الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل حقا ان الارهاب لا دين له.؟

مالوم ابو رغيف

2008 / 1 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يحاول مشايخ المسلمين على اختلاف مذاهبهم، ان يبعدوا شبهة الارهاب عنهم وعن دينهم، يشاركهم في ذلك الكثير من الكتاب والمحللين السياسين، بما فيهم بعض اليساريين، الذين وبسبب الفخر والحماس والانتماء القومي العروبي يحاولون فصل الارهاب العالمي عن جذوره الاسلامية، ولا يفرقون بين الارهاب العالمي النزعة وبين الجرائم المحلية او حتى الارهابية المحلية المرتبطة بالاوضاع السياسية والاقتصادية الضيقة.
فشعار الارهاب لا دين له، الذي يرفعه الاسلاميون، اكان في العراق او غيرها من البلدان المبتلاة بسيطرة رجال الدين على الثقافة والادب وادراة الصراع الفكري وتوجيهه ضد التقدم والتحضر والعلمانية، هو شعار خادع، المقصود منه بان الارهاب ليس تعاليم اسلامية، بل ان الاسلام ضد الارهاب. وبالتالي ابقاء الاسلام كما هو، دون اصلاح او تهذيب او تشذيب او تنظيف من تعاليمه او جراثيمه الضارة التي الحقها به ائئمة السياسة المعتمرين عمائم الدين، ورجال الدين الذين تعاملوا معه من وجهة نظرهم المتخلفة المتحجرة فجعلوا منه تعاليم تفتك بعقول الشباب الغافل فيصبح فريسة سهلة تسقط بشباك الارهاب وهي مترنحة دينا مخدرة بحب الشهادة وبغض الناس سكرانة بحب الله.
اذا كان الارهاب لا دين له، فكيف نصنف الفتاوى الارهابية الاسلامية التي تبيح ليس قتل افراد فقط بل شعوبا بكاملها، فشيوخ الوهابية مثلا يهدرون دماء الشيعة ويحللون سلب مالهم واغتصاب نسائهم، ولقد فعلوها في افغانستان في الفترة الطالبانية الوهابية، حيث بيعت البنات الصغار في سوق النخاسة الباكستاني الاسلامي بعد اغتصابهن. ومن النادر وجود رجل دين اسلامي لا يحلل دماء اليهود تحت ذريعة المقاومة والجهاد.
لا تكتفي الفتاوى والخطب الاسلامية العلنية بتحليل دماء الهود بل تصنفهم هم والمسيحين بانهم احفاد قردة وخنازير. كان السعودي الوهابي السديس، وفي جميع خطب الجمعة في بيت الله المكي، يزعق الى الله متضرعا بان يفني اليهود والنصارى و يحصيهم عددا ويفرقهم بددا ولا يغادر منهم ومن والاهم احدا. لقد كف السديس و بعض خطباء الجمعة السعودين عن هذا الدعاء الارهابي الذي يدخل كل بيوت المسلمين من خلال فضائات التلفزة والراديوات، لأن التلفزة في عرف بعض المتشددين حرام ايضا، توقف بعد ان ضغطت الحكومة الامريكية على الحكومة السعودية بمنع ذلك. فالسديس وبقية المشايخ الوهابية السعودية لم يغيروا قناعاتهم ولم ينظفوا انفسهم من اوساخ الارهاب بل مُنعوا من ذلك فتوقفوا غير مقتنعين ولا راضين.
اذا كان الارهاب لا دين له فكيف لنا تفسير مطالبات الاسلامين المصريين الدائمة باجبار الاقباط المصرين على دفع الجزية او التهجير ومصادرة اراضيهم بالقوة، ورضا رجال الدين الاخرين عن هذه المطالبات الارهابية بسكوتهم المطبق؟
لماذا يسكت رجال الدين المسلمون عن فتاوى قتل واهدار دم الكثير من المفكرين والكتاب والمثقفين.؟ ولماذا كل هذه الفتاوى التدميرية هي اسلامية الاسناد معتمدة على احاديث نبوية وايآت قرانية، فان غير الارهابيون معاني ومدلولات هذه الاحاديث والايات، فمن الجديروالمسؤول الاول عن التصدي لها ومكافحتها ومحاربتها غير رجال الدين المسلمين انفسهم؟
فان هم سكتوا ولم يبدوا حتى امتعاضهم، افلا يعني هذا انهم متوافقون مع الارهاب في حدود المنفعة والمصلحة المشتركة، ومختلفون معه اذا ما مس مكانتهم او انظمتهم.؟
.
كما ان هذا الشعار الذي وان قصد به محاربة الارهاببين، شعار في منتهى السذاجة والسخف، فلا يكفي الادعاء فقط، انما يجب اصلاح الدين بشكل كامل وتام لكي يصبح سلاح لمحاربة الارهاب، فابقاء الدين كما هو عليه بغثه وسمينه، هو كالمستجير من الرمضاء بالنار، ففي الدين الاسلامي الى جانب سور الرحمة، سور اخرى للقتل والنقمة والرجم وقطع الايادي والاقدام والرقاب والجلد والقسوة ووصف التعذيب بالحديد والنار. واذا كانت بعض الافلام السينمائية تحذر بان هذا الفلم او ذاك يحوي على مشاهد مرعبة ولغة لا يصلح سماعها لاعمار معينة، فان شيوخ رجال الدين الاسلامين، ودون تحذير او تنبيه ودون اعطاء اي اعتبار للاطفال ولا للنساء ولا للمراهقين والمراهقات، وفي كل الاوقات، يبدؤون باحاديثهم المرعبة المخيفة، يتحدثون عن صور العذاب بكل اشكالها، بالسلاسل والشوي بالنار والقمع بالمطارق الملتهبة فوق رؤوس النساء غير المجبات ، وعن قطع رقاب الكفار وخسة اليهود وكذب المسيحين او يتحدثون عن الجماع وعن الايلاج وعن النكاح وطرق الجماع.
في القرآن وفي الاحاديث النبوية الكثير من الايات ومن الكلام المحمدي الذي يحظ على الارهاب والقتل والعنف، كما ان كتب السلف مليئة بقصص ارهابية تصف الامعان بقتل الناس بصفتهم كفار( من لم يؤمنوا بالدين الاسلامي كله او بعضه) بانه عمل اسلامي في سبيل الله وتصور القتلة على انهم ابطال ومجاهدين كبار، وان الغزو عملا ممدوح العواقب وهو ما امر الله به عباده المسلمين.
فكيف لنا التعامل مع الارهاب الذي يستند على نفس التعاليم التي تستند عليها رجال الدين القائلين ان اراهابيين لا دين لهم.؟
هل بن لادن لا دين له.؟
هل الظواهري لا دين له.؟
هل الزرقاوي لا دين له؟
هل هاني السباعي لا دين له.؟
انهم متبحرون ومتمكنون من الدين، فقد غسلت ادمغتهم وحشيت منذ كانوا صغارا مما حدى بالظواهري تحدي اي عقلية دينية كبيرة تدعي الرسوخ بالدين ومناقشته على صفحات الانتر نت، لانه واثق بان القرآن (على حاله الموجود فيها) يمثل مادة الارهاب وان الاحاديث النبوية والكتب التاريخية ان لم يتم التنصل منها وابعادها عن المدرسة وكتاتيب تحفيظ القرآن، تدعم الارهاب بكل اوجهه، عالميا ومحليا، وكونيا حتى.
شعار الارهاب لا دين له، هو هروب الى الامام، هروب من المسؤلية التاريخية المناطة والملقاة على عاتق رجال الدين بصفتهم الوحيدين القادرين على اصلاح الدين وتنقيته من شوائب السياسة و من اطماع المصالح والمنافع واستغلال واستغفال الناس لتحقيق اهداف وغايات خبيثة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. د. حسن حماد: التدين إذا ارتبط بالتعصب يصبح كارثيا | #حديث_ال


.. فوق السلطة 395 - دولة إسلامية تمنع الحجاب؟




.. صلاة الغائب على أرواح الشهداء بغزة في المسجد الأقصى


.. -فرنسا، نحبها ولكننا نغادرها- - لماذا يترك فرنسيون مسلمون مت




.. 143-An-Nisa