الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التأثير في الأخرين

هشام اعبابو

2008 / 1 / 8
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


يعد التأثير في الناس و المجتمع من أقدم الرغبات التي عرفها الإنسان و سخر معظم إمكانياته العقلية و الجسدية و الإيديولوجية و حتى الفنية لإشباع هذه الرغبة الإنسانية و دلك حتى يتسن له تحقيق رغبته الملحة هاته
فما الذي يدفع الإتسان إلى التركيز على تحقيق هذه الرغبة الجامحة منذ ألاف السنين؟ وما هي الأساليب و الطرق التي قد يستعملها المرع للتأثير في الناس؟ و ماهي أنواع التأثير في الناس و أفضلها لتحقيق؟
كان و لازال و سيبقى التاثير في الناس و الأفراد هدفا و غاية لدى الإنسان ,لأنه كائن اجتماعي لا يستطيع العيش في معزل عن الأخرين فهو منعدم الوجود بدون تواجد الأخر فهو ضروري له في الحياة فبه يسعد أو يحزن,يزدهر أو ينحط ,إذن فالإنسان يستطيع التأثيرفي أخيه الإنسان و يكون لتأثيره عليه نتائج و انعكاسات.
استخدم الإنسان منذ العصور القديمة عصور ما قبل التاريخ وسائل طبيعية و غريزية جعلته يؤثر في الإنسان و في الحيوانات,و ذلك حتى يحمي نفسه و يضمن لنفسه الإستمرار في العيش و الحياة في محيط مناوء تصعب الحياة فيه, فاستخدم على سبيل المثال لا الحصر النار التي أوقدها لتدفأه و لتخيف الحيوانات المفترسة فلا تقترب منه
التأثير في الأخرين غريزة إنسانية تخلق مع الإنسان منذ ولادته,فالإنسان يحاول الثأثير في الأخر منذ الشهور الأولى من حياته, فعلى سبيل المثال, الرضيع يؤثر على أمه يفرحها و يشعرها بالبهجة عندما يبادلها مشاعر المحبة و دلك بالنضر إليها و الإبتسام لها وكما يستطيع التأثير كذلك عليها و على أعصابها باستعمال البكاء و الصراخ.الشاب يؤثر على محبوبته بتقديمه لها باقة ورد احمر و بقوله لها كلاما رومانسيا و معسولا حتى يستولي على قلبها...إذن فالرغبة في التاثير و التأثر بالأخر وسيلة و غاية لا تفارقنا مدى الحياة.
يحاول الإنسان دوما و جاهدا التأثير على الناس حتى يحصل على شيء لا يستطيع توفيره في نفسه أو الحصول عليه بدون الأخرين فكل شخص منا يحتاج للأخر في حياته و يتوهم الإنسان إن كان يظن بأنه يستطيع العيش بمعزل و بدون احتياج الإخرين لأن الطبيعة البشرية تحتم دلك,فالأخر محتاج لنا و نحن محتاجون له بدورنا.
هنالك أشخاص هم في حاجة ماسة للأخر لكن بسبب كبريائهم أو خجلهم لا يقومون بأي مجهود للتأثير على الأخرين و كسب مودتهم و احترامهم فلا يؤثرون و يعيشون في عزلة
هنالك نوعان من الثأثير نمارسه في الأخرين و يمارسوه علينا,الأول يسمى بالتأثير السيلبي وهو الرغبة في الحصول على شيء ما عند الأخر نحن في أشد الحاجة إليه لكن لا نعطي مقابل ذلك الشيء أي شيء فالعلاقات الإنسانية كما هو معروف تقوم على التبادل وعلى الأخد و العطاء, نستعمل في التأثير السلبي أساليب ملتوية و غير قانونية و غير نزيهة كالمكر و الحيل و الكدب و السرقة و السطو و الترهيب,مما يترك علامات و أحكام جد سيئة عند الناس عن من قام بدلك مدى الحياة.
النوع الثاني هو التأثير الإيجابي و الذي يجعل المرء يبدل مجهودا كبيرا حتى يتأثر الناس إيجابا به فتجده يسعى لإدخال الفرحة في قلوب الأخرين ,يواسيهم,يساعدهم,يحترمهمو لا يخذلهم, فيبادلونه المحبة و الإحترام و يتجاوبون مع كل ما ينصحهم به فلا يستطيعون
نسيانه و تبقى أعماله الإيجابية و الطيبة في أذهانهم و هذا هو ما يأمله معظم الناس في الحصول عليه حتى يعيشون حياة جوهرها الإحترام و المحبة و التقدير وهو إحساس لا يوصف و نعمة من عند الله لا تضاهيها نعمة لأخرى في الوجود.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد قضية -طفل شبرا- الصادمة بمصر.. إليكم ما نعرفه عن -الدارك


.. رئيسي: صمود الحراك الجامعي الغربي سيخلق حالة من الردع الفعال




.. بايدن يتهم الهند واليابان برهاب الأجانب.. فما ردهما؟


.. -كمبيوتر عملاق- يتنبأ بموعد انقراض البشرية: الأرض لن تكون صا




.. آلاف الفلسطينيين يغادرون أطراف رفح باتجاه مناطق في وسط غزة