الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشهيد البروفسور صفاء الحافظ ( 1 )

عبدالحسين الساعدي

2008 / 1 / 7
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


قيل إن الثوار تقتلهم أفعالهم ، أما المفكرون فغالباً ما تقتلهم أقوالهم ، فهم يبحثون في المناطق الحساسة والأكثر عتمة لينيروا للآخرين طريق تقدمهم ، وهذا قطعاً لايروق للذين يعملون في الظلام من الحكام والطواغيت المستبدين ، فضلاً عن شعور هولاء الحكام بالنقص والدونية تجاه حملة مشاعل الفكر النير ، وتختزن ذاكرة التاريخ والشعوب قديماً وحديثاً الكثير من أسماء شهداء الفضيلة الذين ذهبوا ضحية لسادية الحكام القتلة ، لا لشيءٍ سوى أنهم كانوا يبشرون بغد البشرية المشرق ، ولنا في التأريخ القريب خير شاهد حيث وحشية النظام الصدامي التوتاري الذي فتك بالعلماء والمفكرين ومن جميع التيارات والمذاهب ، فمنهم من آثر المنافي ليموت فيها على أن لا تتلوث يده بمبايعة القتلة ، أمثال الجواهري الكبير ومصطفى جمال الدين وعبدالوهاب البياتي وغائب طعمة فرمان ومحمود جنداري وغيرهم ، أما القسم الآخر فكان نصيبه الشهادة أمثال الشهيد محمد باقر الصدر وتوفيق رشدي وعزيز السيد جاسم والبروفسور صفاء الحافظ وضرغام هاشم ود. صباح الدرة وعايدة ياسين وحاكم محمد والمئات من أمثالهم .
لقد مهدت الطغمة الصدامية القمعية التي تسلمت مقادير حكم البلاد في صيف عام ألف وتسعمائة وتسعة وسبعين ( 1979 ) ، الطريق الى صعودها المشؤوم في أنقلاب ثانٍ داخل حزب البعث ، بجملة من الخطوات والأجراءات التي بينت معدنها الحقيقي ، وقد ظهر ذلك في سلسلة التراجعات عن أتفاقيتها مع الأحزاب والقوى الحليفة لها ضمن إطار الجبهة الوطنية والقومية التقدمية ، فبدأت ملامح أنفراط عقد الجبهة من خلال مطاردة وأعتقال الكوادر الحزبية وقواعد ومؤيدي الحزب الشيوعي العراقي الحليف الرئيسي في الجبهة ، فأطلق العنان للأجهزة الأمنية التي أنشأها لهذا الغرض ، وجرت عمليات تصفية وأعدامات لهم ، كما زجَّ بالقسم الكبير منهم في السجون السرية الرهيبة ، وقد كان من بين الشخصيات السياسية والفكرية التي طالها الأعتقال وفي عام ألف وتسعمائة وتسعة وسبعين ( 1979 ) البروفسور ( صفاء الحافظ ) ، وهو من كوادر الحزب الشيوعي العراقي ، ويعمل في مختصة العلاقات الوطنية ، ليطلق سراحه بعد إجباره بالأكراه على ترك العمل الحزبي ، ووضعه تحت مراقبة الأجهزة الأمنية والحزبية .
لقد كانت الحرب المجنونة التي شنها النظام الدكتاتوري ضد الجارة إيران في عام ألف وتسعمائة وثمانين ( 1980 ) مؤشراً آخر على دموية هذا النظام ، وقد لاقت معارضة شديدة من قبل الشعب ، الى جانب رفض وأستنكار قوى التحرر الوطني ، والقوى الديمقراطية في العالم لهذه المحرقة التي أتت على الأخضر واليابس ما حدا بالنظام الشمولي الى شن الحملات تلو الحملات ضد كلَّ من يشك في وقوفه السلبي تجاه هذه المغامرة الرعناء ، وقد أقدمت أجهزة النظام الأمنية على أعتقال العديد من العناصر التي كانت تخشى تحركهم بالرغم من وضعهم تحت المراقبة ، ففي شهر شباط من عام ألف وتسعمائة وأثنين وثمانين ( 1982) ، جرى أعتقال كل من البروفسور( صفاء الحافظ ) و د. ( صباح الدرة ) و ( عايدة ياسين ) الذين كانوا بأنتظار عملية يقوم بها الحزب الشيوعي العراقي لتهريبهم خارج العراق بواسطة أحدى المنظمات الفلسطينية العاملة في العراق ،إلا أن الصدفة كانت وراء إلقاء القبض في مطار بغداد على الشخص الفلسطيني المكلف بإيصال جوازات السفر المزورة والمرسلة من بيروت حالت دون ذلك ، وكانت سبباً في كشف المهمة ومن ثم أعتقال الثلاثة ، وأختفاء أخبارهم وجهل مصيرهم ، بالرغم من المساعي التي بذلها الحزب من خلال المنظمات والجهات الأجنبية الصديقة لمعرفة مصيرهم .
وبعد سقوط النظام الدكتاتوري البغيض ، ظهرت الكثير من الحقائق والأسرار لا سيما فيما يخص الكشف عن مصير السجناء السياسيين والمغيبين وتبين منها أن النظام الفاشستي والدموي قد أقدم على تصفية الشهداء البروفسور ( صفاء الحافظ ) و( د. صباح الدرة ) و( عايدة ياسين ) والآلاف غيرهم ، وبهذا العمل الخسيس قد أضاف هذا النظام المجرم جريمة أخرى الى سجله الحافل بالجرائم التي يندى لها الجبين ، وبذلك يكون العراق ، لا بل حتى الأنسانية قد خسرت البرفسور والمفكر القانوني
( صفاء جميل صالح الحافظ ) ، الذي وضع السبيل الصحيح والعلمي لأصلاح النظام القانوني في العراق ، كما خسرته حركة السلم العالمي حيث كان عضواً بارزاً في مجلس السلم العالمي ن فضلاً عن خسارة المحفل الدولي للخبير القانوني حيث كان عضواً في اللجنة الدولية لتقصي الحقائق عن الجرائم العنصرية في أفريقيا الجنوبية

المجد كل المجد للشهداء
البروفسور صفاء الحافظ
ود.صباح الدرة
وعايدة ياسين
الخزي والعار للقتلة المأجورين

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1 ) ننشر هذا المقال بمناسبة الأحتفال بمرور 54 عام على صدور مجلة الثقافة الجديدة عام 1953 ، وقد كان الشهيد أحد مؤسسيها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أون سيت - لقاء مع صبري فواز | الجمعة 26 أبريل 2024 | اللقاء


.. مشاركة النائب رشيد حموني في برنامج مع - الرمضاني- مساء يوم ا




.. Messages to the Tories: -Get Out- Socialist issue 1275


.. The Arab League - To Your Left: Palestine | الجامعة العربية




.. أخذ ورد بين مذيعة CNN وبيرني ساندرز بشأن ما إذا كانت إسرائيل