الحزبي ، فقد كان أهالي القرية يتهيأون يوم السابع والعشرين من شهر آذار عام سبعة وتسعين وتسع مئة وألف ( 27/ 3/ 1997 ) الى حفلة زفاف وعرس أحد أبنائها عندما دوهموا من قبل هذه الأجهزة الزاحفة على حين غرة ودون سابق أنذار يطالبونهم بتسليم بعض المدعويين الى حفلة العرس بحجة أنهم مطلوبون الى الحكومة ولكون بعضهم من المعارضين للحكم وبعضهم الآخر من الهاربين من الخدمة العسكرية والذين كان يطلق عليهم تسمية ( المخربون ) ، إلا أن الأهالي أنكروا وجود أيّ ٍ ممن تتحدث عنهم القوة المهاجمة ، بيد إن الأمور سارت بأتجاه التعقيد فحدثت المواجهة .
أصطدم الأهالي بالقوة المهاجمة بعد إن سقط خمسة من الشهداء من بينهم العريس ووالده وأخيه وأثنين من الضيوف ، وقد سقط عدد من القتلى والجرحى من بين صفوف القوة المهاجمة ، وكان من بينهم قيادي بارز في حزب البعث وهو من أقارب صدام حسين ، عاد الجيش الشعبي والجهاز الحزبي في الساعة التاسعة صباحاً من يوم الأول من شهر نيسان عام سبعة وتسعين وتسع مئة وألف ( 1/4/1997 ) ليتقدم على ثلاثة محاور وبقيادة عزة الدوري وقصي صدام حسين بعد إن تم التحشيد لهذا الهجوم من محافظات ميسان والبصرة وذي قار ، وبعد إن وصلت القوة المهاجمة حدثت معركة شرسة مع أهالي منطقة ( أم الغزلان ) سقط على أثرها خمسة وخمسون قتيلاً وأكثر من مائة جريح من بين صفوف القوة المهاجمة ، ولما عجزت القوة المهاجمة وبعد معركة شرسة دامت خمس ساعات من أن تحقق أي نصر أوتقدم لجأت الى ممارسة أبشع صور الهمجية وأحطها ، تمثلت في الأعتقالات العشوائية للصغير والكبير والنساء وعلى حد سواء وأرسالهم الى المعتقلات في محافظة ذي قار والى الشعبة الخامسة في بغداد ، إضافةً إلى هدم جميع الدور السكنية وأزالة معالم المنطقة من الوجود .
عاد النظام مرة أخرى الى المنطقة وبعد مرور شهر على الحملة الأولى وإيغالاً منه في إيذاء أهالي ( أم الغزلان ) جرت عملية هدم جديدة للدور التي أعيد بناؤُها ، وظلت الأجهزة الأمنية والأستخبارية تبحث عن العناصر المهمة من المجاهدين ولا سيما العناصر القيادية وأخذت تتعقبهم الى محافظة النجف ، وقامت بأغتيالهم ومنهم الشهيد أبو رسول السعيدي (( الذي كان في مهمة جهادية هناك أثر أغتيال علماء الدين الشيخ مرتضى البروجردي والشيخ علي الغروي من قبل النظام المجرم )) ، أنتقاماً لقتلاها في معركة ( أم الغزلان ) ، بيد أن جذوة المقاومة لم تنطفىء عند الجماهير المسحوقة نتيجة ردة الفعل عند القتلة والتي خلفتها نتائج المعركة ، بل تحولت هذه الواقعة الى عامل مهم في دفعهم الى المزيد من الأعمال الجهادية اللاحقة ، والتي أبلوا فيها بلاءً حسناً









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا استبعدت روسيا ولم تستبعد إسرائيل من مسابقة الأغنية -يو


.. تعليق دعم بايدن لإسرائيل: أب يقرص أذن ابنه أم مرشح يريد الحف




.. أبل تعتذر عن إعلانها -سحق- لجهاز iPad Pro ??الجديد


.. مراسلنا: غارة إسرائيلية على بلدة كفركلا جنوبي لبنان | #الظهي




.. نتنياهو: دمرنا 20 من 24 كتيبة لحماس حتى الآن