الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين الحب والكراهية

باسنت موسى

2008 / 1 / 8
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


هناك برنامج نسائي خفيف أفضله على إحدى القنوات الفضائية وهو يستقبل رسائل المشاهدين بشكل عام وإن كانت رسائل المشاهدات هى الأعم والأكثر من حيث التفاعل مع البرنامج، في أخر حلقة شاهدتها له جاءت رسالة من مشاهدة تقول "مقدمة على خطوة الزواج وخطيبي لا أشعر تجاهه بالحب أو الكراهية يعني أنا مش بكرهه لكن مش بحبه هل تلك مشاعر كافية لأتزوجه" الرسالة تلك أثارت دهشة مذيعات البرنامج وبدأت كل منهما في إطلاق قفشاتها المضحكة عن تلك الرسالة حيث قالت إحداهن "ده هيبقى زوج وتقولي مش بكرهه ولا بحبه يعني إيه مالوش طعم بحياتك المشكلة أن البنات بيفرحوا بالجواز وخلاص بس لازم يفهموا أن الجواز عشرة وعمر ومينفعش نستحمل بالحياة زوج لمجرد أنه زوج" بعد تلك الحلقة بعدة أيام قابلت إحدى الرجال المقبلين على خطوة الزواج وكان يبدو عليه عدم السعادة المتوقع أن تلمحها في عين رجل سيتزوج بعد ساعات وليس أيام ثم صرح أنه يشعر بالجفاف العاطفي والكأبة !! وأن زواجه يحتل الحب به درجة متأخرة في حين أن الاحترام والثقة أساس اختياره لشريكته وحقيقة قصة المشاهدة وإنطبعاتي عن هذا الرجل جعلتني أسأل هل الزواج والحب متعارضان؟ ما معنى أن يأتي الحب بعد الزواج؟ إلى أي مدى يمكن أن تنجح علاقة طرفاها غير متحابان لكن قادران على السير معاً في الحياة وفق آليات العيش "توفير الاحتياجات المادية" ؟ تلك الأسئلة ظلت ملازمة لي في نومي واستيقاظي تدور برأسي يميناً ويساراً إلي حين بدأت الأمور تتضح لي.
الزواج لا يحتاج أن نكون فقط راضيين وقابلين لمن سنتزوجهم بل يحتاج لأن نجد في شريكنا الحياة التي نبغيها والحلم الذي نصبو له، الشريك بالزواج ينبغي أن نحبه ولا يعني هذا ألا ندرك عيوبه لا.... ينبغي أن ندرك العيوب لكن نسأل أنفسنا بعد اكتشافها هل هذه العيوب يمكن التعايش معها أم لا؟ إذا كانت عيوب جوهرية تصطدم مع ثوابت في حياتنا فلنذهب بعيداً عمن نظنهم يصلحون شركاء ونبقى معهم أصدقاء أو زملاء أي شركاء في أي علاقة إنسانية لا تتطلب من أعضاءها تكامل ووحدة الأزواج. لا أفهم كيف يُقبل رجل أو فتاة على زواج لمجرد توافر عناصر القبول والاحترام والثقة فقط ثم يقولون الحب سيأتي بعد الزواج ستولده الحياة بعد الاشتراك في مفرداتها هم مخطئين أو لنقل واهمين فالحب عندما يأتي بعد الزواج يكون تعود أو رغبة في التكيف مع وضع من الصعب تغييره فعلى الأقل يحدث تقنين حدة الصعوبات به من خلال وهم النفس بالحب والحياة السعيدة، بعد الزواج لا يأتي الحب بل تأتي الالتزامات التي لا ينبغي الفلات منها حيث تدور الحياة بين عجلات الأبناء والمتطلبات وما يجب أن يحدث ووو.... أما من يرون أن شريك الحياة ينبغي أن نحترمه ونثق به ثم يأتي التفاعل العاطفي هم أيضاً غير دقيقين فكم نقابل في حياتنا أناس نحترمهم ونثق جداً في حكمتهم وحسن رؤيتهم للأمور فهل معنى هذا أن نتزوجهم ؟؟؟ الزواج يحتاج لأن نرتبط بمن نحمل تجاههم شيء مختلف غير مفهوم ليس له أسباب يجعل لحياتنا معهم لون جميل وطعم مختلف وشكل مميز، بحيث تسير حياتنا معهم بكيفية من يرغبون أن يكونوا من قصة حياتهم معاً تاريخ مشترك سعيد يقف كالزهرة المعطرة بالندى عندما تأخذنا الأزمات أو يقف بنا العمر عند مرحلة الخريف، لكن كل هذا لا يمنع أن أقول أن الفرد عندما يقبل على الزواج هو يقدم أغلى ما يمتلك لشريكه حتى ولو كان لا يحمل تجاهه مشاعر حب ورغبة حقيقة في العيش الواحد والحلم المشترك فبالزواج نعطي لشركائنا حياتنا وأسمائنا نعلن بهم ومن خلالهم للعالم أجمع أننا أتحدنا واشتركنا معاً في علاقة حياة ووحدة وتكامل وعطاء حتى لو كان في داخلنا لا نشعر إلا بما هو عكس كل تلك المعاني.
فهل ندرك بعد وحجم هذا العطاء قبل الزواج أم ندرك بعد الزواج فنضطر للسير في الطريق الخطأ الذي بدأناه دون فهم ونحن في حالة تعالي على مشاعر القلب أو تحت تأثير الحسابات الخاصة عن الزواج ؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط


.. ما رؤية الولايات المتحدة الأمريكية لوقف إطلاق النار في قطاع




.. الجيش الاسرائيلي يعلن عن مقتل ضابط برتبة رائد احتياط في غلاف