الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معارك الأهوار ( معركة أبو الروس) الحلقة الخامسة

عبدالحسين الساعدي

2008 / 1 / 8
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


لقد أستطاعت الحركة الثورية والجهادية في العراق من أن تجدد أساليب نضالها والتصدي الحازم للسلطة الدكتاتورية التي أوغلت في أنزال الأذى والدمار في صفوف الشعب المظلوم الذي أبتلي بصعود الطغمة الدموية الى
دست الحكم ، لذلك أتخذت الفصائل الوطنية والقومية التقدمية من جبال كوردستان الشماء المنيعة مسرحاً لعملياتهم البطولية ، كما دشن المجاهدون أساليب جديدة من حرب العصابات ، المتمثلة بالحرب في مناطق شبه صحراوية التي لم يسبقهم فيها أحد من قبل ، وقد كان المثلث الجامع بين محافظات ( العمارة ) و( الناصرية ) و ( الكوت ) وتحديداً في المنطقة المسماة ( أبو الروس ) القريبة من ناحية ( كميت ) التابع لمحافظة ( ميسان ) ، والمحاذية لنهر ( الدجيلة ) المندرس منطلقاً لعملياتهم ، حيث كان المقر الرئيسي لقيادة المجاميع الجهادية .
لقد وجهت المجاميع الجهادية من ( حركة حزب الله في العراق ) ، والتي تمرست وقويت شكيمتها في هذا النمط من القتال ، ضربات موجعة الى أجهزة النظام القمعي الأمنية ، فضلاً عن أزلام الجهاز الحزبي الذي تلقى هو الآخر الضربات تلو الضربات ، مما دفع بالنظام أن يفكر بشن عملية عسكرية كبيرة ، بعد أن عجز في القضاء على هذه المجامع من خلال ما سمي ( بالزركات ) وهي عمليات دهم يقوم بها وبشكل مفاجيء ، وبالتنسيق مع الجهاز الحزبي ، التي كان المجاهدون يحسنون التخلص منها بيسر .
لقد كان المجاهدون على علم بنية النظام في شن هذا الهجوم من خلال مصادرهم الخاصة ، إلا أنهم لم يعلموا بالتوقيت ، وقد فوجئوا بزحف القوة العسكرية المهاجمة ، والتي تقدر بلواء زائداً فوج طوارىء الكوت الى جانب التنظيم الحزبي ، وقد بدأ الهجوم المفاجيء في تمام الساعة الثانية عشر ظهراً ، في اليوم التاسع عشر من الشهر الخامس عام ألف وتسعمائة وتسعة وتسعين ( 19/5/ 1999 ) وعلى محورين ، المحور الأول من الشمال جهة محافظة واسط تقريباً ، أما المحور الثاني فقد كان من جهة ناحية كميت وبأتجاه مقام السيد نوري المكنى ( أبو هادي ) ، وعندما علمت قيادة المجاهدين بالهجوم تم توزيع المقاتلين على محاور لصد الهجوم ، وقد بلغت القوة المدافعة بحدود أربعين مجاهداً ، أستطاعوا أن يوقفوا تقدم الجيش وينزلوا به خسائر جسيمة .
لقد كان إيمان المجاهدين بعدالة القضية التي يقاتلون من أجلها سبباً حقيقياً وراء صمودهم ، وأستبسالهم في هذه المعركة البطولية على الرغم من التفاوت الكبير في ميزان القوة من حيث العدة والعدد ، فبعد معركة سرسة أستمرت حتى الساعة التاسعة مساءاً ، أستخدم المقاتلون من المجاهدين الأسلحة الخفيفة ، وبعض الصواريخ المتوسطة المقاومة للدروع التي كان لها الدور الكبير في ضرب عقد القيادة وبعض الدروع الزاحفة والتي شكلت صدمة للقوة المهاجمة ، كما أستفادوا أيما أستفادة من طبيعة الأرض الوعرة ونهر الدجيلة المندرس ، وبعد معركة شرسة أبدى فيها المجاهدون آيات من صور البطولة والصمود والتصدي ، كبدوا من خلالها القوات الحكومية المهاجمة خسائر فادحة بالأرواح والمعدات ، في كانت خسائر وتضحيات المجاهدين بعض من الجرحى الذين تم أخلائهم من أرض المعركة وبسرعة .
لقد كانت معركة ( أبو الروس ) واحدة من المعارك المثالية بالنسبة للمجاهدين ودرساً عملياً لهم في الأستفادة من الطبيعة الجغرافية وفتحت الباب على مصراعيه أمام عمليات لاحقة في الأراضي شبه الصحراوية والمفتوحة ، كما كانت طعنة نجلاء في خاصرة النظام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحقيق لصحيفة إسرائيلية بشأن الفشل الاستخباراتي يوم السابع من


.. حريق ناجم عن سقوط صاروخ على مستوطنة شلومي بالجليل الغربي




.. قناة إسرائيلية: هناك فجوات في مفاوضات صفقة التبادل وعملية رف


.. AA + COVER.mp4




.. -يفضل انتصار حماس-..أعضاء بالكونغرس الأميركي يهاجمون الرئيس