الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرفيق كمال بك: المعلم الخالد

مهدي سعد

2008 / 1 / 11
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


"الرفيق كمال بك" وثائقي من إنتاج المؤسسة اللبنانية للإرسال LBC يستعرض السيرة النضالية والفكرية للقائد الشهيد كمال جنبلاط.
لطالما شكل المعلم كمال جنبلاط بالنسبة لي مثلا أعلى وشخصية نموذجية تأثرت بها تأثرًا بالغًا. وذلك راجع إلى تلك الهالة الروحانية التي انطبعت على وجهه النوراني المشع بروح الحقيقة والعرفان. وجاء هذا العمل التلفزيوني الضخم ليزيدني تعلقًا وافتخارًا بهذا الإنسان المتأله الذي كان أسطورة تجسدت بشرًا.
فلقد كان كمال جنبلاط "وهو الزعيم المتحدّر من نبالة أرستقراطية، فارسًا تقدميًا يسابق العصر". وكان وهو ابن عائلة إقطاعية عريقة، قائدًا اشتراكيًا يحلم بدولة عَلمانية ديمقراطية تتلاءم مع روح العصر.
إنه الزعيم الوطني العربي الحر الذي أسس الحزب التقدمي الاشتراكي ليكون رافعة لنضال الشعب اللبناني في الطريق لبناء دولة العدالة والمساواة والإخاء الإنساني بعيدًا عن الطائفية السياسية التي نخرت بلبنان منذ العام 1864 الذي "شهد وفاة البنية الأساسية للفكرة اللبنانية" على حد تعبير المعلم.
أراد كمال جنبلاط بمشروعه الإصلاحي أن يغير التاريخ ويقلبه، فانقلب عليه التاريخ وصرعه. وذلك لأنه لم يلتزم بالمقولة الرائعة للحكيم الهندي المهاتما غاندي التي آمن بها المعلم إلا في المعركة الأخيرة، ألا وهي: "علمني حب الحقيقة أن أرى جمال التسوية". فلقد عزم على السير بمغامرته الكبرى إلى نهايتها الحتمية ليتوج شهيدًا بطلا على مذبح الحرية والكرامة. ومع أنه لم ينتصر في ثورته الوطنية، فكذلك لم يقبل بالانكسار أمام المؤامرة اللعينة التي حيكت على لبنان آنذاك.
لقد أدرك المعلم كمال جنبلاط باكرًا حقيقة الأطماع السورية الخبيثة في الوطن اللبناني الصغير الذي أراده حكام الشام بلدًا تابعًا لهم وراضخًا لسيطرتهم. وكأنه استشرف ببصيرته الثاقبة المستقبل الأسود الذي يخططه للبنان هولاكو القرن العشرين حافظ الأسد.
ولقد استغرق الأمر 29 عامًا ليتوحد الشعب اللبناني في وجه الهيمنة السورية وليعلنها انتفاضة استقلال مدوية أخرجت المحتل السوري من الأراضي اللبنانية بعد ثلاثة عقود عجاف تميزت بالقهر والذل والاستبداد.
لا شك أن كمال جنبلاط غاب عنا كثيفًا إلا أن ثقله المعنوي لا يزال حاضرًا في واقعنا اللبناني والعربي، لأن مشروعه للدولة المدنية العصرية هو الأكثر مثالية لحل العديد من الأزمات التي تعصف ببنية الشعوب العربية وخصوصًا الشعب اللبناني الذي أرادة المعلم الشهيد أمة فعلية موحدة تجمعها دولة عَلمانية حديثة.
لا أجد أصدق من شهادة المستشرق الفرنسي جاك كولان للتعبير عن عظمة كمال جنبلاط، والذي قال: "ما كاد شيء غير الموت ليصرع رجلا بهذه الضخامة".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب العمال البريطاني يخسر 20% من الأصوات بسبب تأييده للحرب ا


.. العالم الليلة | انتصار غير متوقع لحزب العمال في الانتخابات ا




.. Mohamed Nabil Benabdallah, invité de -Le Debrief- | 4 mai 2


.. Human Rights - To Your Left: Palestine | عن حقوق الإنسان - ع




.. لمحات من نضالات الطبقة العاملة مع امين عام اتحاد نقابات العم